ميرة السويدي: كلنا مسؤولون.. وبناء «الدار» واجب علينا

وجه إماراتي مشرق من الوجوه الشابة الكفؤة، التي تعتبر مثلاً أعلى لبنات جيلها في عالمنا العربي. هي ميرة سلطان السويدي، التي تشغل منصب رئيس قسم الدعم والتطوير في قطاع الاستثمارات غير التقليدية بشركة مبادلة للاستثمار، وتشرف كذلك على تطوير تعزيز مكانة منصة «Hub71» التكنولوجية في أبوظبي، واختيرت هذا العام

وجه إماراتي مشرق من الوجوه الشابة الكفؤة، التي تعتبر مثلاً أعلى لبنات جيلها في عالمنا العربي. هي ميرة سلطان السويدي، التي تشغل منصب رئيس قسم الدعم والتطوير في قطاع الاستثمارات غير التقليدية بشركة مبادلة للاستثمار، وتشرف كذلك على تطوير تعزيز مكانة منصة «Hub71» التكنولوجية في أبوظبي، واختيرت هذا العام للانضمام إلى عضوية مجلس إدارة بنك المارية المحلي، وهو أول بنك رقمي متكامل في دولة الإمارات. نجاحاتها البارزة، في مهامها المتشعبة، فتحت لها الباب لتمثيل إمارة أبوظبي تحت قبة المجلس الوطني الاتحادي، كما فازت، مؤخراً، بعضوية مكتب منتدى النساء البرلمانيات في مجموعة الاتحاد البرلماني الدولي.. في حوار «زهرة الخليج» معها، نتعرف عن قُرْب إلى شخصية ميرة.. البرلمانية، الإدارية الناجحة، الزوجة، الأم، والشابة المواكبة للموضة، والمحبة للمجوهرات.

• تلقيت تعليمك العالي في فرنسا، ماذا عن تحديات تلك الفترة؟ وكيف استفدت منها؟

- قضيت أربع سنوات في العاصمة الفرنسية باريس، حيث عملت لفترة مع إحدى الشركات العالمية للبترول (توتال)، وتلقيت تعليمي العالي. كانت فترة ممتعة ومليئة بالذكريات الجميلة، وطورت لغتي الفرنسية في مجال العمل، ومارست رياضة البولو، كما تعرفت على أناس من جميع دول العالم. عشت حياة بسيطة، حيث كنت أركب الحافلة والقطار للوصول إلى جامعتي. كنت محظوظة، أيضاً، لأنني حضرت الكثير من عروض الأزياء، وعروض الفن، والأوبرا؛ فكانت تجربة ثقافية جميلة. 

• ماذا عن مهام منصبك الإداري في شركة مبادلة؟

- أشغل منصب رئيس قسم الدعم والتطوير في قطاع الاستثمارات غير التقليدية بشركة مبادلة للاستثمار، المملوكة لحكومة أبوظبي، والتي تدير محفظة متنوعة من الأصول والاستثمارات، موزعة على 6 قارات، عبر العديد من القطاعات، وفئات الأصول. وأتولى - بحكم هذا المنصب - مسؤولية تحديد إمكانات التعاون والتآزر بين شركات مبادلة، وتعزيز فرص النمو المشترك في ما بينها، ومساعدتها على الاستفادة من إمكانات «مبادلة»، وحضورها العالمي. أشرف، كذلك، على تطوير منصة «Hub71»، والعمل على تعزيز مكانة هذه المنصة التكنولوجية في أبوظبي، كمقر للجيل التالي من الشركات الناشئة، وشركات التكنولوجيا. توليت، منذ انضمامي إلى مبادلة، عدداً من الأدوار الرئيسية، ولعبت دوراً أساسياً في عدد من أهم مشاريع الشركة، كذلك تم تعييني ممثلة لإمارة أبوظبي في المجلس الوطني الاتحادي. ونظراً لما أتمتع به من خبرات في مجال التكنولوجيا، ومساعدة الشركات الناشئة على تطوير أعمالها؛ تم اختياري عام 2021 للانضمام إلى عضوية مجلس إدارة بنك المارية المحلي، أول بنك رقمي متكامل في دولة الإمارات. 

مساواة بين الجنسين

• ما أبرز الإنجازات البرلمانية، التي أسهمتِ في تحقيقها منذ 2019؟

- شغلت دور مقرر لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية في الدور الانعقادي الأول للفصل التشريعي السابع عشر، حيث تمت مناقشة مشروعات قوانين مهمة، مثل: حماية المستهلك. وكنت عضو لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية في الدور الانعقادي الثاني من الفصل التشريعي السابع عشر.

• الإمارات الأولى عربياً في المساواة بين الجنسين.. هل من قضايا ملحة لاتزال تعانيها المرأة الإماراتية، تقتضي إيجاد تشريعات قوانين لحلها؟

- نحن محظوظون جداً؛ لأننا في ظل قيادة رشيدة تؤمن بدور المرأة، وتتيح لها جميع الفرص في شتى المجالات؛ فلا أظن أننا في دولة «اللامستحيل» نواجه أي تحدٍّ لا نستطيع هزيمته.

• فزت بعضوية مكتب منتدى النساء البرلمانيات في مجموعة الاتحاد البرلماني الدولي.. ماذا في سلم أولويات جدول أعمالك؟

- تسليط الضوء على تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة كمثل أعلى لجميع دول العالم في موضوع المساواة بين الجنسين، وتوعيتها بالتشريعات والقوانين في دولتنا، التي تساعد في دعم النساء بشكل فعال.

