تحدث النجم اللبناني، باسم مغنية، عن علاقته بالفنون المختلفة، ومدى إجادته في كلٍّ منها، فاختصر علاقته بالتمثيل في جملة واحدة، هي: «التمثيل وحده يبادلني الحب»، فهو المكان الذي يحبه، ويمتلك الموهبة اللازمة والكافية للتميز فيه، فهو - إلى جانب ذلك - يعمل باستمرار على انتقاء الأفضل من المشاريع الفنية، ليتقدم في هذا المجال نحو القمة. فيما قال عن الغناء إنه يحبه، لكنه لا يمتلك الصوت الشجي، وإن تجاربه الغنائية - على قلتها - تميزت بحسن الاختيار، لا بحسن الأداء. أما عن الإخراج، فقال إنه لا يحبه، لكنه ينجح فيه دائماً.. كان لـ«زهرة فن» معه الحوار التالي، ليحدثنا عن بعض الجوانب من حياته المهنية:

• ماذا تقول عن شخصية «عمر» المركبة، في مسلسل «للموت»؟ 

- لن أقول عن هذا المسلسل إنه نقطة تحول، لأنني سبق أن قدمت أعمالاً قوية، وأدواراً مهمة، لكن «للموت» من المسلسلات التي أفتخر بها، ودائماً أقول إن نجاح العمل يكمن في عناصر أساسية ناجحة، وإلى حد ما هذه العناصر كانت موجودة (النص، والإخراج، والإنتاج)، فإذا كان المخرج جيداً، فإنه يختار ممثلين مبدعين، وهذا ما ميز مسلسل «للموت»، إذ كانت به نخبة من الفنانين الأقوياء، وهو أمر نادر في الأعمال الدرامية، ما أعطى العمل نجاحاً، كذلك الإنتاج الكبير والسخي، بالإضافة إلى نص نادين جابر، الذي أعتبره أول شيء أساسي بالعمل، فهو فكرة جديدة. وفي بعض الأحيان قد يكون العمل بعيداً عن واقعنا، لكن الناس يحبون القصص الافتراضية، والمسلسل ليس كاملاً برأيي، لكنه ناجح جداً، ما جعلنا ننجح معه.

• اللافت أن هذا المسلسل بطولة خماسية.. فهل أنت مع كثرة الأبطال وتعدد النجوم؟

- هذا يعتمد على القصة، فإذا كانت قصة حب بين شخصين فيكفي نجم ونجمة، وإذا كانت القصة تحتمل أبطالاً أكثر في النص، وكان النص قوياً، وكان هناك أشخاص كثيرون يلعبون البطولة؛ فلِمَ لا؟! أنا مع النص وما يقوله، لكن من المؤكد إذا كان معك نجوم أكثر بأدوار أساسية فهذا يغني العمل.

• انتهى المسلسل بوعد بجزء ثانٍ، فهل يتحمل جزءاً ثانياً؟

- نحن تركنا النهاية مفتوحة، وبعد نجاح الجزء الأول، أصرت الشركة على أن يكون هناك جزء ثانٍ، وكشفنا، مؤخراً، أنه سيتكون من 30 حلقة، رغبة في استثمار نجاح الجزء الأول، وأتمنى أن نعيش النجاح ذاته وأكثر. دائماً أخشى الجزء الثاني، لكن بعد أن قرأت أول حلقتين اطمأننت كثيراً، وتحدثت مع نادين جابر بالموضوع، وقلت لها: أنا سعيد جداً، ولم أتوقع أن تكون بداية الجزء الثاني قوية، أكثر حتى من الجزء الأول.

• كيف استطعت تأدية شخصية مركبة.. رغم أنها لا تتوافق مع شخصيتك؟

- أنا لا أستسهل أي شيء في الحياة، وعندما أقرر أداء دور أجيده حتى نهايته، وقد أردت أن أثبت أنني من بين الأفضل، وهذا يحتم عليّ عمل الكثير في مهنتي، لأعطي الدور حقه، وأعتبر أنني عندما أحصل على دور أجتهد فيه، فلديَّ تقنيات في التمثيل، ناهيك عن الخبرة التي أوظفها في خدمة الدور. دائماً أواجه الشخصية بأسئلة عدة، أحدثها: «كم عمرك؟.. ولماذا تتعاطى؟»، وأجيب على نفسي، وأضع نفسي مكان الشخصية لأدخل إلى عمقها، لأصل إلى مرحلة إجادة الشخصية، لتبدو طبيعية وغير متكلفة ومقنعة، وقد جمعت هذه التفاصيل في شخصية واحدة.

