اقترن اسم المنتج المتميز، صادق الصبّاح، بأعمال درامية مهمة، خلال السنوات السابقة، لاسيما مسلسلات الدراما العربية المشتركة. وهذا العام وقف خلف مجموعة متميزة من المسلسلات، منها: «2020»، و«ملوك الجدعنة»، و«لحم غزال»، بالإضافة إلى 3 أعمال مغربية، ويكشف الصبّاح - في هذا الحوار - عن أسرار الجزء الأخير من مسلسل «الهيبة»، وتفاصيل مسلسل «صالون زهرة»، ومصير «باب الجحيم».. لكن بداية الحديث ستكون من مسلسل «2020»، بطولة نادين نجيم وقصي خولي، الذي حقق حضوراً لافتاً في موسم رمضان الماضي، حيث انتهى العمل بوعد بجزء جديد، سيبدأ تصويره قريباً، ليكون جاهزاً في رمضان 2022:

• ما سبب تألق نادين نجيم في «2020» برأيك.. هل هو الدور أم الإخراج أم العمل نفسه؟

- نادين وصلت إلى مرحلة مختلفة من الأداء، فهي ذات قدرات عظيمة، وأداؤها احترافي، وتهتم بعملها وزملائها، ما يجعلها تمتلك ما يكفي من الحماسة لتجسيد الشخصيات بصورة جميلة، كما أن نادين أتت من عالم الجمال منذ 10 سنوات، ومثلت أدواراً عدة، فأحبها الجمهور، ما وضعها تحت مسؤولية في الأعمال القادمة، حيث إنها في «2020»، كانت تفكر ما الذي ستقدمه أكثر.

• هل كانت أحداث مسلسل «2020» قريبة من الواقع؟

- حينما كتبنا الفكرة، لجأنا إلى قواتنا الأمنية في لبنان، الذين أحييهم، وتحديداً العميد حمّود بشعبة المعلومات الجنائية، الذي أعطانا المعلومات الكافية التي غزلنا منها القصة وطورناها وشكلنا الدراما التي رأيناها، فهي أحداث مأخوذة عن قصص واقعية، فهناك شبكات تتاجر في المخدرات، وتضع هذه السموم في الألعاب، وإطارات السيارات، والخضراوات والفاكهة، ونحن كصناع دراما لابد أن ننبه إلى مثل هذه الشبكات وخطورتها.

• كانت هناك أعمال عدة من إنتاج شركة الصباح، مثل: «ملوك الجدعنة»، واللافت أنه مسلسل مصري تم تصويره في لبنان.. ألم يحملكم ذلك تكلفة إضافية في الإنتاج؟

- تحملنا بعض التكلفة، لكن لأن الاقتصاد اللبناني متردٍ حالياً، نجد الإنتاج أصبح أقل تكلفة عن أي بلد عربي، وهذه المشروعات المصرية الكبيرة التي نقدمها يكون عبئها قليلاً، كما أنه من الجيد أن نكمل ما بدأه أجدادنا منذ 1954، وألا نوقفه، كما أننا نسعى لعمل استديو ضخم في الرياض، حيث إن التقنيات رفعت الحدود، وأصبح بإمكانك اليوم الإنتاج أينما كنت، فعلى سبيل المثال كثير من الأعمال الأوروبية والأميركية يتم تصويرها في المغرب.

• أنتجتم، أيضاً، مسلسل «لحم غزال» لغادة عبدالرازق.. كيف كان حضوره ضمن المسلسلات المصرية؟

- على الرغم من أن مسلسل «ملوك الجدعنة» كان متصدراً، فإن نتيجة عرض «لحم غزال» كانت مقبولة، لقد اجتهدت قدر المستطاع مع فريقي بالعمل في «لحم غزال»، غير أنه لم يحقق الصدى نفسه لمسلسل «ملوك الجدعنة»، وفي الحالتين كجهة منتجة «عملنا ما علينا».

• ما الذي يجذبك لإنتاج عمل ما.. الفكرة أم البطل أم طلب المحطات؟

- بالترتيب: البطل، وطلب المحطة، وتراتبية النجوم، ونوعية العمل وآلية تنفيذه، ويأتي دور شركة الإنتاج مع فريق العمل والإنتاج بالتعامل مع النص، ومساعدة الجميع بأداء مهامهم، وفي الحقيقة التعاون مع المحطات به مساحة من الأخذ والرد، ما يجعلنا نأخذ القرارات بتأنٍ، وندرس خطط المستقبل.

