أطلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، حملة "إنترنت_آمن_لأطفالنا"، للتوعية بطرق وقاية الأطفال من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الاستخدام، مثل: التنمر الإلكتروني، الشائعات، الاحتيال، إدمان الإنترنت، حماية الخصوصية وإعدادات الأمان، عبر اجتماع رقمي، شارك فيه كلٌّ من: السفيرة د. هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، وعطوفة الدكتور برق صالح الضمور، أمين عام وزارة التنمية الاجتماعية بالمملكة الأردنية الهاشمية رئيس الدورة الحالية للجنة الطفولة العربية، والأستاذة أميرة الأزهري، مدير قسم حماية الطفل بالمجلس القومي لرعاية الطفولة لجمهورية السودان، ورئيس الاجتماع السادس عشر للجنة متابعة وقف العنف ضد الأطفال، والدكتور حسن البيلاوي، الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية. كما حضره الآليات الوطنية المعنية بالطفولة في الدول العربية، وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية والوطنية ذات العلاقة، والخبراء والمتخصصون المعنيون بمجالات تنمية وفنون وثقافة الطفل والإعلام.
وبهذه المناسبة، قالت الأمين العام المساعد، السفيرة هيفاء أبوغزالة: "إن انعقاد هذه الفعالية يأتي بهدف توعية الطفل وحمايته في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، وتسليط الضوء على مدى تأثيرها في الحياة الثقافية للأطفال، وهو موضوع واسع ومتشعب في عصر لم يعد فيه يقتصر دور هذه الوسائل فقط في نقل البيانات والمعلومات، بل أضحت تمس كل مجالات الحياة العصرية.. والطفولة ليست مستثناة". وأضافت، في الكلمة التي ألقتها بهذه المناسبة: "أن تلك التقنيات بما تشكله من موارد ثقافية ومعرفية للأطفال، أصبحت من مفردات ثقافة الطفل ولها الدور الأبرز في رسم سلوكه، وتحديد الطريقة التي ينظر بها إلى الأشياء من خلال المحتوى الذي يتعرض له ويتكون على أساسه سلوكه وتفكيره، فإذا كان المحتوى جيداً ومناسباً لعمر الطفل فيتشكل سلوكه بطريقةٍ سليمةٍ، أما إذا كان المحتوى غير ملائمٍ لعمره ويحتوي على مشاهد وصور أو ملامح لأشياء تتجاوز عقل الطفل ومداركه فسيكون التأثير خطيراً وسلبياً، سواء في سلوكه أو نفسيته". 

واستطردت السفيرة أن "التحدي الأكبر بالنسبة للمؤسسات والمنظمات والخبراء والإعلاميين المعنيين بقضايا حماية الأطفال، هو كيفية جعل الإنترنت آمناً للأطفال، وكيفية استثماره بشتى الطرق"، مبينة أنه أصبح واجباً على الجميع "اتّخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أطفالنا من المخاطر الناجمة عن استخدام الإنترنت، وضرورة نشر التوعية، وتفعيل دور الأسرة في ممارسة الرقابة على الأطفال لحمايتهم من هذه المخاطر. من خلال خطوات عملية، تحقّق الاستفادة القُصوى وتُسهم في نشر التوعية من مخاطر هذا الموضوع، سواء أكانت مخاطر جسدية أو نفسية وسلوكية، وغيرها من المصطلحات التي أوجدتها المستحدثات العصرية". 
وأوضحت الأمين العام المساعد أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالشراكة مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، تسعى من خلال إطلاق هذه الحملة الإعلامية إلى توعية الأطفال والوالدين بالاستخدام الآمن والرشيد للإنترنت، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتفادي المخاطر التي يمكن أن تلحق بالأطفال، وكيفية الإبلاغ في حال وقوعها لحماية وتعزيز حقوق الأطفال، وهي رؤية تسعى من خلالها إلى توجيه رسائل توعوية للأطفال لمواجهة التنمر الإلكتروني، والتحقق من الشائعات وعدم الانسياق وراءها، والحفاظ على الخصوصية والبيانات الشخصية على الإنترنت، وضرورة عدم إدمان الإنترنت، خاصة المواقع والألعاب المؤذية، مع ضرورة التصفح وفق إعدادات الحماية والأمان وتأمين الحسابات.

وأشارت السفيرة إلى أن موضوع التقنية الرقمية وانعكاساتها على وضع الأطفال سلباً وإيجاباً، هي محل بحث دائم ومستمر على أجندة جامعة الدول العربية، وبند دائم على جدول أعمال لجنة الطفولة العربية، وما صدر مؤخراً عن مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في دورته العادية الـ(39) بتاريخ 17/12/2019، والذي نص على: إطلاق الحملة الإعلامية لتوعية الأطفال من مخاطر وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، إضافة للتوصيات الصادرة عن لجنة الطفولة العربية في دورتها (24)، وما صدر عن مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته الـ(51) بتاريخ 16/6/2021، والتي أوصت بدعوة المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في الدول الأعضاء للعمل على تخصيص مساحة ضمن برامجها لبث الأعمال التلفزيزنية الخاصة بالحملة الإعلامية للتوعية الأطفال في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، والدعوة إلى تكريس حماية الأطفال في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة من خلال إنتاج برامج وأفلام توعوية وفق أهداف التنمية المستدامة ومواثيق حقوق الطفل التي تراعي تنمية وحماية الأطفال، لهو خير دليل على الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية لحماية الأطفال في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة.
تجدر الإشارة إلى أن الحملة تتضمن إنتاج فيديوهات موجهة للأطفال بعنوان "ألف جيجا وجيجا". وتقوم فكرة سلسلة الفيديوهات المكونة من خمس حلقات على إعادة محاكاة قصص الشخصيات الكرتونية العالمية المشهورة بحبكة من الإنترنت للتوعية بالأخطاء التي قد يرتكبها الطفل على الشبكة العنكبوتية، والتي تؤثر بدورها في أحداث القصة، ومن هذه الشخصيات: جحا، والسندباد، وسندريلا، وذات الرداء الأحمر.