يوجد أكثر من 350 نوعاً مختلفاً من أسماك القرش في جميع أنحاء العالم، تتفاوت في أحجامها ونظامها الغذائي وموائلها، لكن معظمها غير ضارة بالبشر، رغم الشائعات الكثيرة التي تنتشر بين الناس حول أسماك القرش باعتبارها شرسة ومفترسة، الأمر الذي أساء إلى سمعة هذا النوع، الذي يلعب دوراً مهماً، بحسب هيئة البيئة بأبوظبي في الحفاظ على جودة البيئة البحرية، عن طريق التغذي على فرائسها، والتي من بينها أسماك الراي. من ناحية أخرى، تلعب أسماك الراي، أيضاً، دوراً مهماً في موائلها من خلال "تنظيف" البيئة البحرية، حيث تتغذى على الكائنات الحية التي تعيش في قاع البحر أو قريباً منه، في التقرير التالي نوضح أنواع سمك القرش وسمك الراي وأهمية كل منهما للمحافظة على التنوع البيئي.
 
 قرش "جي" 
 يعيش هذا النوع من أسماك القرش في منطقة المحيط الهادي - الهندي، في البحر الأحمر، ومن جنوب أفريقيا إلى الفلبين، ومن الشمال إلى فيتنام، ومن الجنوب إلى أستراليا، ويعتبر هذا النوع من أسماك القرش المهددة بالانقراض التي لديها الكثير من الأسنان، التي تنتظم في 13 إلى 16 صفاً على جانبي الفكين، وله أنف على شكل وتد ورأس قصير، وهو معروف بملازمة موطنه، وعدم الابتعاد عنه عندما يخرج للصيد.

 قرش "أبومطرقة" الكبير
 يعتبر قرش "أبومطرقة" أكثر أنواع أسماك القرش المهددة بالانقراض، حيث يصل طوله الأقصى إلى 20 قدماً، ويعرف عنه الارتحال لمسافات طويلة بحثاً عن فريسته، بسرعة تصل إلى 25 ميلاً في الساعة، وينتشر "أبومطرقة" حول العالم في المياه الاستوائية والدفيئة، وتتغذى أسماك قرش "أبومطرقة" على سمك الراي اللاسع.
 يُطلق اسم القرش "أبومطرقة" على هذا النوع للشبه بين رأسه الكبير وشكل المطرقة، ويتغذى هذا النوع على مجموعة كبيرة من الفرائس، بما في ذلك الأسماك الكبيرة، وأسماك القرش الصغيرة، والقشريات.
 ويمتاز سمك القرش بأنه شديد التكاثر، مقارنة بالأنواع الأخرى، حتى إن أنثاه قد تحمل ما يصل إلى 55 من صغارها في غضون عامين فقط.

 

 أسماك الراي الغرابية
 يتنشر هذا النوع من الأسماك في المناطق المدارية، بما في ذلك المحيط الهادئ والأطلسي والهندي، ويعتبر من الأسماك الغضروفية ذات الصلة بسمك القرش.
 ويتميز بالبقع المميزة التي تغطي الجزء الخلفي من جسمه، الذي يبلغ طوله 16 قدماً، ويصل باع جناحيه إلى 10 أقدام، ويعتبر هذا النوع من الأسماك قريباً من خطر الانقراض، طبقاً للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
 وتعض ذكور الراي أجنحة الإناث برفق للفت انتباهها، أيضاً يدافع هذا النوع عن نفسه من الحيوانات المفترسة المحتملة باستخدام اللادغة الشائكة على ذيله، ومن الأشياء المذهلة أن كل فرد من أفراد الراي (الغرابية) يحمل نمطاً فريداً يميزه عن غيره، تماماً مثل بصمة الأصابع.

 سمك المنشار
 سبب تسمية هذا النوع بالمنشار، الفم الطويل المستدق الذي تصطف عليه أسنان حادة تشبه المنشار. وهو أيضاً من الأسماك المهددة بالانقراض، بسبب صيد الأسماك، وتدمير الموائل، والمياه الملوثة. ويوجد سمك المنشار في المناطق المدارية، وشبه المدارية، حول العالم. ونظراً لأهمية هذا النوع من الأسماك في العديد من البلدان، إذا اصطاد أحد الصيادين سمكة المنشار مصادفة وفشل في إطلاقها، فقد يتعرض لغرامات مالية كبيرة. ومن العجيب أن تلك الأسماك تستخدم منشارها للدفاع عن النفس لمحاربة الحيوانات المفترسة، بما في ذلك أسماك القرش الكبيرة. ويحتوي منشار تلك الأسماك على آلاف الأعضاء الصغيرة، التي تشبه المسام، ويمكنها اكتشاف الحقول الكهربائية المحيطة بالكائنات الحية.

 قرش الحوت
 يعتبر هذا النوع أكبر أنواع الأسماك المعروفة في الكون، حيث يصل طوله إلى 40 قدماً أو أكثر، وهو أيضاً من الأسماك المهددة بالانقراض. ويوجد في المياه المفتوحة بالمحيطات المدارية. ورغم حجم قرش الحوت الكبير جداً، فإنه قابل للتعلم، وهو من الأنواع التي تعتمد على طريقة ترشيح (تصفية الماء)، ويتغذى أساساً على القشريات والعوالق، وبيض السمك، ولديه نمط مميز من البقع البيضاء التي تميز هوية كل فرد من أفراده، تماماً كما هي الحال مع بصمة الإنسان.

 "نوام"
 يعتبر "نَوام" نوعاً من أسماك الراي الموجودة في المحيط الهندي الغربي، والتي تتغذى على الرخويات الصغيرة والأسماك العظمية، ووفقاً للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، فإن هذا النوع من الأسماك مهدد بخطر الانقراض إلى حد كبير، بسبب التلوث والصيد وتدمير الموائل. ويوجد سمك "نوام" في الهند، غرب المحيط الهادئ، خاصة حول خليج عُمان.
 ويطلق على هذا النوع من الأسماك، أيضاً، اسم "حلاوي"، وهو مشتق من الكلمة العربية حلوى، ويمكن لهذا النوع أن يلد ما يصل إلى 10 صغار في البطن الواحد.