• ما الأعمال التي أعجبتك هذا العام؟

- لم أستطع متابعة كل الأعمال، لأن التصوير استمر إلى قبيل العيد بخمسة أيام، إذ تعطل سابقاً بسبب «كورونا» في بيروت، وقد تابعت القليل، وأحببت مسلسل «2020»، فقد كان للبنانيين الذين لعبوا الأدوار الأولى والثانية حضور بارز، وهذا الأمر أحببته، لأنني شعرت بأن الدراما العربية بدأت تتقبل الدراما اللبنانية، وتتقبل مجتمعها وتفاصيلها، كما أحببت «لعبة نيوتن»، وهو من نوعية المسلسلات التي أحب أن أمثل فيها، فهو مسلسل نخبوي ومميز، وقدمت منى زكي دوراً جميلاً، وكان من المفترض أن يكون لي عمل من بطولتي مع نيللي كريم، لكنني اعتذرت بسبب ارتباطاتي الأخرى.

• هناك لغط كبير في موضوع الممثل السوري واللبناني، وغياب أو تهميش اللبناني.. هل نجاحك يرد على هذه الأقاويل؟

- عندما نتحدث عن الموضوع كثيراً، يكون هذا مثل أغنية قبيحة تدفعك للضحك وتعتادها، وهكذا. بدأنا بدعاية أن الممثل اللبناني غير مطلوب، بينما الممثلة اللبنانية مطلوبة، ومع الوقت يشعر من يسمع هذا الأمر بأن المشكلة في الممثل اللبناني، علماً بأن الفنان المبدع ليست له جنسية، وهذه تركيبة السوق. ويبدو- ربما لأسباب معينة - أنه يجب أن تكون البطلة لبنانية، والبطل لن يكون لبنانياً، لأنه لن يكون هناك عمل عربي مشترك. والمعادلة الحقيقية التي - من وجهة نظري - كانت مثالية هي معادلة «تانغو»، دانا مارديني وباسل خياط وباسم مغنية ودانييلا رحمة، فهذه العناصر ممتازة، والجميع أخذ حقه، اللبناني والسوري، وهذا الأمر صنع توليفة جميلة.

• هل الدراما المشتركة، أو العربية، ستزداد في الفترة المقبلة أم ستزول؟

- أنا لست مع العمل المشترك لفترات أبدية، إذ يمكن أن أقدم عملاً لبنانياً أصيلاً 100%، يتحدث عن الواقع، ويكون قريباً من القلب أكثر من الأعمال المركبة. في المقابل، التجارب المركبة مفيدة، وأنا مع العمل الجيد، بغض النظر عن جنسيته.

• مَنْ بارك لك هذا العمل؟

- لا أريد أن تكون إجابتي مستهلكة، لكنْ كثيرون باركوا لي في الشارع، وردود أفعالهم وسلامهم كانت جيدة جداً، الأمر الذي أسعدني. وتحدث النقاد عني، وقالوا إن وجودي في الدراما العربية أثبت لكل العالم أن الممثل المبدع إذا منحته فرصة فسيبرز. هذه الأمور أسعدتني، وقد تكون مفتاحاً جديداً للشباب اللبناني المبدع؛ للانطلاق بإبداعاتهم، وهم بحاجة إلى فرص مثل غيرهم.

•..ومن زملائك الفنانين؟

- لا أحد من زملائي بارك لي، على الرغم من أنني أقدم التهنئة إلى الجميع، وأدعم الشباب في أعمالهم، وأعطي رأياً فيها. لكن عندما تصل القصة إليَّ هناك أناس لا يحبون، ومن كان تجب عليه تهنئتي لم يفعل ذلك.. فلا يوجد أحد.

• هل تشعر بأن هناك مَنْ يغار منك؟

- يوسف الخال كتب على «تويتر» كلاماً جميلاً عني، وأنا أقدر له الأمر. الغيرة كلمة لا أحبها، ولا أفكر بهذه الطريقة، وعندما أعمل لا أفكر في أنني أريد أن أكون أفضل من غيري، ولا أريد أن أكون مكان أحد. كل ما في الأمر أنني أحاول تقديم أعمال جميلة، لأكون من الأفضل فقط، ولا أضع أما عيني أشخاصاً لأتحداهم. المنافسة مهمة لا شك في ذلك، لكنها بالنسبة لي تحفيز على التطور أكثر، وأفكر في نفسي، وما أريد أن أكون عليه.

إقرأ أيضاً:  وائل كفوري يُشوِّق جمهوره لـ«البنت القويَّة».. ويكشف موعد طرحها
 

• على «السوشيال ميديا» آراؤك جريئة.. كيف تتعامل مع الأحداث الحاصلة، ولماذا تشير إلى أمور وتترك أخرى؟

- لا أبحث عن موضوعات لأتحدث عنها، فإذا أعجبني شيء كتبت عنه، مهما كان هذا الشيء، في إحدى المرات كتبت عن كارول سماحة، ولم أذكر اسمها كاملاً، فقط قلت هناك فنانة اسمها كارول، ومتأثر بفنها، ورأيتها مرة على «تيك توك»، فشعرت بالانزعاج، لأنني لم أجد هذا البرنامج يشبهها ولست ضده، لكنه لم يلق بها، وأحب أن أراها في الأغاني التي تغنيها ورقيها; فتعرضت لهجوم لاذع، مع أن من يقرأ التغريدة سيكتشف حجم الحب لكارول، وهذا الأمر لم أكرره، لأنه لا يحق لي أن أنتقد أحداً.