كثير من الناس يخلطون بين الأضحية والهدي، لاسيما أن الأضحية والهدي يشتركان في بعض الصفات، ويختلفان في أخرى.

تعرف الدكتورة إلهام محمد شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، الفرق بين الأضحية والهدي، ومكان الذبح، وعلى من تجب في السطور التالية:

وجوب الهدي والأضحية

تقول الدكتورة إلهام: "في الحكم الشرعي، نجد أن الهدي واجب على من أحرم بنية الحج قارناً أو متمتعاً، فالهدي واجب من واجبات الحج، التي لا يتم حج المسلم إلا بها، ولا خلاف في ذلك. أما المفرد بالحج أو المحرم بعمرة، فيجوز له أن يهدي تطوعاً، وليس وجوباً، مشيرة إلى أن الأضحية سنة مؤكدة، يؤديها كل قادر عليها، وقال بعض العلماء بوجوبها على المستطيع القادر، ففي حكمها خلاف".

  • الدكتورة إلهام محمد شاهين

مكان النحر

الهدي هو ما يهدى إلى الحرم، لذا فإن مكان نحره هو الحرم، وهو منى ومكة وضواحيها،  ولا يجوز ذبحها في غيرها، أما الأضحية فتذبح في أي بلد، وأي مكان.

وقت الذبح

تشير الدكتورة إلهام إلى أن وقت ذبح الهدي هو وقت ذبح الأضحية، فيبدأ وقت الذبح من بعد صلاة العيد أو بقدرها لمن لم يصلِّ، ويستمر إلى غروب شمس ليلة الثالث عشر من ذي الحجة، وكلما بكر بذبحه كان أفضل وأنفع للفقراء والمحتاجين، ولا يجوز ذبح الهدي ولا الأضحية قبل يوم العيد وقبل الصلاة.

الأفضل في الهدي والأضحية

والأفضل في الهدي والأضاحي، الإبل ثم البقر ثم الغنم، ولها شروط من حيث السن، لاسيما قد دلت الأدلة الشرعية على أنه يفضل ذبح الضأن ما أتم ستة أشهر، ومن المعز ما أتم سنة، ومن البقر ما أتم سنتين، ومن الإبل ما أتم خمس سنوات، وما كان دون ذلك فلا يعتبر هدياً ولا أضحية، وهذا هو المستيسر من الهدي.

شروط الأضحية

تقول الدكتورة إلهام: "يستحب أن تكون الأضحية سمينة، عظيمة، حسنة؛ والذكر من كل جنس أفضل من أنثاه، قال القيراوني في الرسالة، مبيناً صفات الأضحية وشروطها: "وفحول الضأن في الضحايا أفضل من خصيانها، وخصيانها أفضل من إناثها، وإناثها أفضل من ذكور المعز ومن إناثها، وفحول المعز أفضل من إناثها، وإناث المعز أفضل من الابل والبقر في الضحايا... ثم قال: ولا يجوز في شيء من ذلك عوراء، ولا مريضة، ولا العرجاء البين ضلعها، ولا العجفاء التي لا شحم فيها ويتقى فيها العيب كله، ولا المشقوقة الأذن إلا أن يكون يسيراً، وكذلك القطع، ومكسورة القرن إن كان دَمِيَ فلا يجوز، وإن لم يُدْمِ فذلك جائز".

حكم الاشتراك في الهدي والأضحية

تلفت الدكتورة إلهام النظر إلى أن الضأن لا اشتراك فيه، أما الإبل والبقر فيجوز الاشتراك فيها، وأكثر عدد يمكن المشاركة به سبعة، وهناك كثير من الأدلة على جواز الاشتراك في الإبل والبقر، فالواحدة منها تجزئ عن سبعة، سواء كان الهدي هدي تطوع أو واجباً كهدي التمتع والقران، أما الشاة الواحدة فلا يجوز الاشتراك فيها، وقد نقل النووي الإجماع على ذلك.

كيفية الذبح

تقول الدكتورة إلهام: "لا فرق بين طريقة ذبح الهدي ولا الأضحية، فهما سواء، فيجب أن تكون الآلة حادة، وأن يحمل عليها بقوة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته"، ويستوجب البدء باسم الله، وتوجيه الذبيحة إلى القبلة. وتتابع: من المكروه أن تذبح الشاة والإبل، أو البقر، وهي تنظر، ولا يجوز أن تؤلمها عند الذبح بكسر رقبتها أو قدمها في البداية، فالبقر والغنم يستحب ذبحها بعد إضجاعها على جانبها الأيسر موجهة إلى القبلة".

إقرأ أيضاً:  وقفة عرفة
 

تقسيم لحم الهدى والأضحية

بالنسبة للهدي إن كان الهدي هدي شكران، وهو ما يجب على المتمتع والقارن، فالسنة أن يقسم ثلاثة أقسام: قسم يأكله، وقسم يهديه، وقسم يتصدق به على الفقراء والمحتاجين، ولا بد من التصدق؛ فإن لم يتصدق وجب عليه شراء ما يكفي فقيراً ويعطيه إياه، لقوله تعالى: "فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير". وإن كان الهدي عن ترك واجب أو فعل محظور، فلا يأكل منه شيئاً بل يجعله كله للفقراء.

بالنسبة لتقسيم لحم الأضحية

يستحب للمضحي أن يأكل منها، ويطعم غيره، ويدخر لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُوا وَتَزَوَّدُوا وَادَّخِرُوا»، والأفضل أن يكون ذلك أثلاثاً، ويعطي منها الغني والفقير، فقد روى عن ابن عباس أنه قال في أضحية النبي صلى الله عليه وسلم: ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق بالثلث.

جواز التصدق بالأضحية

توضح الدكتورة إلهام: "يجوز للمضحي التصدق بالجميع أو إبقاء الجميع، والتصدق بها أفضل من ادخارها إلا أن يكون المضحي ذا عيال، وهو ليس ذا غنى وبسطة، فالأفضل لمثل هذا أن يوسع على عياله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء.. فهكذا وهكذا».