تبقى الأغنية ذلك الصوت الذي يحلّق بنا، ويجعلنا نلتفت لنرى امرأة لبنانية غنت لبيروت، وسرعان ما مضت من الأغنية اللبنانية إلى الخليجية والعراقية. إنها ريم الشريف، الفنانة التي ترى أن الحب حياة، وكل الفنون تأتي منه. وهي على طرف آخر تنتظر فرصتها لدخول عالم التمثيل بخطوات واثقة.. «زهرة فن» التقت الفنانة اللبنانية؛ فكان معها الحوار التالي:
• ما الذي دفعك إلى اختيار مجال الغناء؟
- لأن الأغنية صوت الحب والمكان، تصل إلى القلب، وتصلنا بالعالم، نحن نستمع لمغنٍ من أميركا، أو إيطاليا أو المغرب؛ لأننا نحس بما يغنيه، ويصل إلى القلب، ربما كل هذا ما دفعني إلى اختيار الغناء، المحمول على الموسيقى والكلمة، فالصوت الحقيقي يخترق كلّ الحواجز، يعبر الحدود، خاصة عندما يعانق الكلمة والموسيقى، وتكون هناك منابر ومسارح ومهرجانات تساعد على إيصال ما نحب إلى جمهور عريض من الناس؛ فالأغنية هوية ورسالة نحملها بصوتنا؛ لتصل؛ لنستمتع؛ لنحقق وجودنا.
• لو توقفنا عند الغناء الكلاسيكي والشبابي اليوم.. مَنْ مِن هؤلاء يمثلك؟
- لأنني أنتمي إلى الغناء، فإن الكلاسيكي يشدني، وفي الوقت نفسه لا يلغي أبداً الحداثي والشبابي من الأغنية، يشدني دائماً من جاء من الكلاسيكي إلى الحداثي وجمع بينهما؛ لهذا أنا دائماً مع الفنان الذي يجعل من صوته حلماً، ولاشك في أن هناك أسماء كثيرة في دول عربية مختلفة، وأكيد كل موهبة تقدم هذه النوعية من الفن تمثلني.
حب الحياة
• ما الأغنية التي ترددينها بينك وبين نفسك، لاسيما في لحظات الشغف وربما الوحدة مع الذات؟
- لكل مقام مقال، ولكل مزاج أغنية، من هنا فإنني أردد أغاني كثيرة لفنانين عرب وعالميين، وحالياً أردد أغنيتي الجديدة «طمني عنك حب»؛ لأن عنوانها يذكرني بالحالة التي يمر بها العالم، خاصةً لبنان، فهي تمنح من يسمعها شعوراً يوحي بضرورة الاطمئنان على الأشخاص الذين نحبهم، وعلى الجميع، وهذا الشعور يكرّس المحبة، ولغة السلام بيننا.
• ماذا يعني لك الحب، وهل تعيشين قصة حب؟
- الحياة محبة، والكون أيضاً، لا شيء من دون حب، الحب هو كل شيء بالنسبة لي، من دون حب لا غناء ولا حياة، وبالتأكيد هناك كثير من حالات الحب: حب الوطن، حب الأهل، حب الحبيب، حب الأصدقاء، الفن ذاته من موسيقى وكلمة وصوت أيضاً، الطبيعة، وخالق الكون، والحب دائماً يبدأ من حب النفس، حب الحياة، العائلة. هذا الحب يثمر ويخرج بشكل خاص ومميز؛ لأنه يترجم لغة الحياة التي نحلم بها، والتي تترجم بالعمل بحب في كل خطوة نقوم بها نهاراً وليلاً تكون بكل حب. أنا في حالة عشق دائمة، لكن ليس من الضروري أن يكون هناك شخص يتجسد له هذا الحب.
• هل تطلبين من شاعر أن يحول قصة واقعية إلى أغنية؟
- أكيد.. إذ أعتبر هذا الموضوع رائعاً جداً؛ فأنا من الأشخاص الذين يؤمنون بأن الأغاني يجب أن تترجم حالة يعيشها الفنان، ثم تحمل بالصوت والإحساس، وهذا يجعل منها أغنية وقصة وموسيقى تصل إلى الجمهور بكل صدق.
