يبدو أن المرأة السعودية، يوماً بعد آخر، تسير في عالم الفن بلغة الواثق، هكذا هي الممثلة ريم العلي، التي جاءت من عالم «الموديلينغ» إلى التمثيل، فأبدعت بأدائها الخاص، بعد مُشاركتها بثلاثة أعمال في الماراثون الرمضاني الدرامي، هي: «60 يوماً في الماضي»، و«حين رأت»، و«ممنوع التجول»، مع الفنان ناصر القصبي. وتعتبر العلي أن الدراما مدرسة، وأن وقوفها إلى جانب ممثلين كبار ساعدها على تطوير أدواتها، واكتشاف أمور كثيرة في شخصيتها، حول فن التمثيل والأعمال التي شاركت فيها.. التقتها «زهرة فن»، فكان هذا الحوار:

• ماذا يعني لك فن التمثيل؟

- حينما نقول فن التمثيل، فإن هذا يعني فتح الباب على: السيناريو، والأداء، والصورة، وحينما ننطق كلمة فن، فإننا نضع فضاء للتمثيل مفتوحاً على عوالم وفنون، تبدأ بالموهبة، والحب، والقدرة على التجسيد بإحساس وصدق ومشاعر، إلى جانب خصوصية الصوت ولغة الجسد، وبلا شك فإن دور الممثل هو جَعْل المشاهد يشعر بصدق ما يقدم من أعمال وشخصيات درامية. فالتمثيل بالنسبة لي أشبه بالعلاج النفسي، أو السبيل نحو السعادة، لهذا أفرّغ طاقتي في التمثيل، وأنسى ما أتعرض له في حياتي من مواقف صعبة، وأشعر بأنني أُخْرج جميع ما في داخلي، من خلال هذه المهنة، وتأديتي حالات وشخصيات مختلفة. 

• جئت من «السوشيال ميديا» وعالم «الموديلينغ» إلى التمثيل، فهل مهد لك هذا الطريق إلى الفن؟

- ربما يمهد هذا للبعض الطريق، خاصة أن الفنون منفتحة على بعضها بعضاً، لكن رغم أن بدايتي كانت من خلال «الموديلينغ»، و«السوشيال ميديا»، التي باتت اليوم نافذة النجوم على العالم، فإنني أرى في نفسي ممثلة أولاً، ممثلة كانت طفلة، وباتت صبية عرفت أن التمثيل طريقها. أؤكد لك أن «الموديلينغ» لم يمهد لي الطريق نحو التمثيل، لكن حدث ذلك مصادفة، وأنا أؤمن تماماً بأن أي إنسان يكون لديه طموح بإمكانه أن يحقق ذلك. كما لا أنكر، أبداً، دور «السوشيال ميديا»، إذ ساعدت في تعريف الناس بأعمالي وما أمثله، وكل جديد أيضاً.

• كيف وجدت أصداء مسلسل «60 يوماً في الماضي»؟

- «60 يوماً في الماضي» كان من أجمل الأعمال التي قدمتها، خاصة أنه حقق أصداءً واسعة ليس فقط عند الجمهور السعودي، وإنما عند الجمهور المصري أيضاً، فهذا العمل مشترك، ويضم جنسيات مختلفة، والناس أحبت المسلسل، وبالتأكيد هذا شيء رائع بالنسبة لي، فأي ممثل يحلم بأن يقف أمام المخرج سيف يوسف، وإلى جانب الممثل تركي اليوسف، والتجربة كانت جميلة جداً، والأصداء إيجابية.

• هل تحلمين بأداء دور البطولة؟

- لا يعني لي كثيراً أن أقدم دور البطولة، فالمهم أن يكون الدور جديداً، وأن أكون مستمتعة وأنا أقدم الشخصية، فأحد أسباب نجاح العمل أن يؤدي الممثل دوره بحب، وأن يكون مستمتعاً بما يقدمه، فأنا لا أهتم بعدد المشاهد التي أقدمها، أو بحجم وكبر الدور بقدر اهتمامي بما سيضيفه هذا الدور إليَّ وإلى خبرتي.

• الانفتاح في المملكة.. هل أثر ذلك في الدراما؟

- الانفتاح، الذي تشهده المملكة، ساعد في تنشيط ونشر الفن والدراما، واتساع مساحة التعبير، وهذا بالتأكيد انعكس على الكثير من الأعمال، وساعدنا على العمل بأريحية، وظهور الدراما السعودية بشكل متنوع ومدهش، بل وناجح، لاسيما أن هناك تنافساً حقيقياً في الدراما الخليجية.