• لايزال لديكم الجزء الأخير من «الهيبة»، و«صالون زهرة»، و«باب الجحيم».. أخبرنا عن هذه المشروعات؟

- نحن في المرحلة النهائية من تصوير الموسم الأول من «باب الجحيم»، وهو فكرة مجنونة تتحدث عن شيء مستقبلي، حيث نتصور العالم عام 2050، وهي فكرة خيال علمي تقدم بشكل مختلف عن كل ما قدمناه سابقاً، وسيقدم خلال 4 مواسم في كل موسم 8 حلقات، وسيتم عرض أول موسم قريباً، أما «صالون زهرة» فهو كوميدي درامي، مكون من 15 حلقة، يتحدث عن حالات إنسانية، عن صبية لديها صالون في قلب العاصمة بيروت، وكيف تتعاطى مع من حولها وجمهورها، والقصة مكتوبة بطرافة لكن بها عمق المعاناة، وأخيراً «الهيبة 5»، حيث نختم هذه الملحمة الشعبية بطريقة نتمنى أن تكون من أنجح المواسم التي قدمناها.

إقرأ أيضاً:  منذر رياحنة: أُقدّم الأعمال البدوية من أجل والدتي.. وبرامج المقالب إهانة للفنانين
 

• كيف ترى اللغط الدائر حول دور الممثل اللبناني والسوري؟

- أعتقد أننا يجب أن نتعلم ممن سبقونا، ممن قدموا الأفلام اللبنانية في لبنان أو سوريا، رأينا محمود المليجي وفريد الأطرش وميرفت أمين لا أحد يصنفهم حسب الجنسية، هذه آفة، والفن لا هوية له، الفن هو الفن، وأنا في كل مرة أُسأل عن هذا الموضوع أقول أعتز بلبنانية شركتي، لكن أعتز أكثر بأنها عربية، فأنا أحب العمل مع الأردني والفلسطيني والتونسي والجزائري والإماراتي والسوري، وكل الناس.

• هل الممثل اللبناني الشاب مظلوم؟

- لا يوجد فنان مظلوم، كل واحد له إمكاناته، وعندما يمتلك أي ممثل إمكانات سيصل إلى النجومية، ولا يصبح نجماً بسبب منتج أو محطة، وشركة إعلان، النجومية مسألة تراكمية، يصل إليها الذي يستحقها والذي يعمل من أجلها.

• بعد سيطرة المنصات الإلكترونية، هل سيتغير وجه الإنتاج الدرامي عربياً؟

- هناك تغيرات، لكنها لن تلغي النمط القديم، ومثال ذلك أن ظهور التلفزيون لم يلغِ الإذاعة، وكذلك في أواخر السبعينات اعتقدوا أن «الفيديو كاسيت» سيأخذ مكان السينما، لكن لم يقضِ أحدهما على الآخر، والآن عصر التلفزيون الكلاسيكي سيبقى ولن يوقفه أحد، ونقول إن المنصة عالم جديد، وهناك متابعون، لكن لا أحد يأخذ دور الآخر.

• كمشاهد.. ما الذي لفت نظرك في أعمال ليست من إنتاجك؟

- «لعبة نيوتن»، إذ رغم أن قضيته ليست جماهيرية، فإنه عمل مميز، وأفهم أنه أنجز في فترة طويلة، وأقدر أعمال الغرافيك والتصوير والتمثيل، وأهنئ منى زكي ومحمد ممدوح على هذا العمل، فهو عمل راقٍ جداً، وهو أحد المسلسلات التي تابعتها بشغف.

• ما رأيك في ما قدمته الدراما الخليجية، وهل ستخوض التجربة؟

- العام الماضي كانت هناك أعمال حظيت بحضور جماهيري أعلى من تلك التي عرضت في رمضان هذا العام. وحالياً أحضر أكثر من عمل، ومن خلال مشاركتي مع شركة رايترز في السعودية سأقدم أعمالاً مختلفة.