بصمة خاصة
• هل تشعرين بالخصوصية والتميز عن غيرك.. حديثنا عن هذا الاختلاف؟
- الفن يعني أولاً الخصوصية، والتميز هو البصمة الخاصة أيضاً، وهذا ينسجم مع الطموح، والبحث عن التميز، بعيداً عن الدخول في عالم التنافس؛ لأن الشخص عندما ينظر إلى نجوم آخرين، ويتملكه شعور المنافسة، يفقد التركيز على الفن الحقيقي في مشواره الفني. فأنا أغرد في سرب وحدي، ولا أعتبر أن هناك من يشبهني أو من أشبهه. ولكل واحدة من الفنانات الموجودات على الساحة مني كل الاحترام والتقدير، وليس هناك أي غرور أو فوقية، إنما هو الشعور بالتفرد، لاسيما بما أقدمه من فن.
• ما الأغنية التي أعجبتك، وتمنيت لو كانت لك؟
- الأغنية التي كنت أتمنى أن تكون لي هي «فاضي شوية» للفنان حمزة نمرة؛ لأنني بصراحة أحببت هذه الأغنية كثيراً بلحنها البسيط الذي دخل قلوب الناس، وأحببت كلماتها الإيجابية التي لا تحمل أي لوم أو عتاب، بل على العكس هي مليئة بالسلام، وأعتقد أن النجوم حالياً يجب أن يركزوا على هذا النوع من الأغاني، التي تحمل الإيجابية والمحبة الحقيقية.
• هل تفكرين في دخول عالم التمثيل؟
- نعم أفكر في دخول التمثيل، لكنني أنتظر الدور والنص والشركة المناسبة؛ حتى لا تكون هذه الخطوة ناقصة، بل يجب أن تكون إضافة حقيقية إلى مسيرتي الفنية.
• حدثينا عن تعاونك الجديد مع الفنان العراقي نور الزين؟
- هذه المرة الأولى التي أتعاون فيها مع الفنان نور الزين، من خلال أغنية «بصراحة»، وجاء هذا نتيجة محبتي أغنياته، رغم أنني لم أكن أعرف أنه هو من يقوم بتلحين جميع أغنياته، وأود أن أشير إلى أن التعاون بيننا حدث صدفة، بعد سماعي الأغنية عند الموزع الرائع عمر الصباغ، وأخبرني بأنها من ألحان نور الزين فأعجبتي، فكانت بعدها من نصيبي.
رسول المحبة
• بين الأغنية اللبنانية التي تحمل هويتك وميلك إلى الغناء الخليجي والعراقي.. حدثينا عن هذا؟
- أنا مع أن يقدم الفنان جميع الألوان الغنائية؛ لأن الفنان رسول المحبة من خلال الأغنية التي تلامس وجع وأحاسيس الناس، وقد قدمت اللونين الخليجي والعراقي؛ لأنني أؤمن بهذا الانفتاح بين اللهجات؛ ولأنني أملك جمهوراً في العراق والخليج، ولا أستطيع أن أكون بخيلة عليهم، إضافة إلى الحفلات والأعراس التي أقدمها في هذه المنطقة.
إقرأ أيضاً: سميرة سعيد تتحدث عن كواليس أغنيتها «الساعة اتنين بالليل».. وتامر حسين يرد
• الغناء العراقي مشحون بالوجد.. برأيك ما سبب انتشار هذه الأغنية بين الفنانين؟
- بالنسبة لي، أظن أن اللون العراقي ينسجم مع طبقة وطبيعة صوتي، إلى جانب شغفي بالعمق الحقيقي للشغف والوجد الذي تتسم به هذه الأغنية. وقد قدمت سابقاً اللون العراقي، من خلال أغنية «أني حرة» وبعد النجاح الذي لاقته قررت أن أعيد التجربة مرة ثانية، وثالثة والرابعة على الطريق.
• ما جديدك في الغناء؟
- أغنية عراقية بعنوان «طمني عنك حب»، من كلمات رامي العبودي، وألحان نور الزين، وتوزيع عمر الصباغ، وهذا التعاون الثاني مع شركة «لايف ستايل ستديوز»، وهي من إخراج فادي حداد. والأغنية فيها حب وشجن في الوقت نفسه.