سلاماً لعقلك

هذا الذكي الذي أحببته!

وتباً.. لقلبك

هذا الأحمق الذي ضيعني!

تذكر كم أعجبت بذكائك؟!.. يوماً ما وصفتك بـ«العبقري»، الذي أدمنت ومضات بصيرته.. بعينيك كانت هذه النظرة، التي تهتف دون كلمات: «لا تتعبي نفسك.. أنا أجيد ترجمة لغتك المبعثرة»، وعلى شفتيك ابتسامة شبيهة تهمس: «ما بيننا لن يسمح بسوء ظن.. فاطمئني». وعلى جبينك كان عهد الأمان الذي وقعته روحي قبل روحك.. فأين يا تُرى اختفى حبره؟! ومتى خانك ذكاؤك يا عبقري.. فأخطأت الترجمة!

أخطأت الترجمة.. فلم يكن تجاوزي عن زلاتك «ضعف أنثى»، بل «رحمة أم» بابن قلبها، الذي مهما سخطت عليه، لا تملك له سوى العفو..

أخطأت الترجمة.. فلم يكن سكوتي علامة رضا، بل شارة رفض للمجادلة، وتعففاً عن المزيد من إراقة دم الكبرياء..

أخطأت الترجمة.. فلم تكن غيرتي حبالاً خانقة، بل أسواراً حامية.. والآن ما عادت لامبالاتي تعقلاً بل زهداً.. زهدَ مَنْ خلعت عن رأسك تاج كمالك بها، ولم يعد يعنيها أياً من النساء ستضعه عليك بعدها!

إقرأ أيضاً:  د. عائشة بن بشر تكتب: العالم الجديد
 

أخطأت الترجمة.. فلم يكن عتابي سوى المزيد من رسائل التحذير المستترة.. والآن لم يعد تجاوزي عفواً، بل صافرة طرد من مباراة، خرج منها كلانا خاسراً!

«غلطة الشاطر بألف» كما يقولون! لكنها لم تكن «غلطة» بل طعنة في ظهر حب منحته لك امرأة برية ليس لها جماح إلا سطوة عقلها.. فهل تدرك خطورة طعن جواد بري؟! 

لا.. لا أنتظر اعتذاراً.. ولم تعد تعنيني أعذار.. فما عادت نفس الأرض تحملنا، ولا عادت نفس السماء تكسونا، بل سأَصْدُقُكَ قولاً.. ما عدت أنا أنا.. ولا عدت أنت أنت..

لكنني - بكل شوق - أنتظر أن تخبو شمس غرورك في عينين طالما عشقت ذكاءهما.. فتودعني بهذه النظرة التي تصرخ: «كيف لم أفهم؟!»، وبهذه الابتسامة التي تشبه البكاء بشدوها الصامت: «خسرتك يوم ظننت أنني امتلكت خزائنك للأبد؛ فلم أنتبه لدموع قلبٍ كست المفاتيح كلها صدأً»!