حدثت هذه المفاجأة، عندما قام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بعقد ورشة تدريبية، تهدف إلى إعداد حقيبة الطعام المدرسية بشكل محترف.. فما هذه المفاجأة؟!

في الحقيقة هي مفاجأتان، وليست واحدة:  مفاجأة «لطيفة»، ومفاجأة «سلطان».. فما حكاية «لطيفة»، وما حكاية «سلطان»؟

كانت «أم لطيفة» تعد حقيبة الغداء لابنتها، بحسب تعليمات الورشة، بحيث تتضمن كل الأغذية الصحية، واستمرت الحال على هذا الانتظام في الغذاء الصحي لمدة أسبوعين تقريباً. وذات يوم، كانت «أم لطيفة» في عجلة من أمرها بالصباح، فوضعت بعضاً من الحلويات والمأكولات الجاهزة في حقيبة «لطيفة». وما إن عادت «لطيفة» إلى المنزل بدأت تتذمر (تتحرطم) على والدتها، وتقول لها: «ماما كل أصدقائي كلوا، اليوم، (هيلثي فود) إلا أنا!». وفوجئت الأم بردة فعل ابنتها، وهي فرحة بعض الشيء من ردة الفعل هذه؛ لأنها علمت أن ابنتها عرفت أهمية الغذاء الصحي، وهي كانت تظن أن «لطيفة» ستفرح بوجود الحلويات في حقيبة الغداء.

إقرأ أيضاً:  رئيس التحرير بالإنابة فاطمة هلال تكتب: إشراقة للخمسين
 

العبرة من هذا الموقف أنه لو أتيحت الفرصة للطفل؛ لمعرفة ما هو مفيد له؛ فسيغتنم هذه الفرصة. الطفل بطبيعته فضولي، يحب المعرفة، وعلينا أن نغذي فِكْرَه بكل ما هو مفيد، وألا نفترض أن الأطفال صغار، ولا يدركون مصلحتهم.  أما الموقف الآخر (المفاجأة الأخرى) فهو مع الطفل «سلطان» ووالدته، فقد أخبرتنا بأنها حاولت، وبكل الطرق، أن تقنع ابنها «سلطان» بأن يتناول الخضراوات والسلطات، لكنه دائماً يرفض. فسألناها: «هل تتناولين السلطة؟». فأجابت: «لا.. إنني لا أحبها!». فكيف لـ«سلطان» أن يحب السلطة إذاً، ووالدته لا تحبها.. ولم تتناولها أمامه؟  الأطفال يرون في أهاليهم القدوة؛ فهم يقلدون آباءهم في كل شيء، ومن الممكن أن نقول إنهم انعكاس لتصرفات ذويهم.

جربي هذا التمرين: قوم ف الذي تودين من أبنائك القيام به، وبهذا ستعززين عندهم هذا السلوك..

إذن.. لابد ألا نكتفي بإصدار الأوامر، لكن يجب أن نقوم بتنفيذ العمل أمام أعين أبنائنا وأتباعنا؛ عندها يصنعون ما نصنع، وقالت العرب قديماً: «لا يستقيم الظل.. والعود أعوج».