• بين الشهرة و«وجع الرأس».. ما أهمية مواقع التواصل الاجتماعي اليوم؟

- أظن أن «السوشيال ميديا» سلاح ذو حدين، لهذا يخفف توظيفها بشكل إيجابي ومتقن ومدروس كثيراً من المشاكل، وربما لأنني لست مهووسة بهذا العالم، أعرف ضمناً أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، إذ نسمع الكثير من الانتقادات والآراء، لاسيما أن «السوشيال ميديا» باتت مرتعاً لكلّ من هبَّ ودبَّ. أعرف تماماً أن هناك رافضاً ومتقبلاً، لهذا أعمل تماماً ما يريحني، ومتقبلة كل شيء. أما عن أهمية «السوشيال ميديا»، فمن الضروري جداً أن يتواصل الفنان مع الجمهور، للاستماع إلى آرائه وردود أفعاله. ولقد لاحظت أن الجمهور بطبعه يحب الانتقاد، وأنا أستفيد كثيراً من النقد البنَّاء، لكنني أرفض تماماً مشاركة تفاصيل حياتي على هذه المنصات.

• يصل البعض أحياناً إلى «الترند».. فهل هذا يعني أنهم مهمون؟

- أحياناً نعم، الكثير من النجوم حققوا «الترند»، وأحياناً يصل إلى «الترند» أناس غير مهمين أبداً، فالأهم أن يصل المبدع صاحب المحتوى القوي، لأنه سيكون مؤشراً حقيقياً إلى وعي الجمهور.

• كيف تعملين على تطوير نفسك إبداعياً؟

- الفن مفتوح على التطوير، على الثقافة، على الاستفادة من خبرات من سبقوني، لا أنسى تجربتي الأخيرة التي قدمتها في مسلسل «حين رأت»، فالعمل مع الأستاذ خالد أمين، والمخرج حسين دشتي، كان بمثابة ورشة تمثيل لي بكل ما للكلمة من معنى، وأيضاً تعلمت الكثير في مجال الكوميديا من النجمَيْن: ناصر القصبي، وحبيب الحبيب، في «ممنوع التجول»، وفي كل عمل أخوضه أتعلم الكثير، فضلاً عن أنني أشارك دائماً في ورش تمثيل، لأبقى في الضوء والمعرفة معاً.

• كيف كانت تجربتك في مسلسل «حين رأت»؟

- هي من أهم التجارب بالنسبة لي، وفخورة جداً بها، خاصة أنني عملت فيها مع المخرج الرائع حسين دشتي، ولقد أضافت إليَّ الكثير على صعيد التجربة، واكتسبت من الممثلين المشاركين، وفخورة جداً لأن الأستاذ خالد أمين علمني الكثير، وأيضاً عزيز خيون، وليلى عبدالله، استفدت منهم جميعاً.

• الحب في حياتك، ماذا يعني لك؟ وما شروطك للارتباط بشريك العمر؟

- الحب في حياتي هو أهلي وشغلي وعائلتي، وتركيزي حالياً على عملي، وبصراحة لا أفكر حالياً في الارتباط، وإذا فكرت في الموضوع فلا توجد لديَّ أي شروط تعجيزية، المهم أن يكون الشخص يشبهني، ويعرف كيف يحب.

إقرأ أيضاً:  نوال الزغبي تنتهي من تصوير كليب أغنيتها الخليجية.. وتفاعل واسع من الجمهور
 

• هل يمكن أن تتنازلي عن فنك من أجل رجل؟ 

- من المستحيل التنازل عن الفن من أجل أي شخص بالعالم، وفي حال فكرت في الارتباط سيكون شرطي لمن سيرغب في الارتباط بي أن يقدر فني ومهنتي.

• في حال استغنيتِ عن التمثيل، ما البدائل التي تحبين أن تعبري بها عن نفسك، لتبقي في الضوء؟

- هذه الفكرة بعيدة جداً، لكن في حال حدث ذلك فإن البديل ستكون له علاقة بعلم النفس الذي أحبه وأهتم به جداً، وأعتقد أن علم النفس والتمثيل مرتبطان جداً، لاسيما عمق الشخصيات، وطبيعتها، ومزاجيتها، وتبدلالتها.. وهذا رافد حقيقي لهذا الفن.

• ما طبيعة علاقتك بالموضة؟

- أنا بطبيعتي أميل إلى البساطة كثيراً، وأفضل الإطلالات الطبيعية، من خلال ارتداء الجينز والـ«تيشيرت» يومياً، وإذا كانت هناك مناسبة، فغالباً أختار اللون الأسود، لأنه سيد الألوان.

• من تستشيرين في ارتداء ملابسك، وصيحات الموضة؟

- غالباً أرتدي الذي يعجبني، وأراه مناسباً، وفي حال كانت الإطلالة تخص ظهوري في أحد الأعمال، فبالتأكيد أسلم نفسي للستايلست، لكن أكيد أضيف بعض اللمسات الخاصة بي.