نظم مكتب شؤون المجالس، بديوان ولي عهد أبوظبي، محاضرة عن بُعْد على منصة "إنستغرام"، للتوعية بأهمية مكافحة التصحر للنظم البيئية في دولة الإمارات العربية المتحدة احتفالاً باليوم العالمي لمكافحة التصحر، قدمت المحاضرة ميثاء المهيري، من إدارة التنوع البيولوجي في وزارة التغير المناخي والبيئة.

  • ميثاء المهيري

مفهوم التصحر

عرفت المهيري مفهوم التصحر، قائلة: "يحدث التصحر عندما يتم زحف الكثبان الرملية وتغطية الأراضي الزراعية، ويؤدي التصحر إلى جفاف الكثير من الأنهار والبحار على سطح الأرض، وتتدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والمناطق الجافة نتيجة لعوامل التغير المناخي مثل التعرية، أو العوامل البشرية مثل استنزاف الموارد الطبيعية".

التحديات العالمية

أشارت المهيري إلى أن التصحر يؤدي إلى تحدٍّ عالمي، حيث إن أكثر من خُمس كوكب الأرض تعاني أراضيه التصحر، بحيث يتم فقدان أكثر من 12 مليون هكتار من الأراضي، وهذا الفقد يضر ويؤثر في أكثر من 3 بلايين شخص حول العالم، خصوصاً هؤلاء الأشخاص الموجودين في المناطق الريفية الفقيرة، وإذا استمرت الحال على هذا الوضع خلال الـ25 سنة المقبلة قد يحدث تدهور في المنتجات الغذائية بنسبة 12%، وبالتالي ترتفع أسعار الأغذية بنحو 30%.

الالتزامات الدولية

لفتت المهيري إلى أن الحل لتدارك مشكلة التصحر، يكمن في تعاون البشر مع بعضهم بعضاً وتضافر الجهود، وتوفر الموارد لتتمكن البشرية من تحقيق إنجازات مذهلة، فمثلاً إذا تم استصلاح 350 مليون هكتار من الأراضي بحلول عام 2030، فيمكن أن نزيل من 13 إلى 26 غيغا من انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، فضلاً عن أن كل دولار ينفق في استصلاح الأراضي يعود علينا بفائدة تقدر بنحو 9 دولارات من الفوائد الاقتصادية، وإذا استصلحنا الأراضي ينتج عن ذلك توفير فرص عمل خضراء، وتكون لدينا الفرصة لزراعة محاصيل غذائية، ومكافحة فقدان التنوع البيولوجي، وتخفيف تغير المناخ والتكيف معه.

تشريعات واستراتيجيات

ولفتت إلى أن حماية البيئة في دولة الإمارات ليست وليدة الساعة، لكنها طبقت قبل أن يبدأ الاهتمام العالمي بها، فوضعت العديد من التشريعات ونفذت الكثير من الفعاليات والاستراتيجيات الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهداف رؤية الإمارات 2021، مثل سن القانون الاتحادي رقم 24  لسنة 1999، بشأن حماية البيئة وتنميتها، بالإضافة إلى القرارات الوزارية الصادرة عام 2018، مثل القرار الصادر بشأن زراعة النباتات المحلية، والمحافظة على الطبيعة.

اتفاقيات تعاون مشترك مع الإمارات لحماية البيئة

من الاتفاقيات التي انضمت لها الدولة، وتهدف إلى حماية الطبيعة بشكل عام: الاتفاقية الإيطالية للتغير المناخي، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وأيضاً اتفاقية المحافظة على التنوع البيولوجي، واتفاقية المحافظة على الأراضي الرطبة، واتفاقية المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات، هذه الاتفاقيات بعضها يصب في مصلحة مكافحة التصحر بشكل مباشر، وبعضها الآخر يصب، أيضاً في نفس الموضوع بشكل غير مباشر.

أهمية أشجار القرم

وأشارت المهيري إلى أن اتفاقية المحافظة على الأراضي الرطبة تعمل على مكافحة التصحر بشكل غير مباشر، لاسيما أن أشجار المانجروف (القرم) التي تتم حمايتها من قبل الدولة تشكل مصدات طبيعية للرياح ضد العواصف الرملية، والغبار الناتج عن التصحر، أيضاً تعد أشجار القرم خزاناً طبيعياً لانبعاثات خزان ثاني أكسيد الكربون الناتج عن العوامل البشرية، فضلاً عن أن أشجار القرم تخفض أكثر بمرتين غاز ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بالنباتات الأخرى.

جهود الوزارة في مكافحة التصحر

ولفتت المهيري إلى أن وزارة التغير المناخي قد أطلقت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر عام 2003، وتم تحديثها عام 2014، وسيتم تحديثها مرة ثالثة في عام 2021، إلى 2030، حتى تتناسب مع أهداف التنمية المستدامة، وتضم أهدافاً رئيسية، هي: المحافظة على النظم الطبيعية، وزيادة المساحة الخضراء، ومواكبة التطور العلمي في مكافحة التصحر، وأيضاً زيادة التوعية، وبناء القدرات، وتعزيز المعرفة.

إقرأ أيضاً:  حديقة الأطفال الاستكشافية بالعين وجهة تعليمية ممتعة
 

وأضافت: قدمت الوزارة عدة مشاريع لتحقيق تلك الأهداف، مثل: مشروع القائمة الحمراء، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وبالتعاون مع السلطات المحلية والقطاع الأكاديمي والخاص في الدولة، وأيضاً زيادة المحميات الطبيعية داخل الدولة، ومبادرة غراس لزراعة النباتات المحلية والتوعية بذلك من خلال تطبيق على الهاتف، وأيضاً مبادرة مؤشر جودة الهواء، فضلاً عن مشروع الزراعة باستخدام الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى مبادرة "نخيلنا"، التي تستهدف مكافحة الآفات الزراعية، خاصة التي تصيب أشجار النخيل، فضلاً عن إعداد البرنامج المهني الزراعي الذي يتيح تعلم أساليب الزراعة القديمة من كبار المواطنين، ومقارنتها بالأنظمة الحديثة، واختتمت بأن حماية البيئة ليست مجرد شعار، لكنها جزء لا يتجزأ من تاريخ الإمارات وتراثها ونمط حياتها.