• ما الذي ستركزين عليه وستسخّرين عضويتك بالاتحاد البرلماني الدولي لحلّه، أو ربما رفع الصوت بشأنه؟

- إن دولة الإمارات استمرت في سياستها وبرامجها الداعمة لتمكين الشباب، في ظل وجود قيادة تؤمن بقيمة ودور الشباب، وإشراكهم في رسم ملامح المستقبل. ومن المهم أن أشارك العالم في رفع التوعية بأهم المبادرات لتمكين الشباب التي قامت بها دولة الإمارات، والتي تتمثل في جملة قرارات، منها: قرار بإلزامية إشراك أعضاء من فئة الشباب الإماراتي في مجالس إدارات الجهات والمؤسسات والشركات الحكومية، وتبنّي مبادرة مندوبي الشباب لدى الأمم المتحدة، وإطلاق علامة «بمجهود الشباب»، كما ارتفعت نسبة تمثيل الشباب في المجلس الوطني الاتحادي بالفصل التشريعي السابع عشر، فقد بلغت نسبة أعضاء المجلس تحت سن الـ40 عاماً 25%، وهو رقم مرتفع بحسب المعايير البرلمانية الدولية، وكذلك أطلقت الدولة البرلمان الإماراتي للطفل عام 2021.

تعديلات قانونية

• في مواجهة جائحة «كورونا»، أثبتت دولة الإمارات ريادتها في مجال تمكين المرأة، كيف تنظرين إلى ذلك كبرلمانية ومواطنة إماراتية؟

- على الرغم من الآثار السلبية الناجمة عن جائحة «كوفيد-19»، بذلت دولة الإمارات جهوداً مختلفة؛ للمضي قدماً في تحقيق المساواة بين الجنسين، ولعل أبرز تلك الجهود: ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% في فصله التشريعي الحالي، ومشاركة المرأة الإماراتية في خط الدفاع الأول للتصدي لجائحة «كوفيد - 19» كطبيبة، ومعلمة، وممرضة، وصيدلانية، وإدارية، ومتطوعة. وقد بلغت نسبة النساء المتطوعات في جهود التصدي لجائحة «كوفيد-19» حوالي 53% من أصل 600 ألف متطوع. وفي إطار تحقيق الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة 2015-2021، اعتمدت دولة الإمارات عدداً من التعديلات التشريعية؛ لتعزيز جهود المساواة بين الجنسين. ففي عام 2020، دخل التعديل على «قانون العمل» بشأن ضمان المساواة في الأجر بين المرأة والرجل في القطاع الخاص حيز التنفيذ، كما تم التعديل على «قانون تنظيم علاقات العمل» لمنح إجازة أبوة مدفوعة الأجر في القطاع الخاص. وفي عام 2019، تم استحداث «قانون الحماية من العنف الأسري»؛ للقضاء على العنف ضد المرأة وحماية حقوقها.

• ما طموحاتك المستقبلية.. على الصعيدين الشخصي والعام؟

- طموحي مرتبط بدولتي.. فمن المهم أن نكمل مسيرة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء مستقبل واعٍ. وأتمنى أن يرزقني الرحمن القوة والإرادة في إنجاز عمل لدولتنا الحبيبة، يكون بمثابة بصمة تتشرف بها دولتي، ويفتخر بي أبنائي وعائلتي. 

حبيبة وطموحة

• نحتفي هذا الشهر بيوم المرأة الإماراتية.. هل من كلمة في هذه المناسبة؟

- في البداية أتوجه بالتهنئة إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، بصفة خاصة، وجميع النساء الإماراتيات بصفة عامة، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية. وشكراً لكل امرأة إماراتية، فنحن لدينا شغف بالتطور، ودافع داخلي لا تفهمه غير النساء الإماراتيات؛ فكوني دائماً حبيبة وطموحة وطيبة.. فمجتمعنا قائم عليك!

• هل من شخصية معينة تودين الاحتفاء بها في يوم المرأة الإماراتية؟ ولماذا؟

- جميع النساء ملهمات في شيءٍ ماء.. أستلهم من جمال بعض النساء، وأستلهم من ذكاء بعض النساء، وأستلهم من شجاعة بعض النساء، وأستلهم من عمل بعض النساء.. فكلنا ملهمات!

إقرأ أيضاً:  مي عمر: أنا خجولة.. لكن أحلامي جريئة
 

• ماذا يعني لك انتماؤك إلى دولة الإمارات؟

- «داري ومرباي ما مثلها دار».. كلنا مسؤولون، وواجب علينا أن نبني دارنا لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا.

جمال الروح

• هل تعتبرين جمالك جواز مرور إضافياً، يرفد ما تتمتعين به من مؤهلات؟

- الجمال جمال الروح، فمن المهم أن يسكن الجمال أرواحنا؛ لأن تأثير ذلك ينعكس على كل ما نقوم به.

• ماذا تعني لك الرفاهية؟

- يختلف معنى الرفاهية عندي، لكنني أجده في: ختم القرآن، ضحكة أبنائي، سفرة ممتعة، طعام لذيذ، إنجاز عمل، قراءة رواية، وفي الأشياء البسيطة.

• هل تواكبين جديد الموضة على صعيد الإكسسوارات والمجوهرات؟

- شخصياً.. أفضل المجوهرات؛ لأنها بالنسبة لي استثمار، وأريد لابنتيَّ أن ترتديا مجوهراتي في المستقبل، أيضاً أتابع وأحب جديد الموضة، كما أعشق القطع الخالدة والتقليدية أيضاً، مثل الذهب العربي.