احتفل محرك البحث العملاق "غوغل"، اليوم الخميس، بالذكرى الـ125 لميلاد الرسام الجزائري الراحل، محمد راسم، أحد أشهر الرسامين في الوطن العربي، المتخصصين في المنمنمات "الزخرفة".
ووضع "غوغل" صورة الرسام الجزائري، وهو ممسك بريشته وبنظارته الشهيرة، على واجهة البحث الرئيسية للموقع، التي توسطت لوحة فنية مزخرفة.
فمن هو الرسام الجزائري محمد راسم؟

من أهم وأشهر الرسامين في الوطن العربي، ويعتبر هو من أحيا فن المنمنمات "الزخرفة" في الجزائر والمغرب العربي، الذي لم يكن معروفاً هناك في هذا التوقيت، وتميزت أعماله الفنية بالأصالة والجمال والدقة.
ولد محمد راسم في 24 يونيو عام 1896، لأسرة متأصلة ولها باع طويل في الفن التشكيلي، وتميزت في النحت على الخشب، وكان والده وجده يملكان مشغلاً شهيراً.
نشأ راسم في منطقة القصبة بالجزائر، التي كان لها أثر كبير في مسيرته الفنية، حيث التحق في سن الرابعة عشرة بمكتب رسم متخصص في التعليم المهني، وهناك تعلم فن المنمنمات، واستطاع أن يرسم أول منمنمة له عام 1917.
سفره إلى إسبانيا 
كان لحصوله على منحة "كازا فلاسكويز" أثر كبير في مسيرته الفنية، حيث شاهد الأعمال الفنية الإسلامية في بلاد الأندلس، مثل المساجد والقصور والخزفيات.
ونظم أول معرض له في الجزائر عام 1919، وكان تحت عنوان "إسبانيا الأندلسية والجزائر القديمة"، الذي احتوى على أعمال فنية ترصد الحقبة الزمنية القديمة بالأندلس والجزائر، وعرضت أعماله في الجناح الجزائري بالمعرض الدولي عام 1937.
وانتقل الرسام الجزائري إلى العاصمة الفرنسية باريس عام 1922، واستقر هناك لفترة ليست قصيرة، وتزوج في 1932، السويدية كارين بوندسون.
وعين محمد راسم، عام 1934، أستاذاً بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر، لتدريس فن المنمنمات الجزائرية للطلاب. وكان لمحمد راسم، موقف وطني ضد الاستعمار الفرنسي، حيث استخدم الفن لإثارة الشعب الجزائري ضد الفرنسيين، كما وثق حياة المواطنين ومقاومتهم للاحتلال في تلك الحقبة.
ومن أشهر أعماله الفنية تزيين صفحات كتاب "ألف ليلة وليلة" في 12 مجلداً أثناء فترة استقراره بفرنسا، وتزيين كتاب "حياة محمد"، وانتشرت لوحاته الفنية في عدد كبير من المتاحف حول العالم.
وحصل على العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية، أهمها الوسام الذهبي من مؤسسة الرسامين المستشرقين، ونيشان جوقة الشرف برتبة ضابط، والجائزة الفنية الكبرى للجزائر، كما انتخب عضواً شرفياً في المؤسسة الملكية لرسامي المنمنمات بإنجلترا، وعين مستشاراً لوزير الثقافة الجزائري عام 1962، بعدما نالت بلاده الاستقلال.
وبعد مسيرة فنية حافلة، توفي الرسام الجزائري مع زوجته بظروف غامضة في 30 مارس 1975، فيما كشفت بعض التقارير أنها كانت عملية سرقة، نفذها لصوص لوحات.