أعلنت هيئة البيئة - أبوظبي عن انتهاء المرحلة التجريبية من مشروع يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم، لمراقبة التربة باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعْد، عبر الأقمار الاصطناعية، والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.

بيئة مستدامة

يتماشى المشروع مع الأولويات الاستراتيجية لهيئة البيئة - أبوظبي، التي تسعى لضمان اتباع نهج مستدام ومتكامل لحماية الأراضي والتربة، وتقييم تأثير الأنشطة البشرية، وتوفير الأساس لخطط الإدارة المستقبلية، وسياسات الحماية، واللوائح المتعلقة بالتربة. ويهدف رسم خرائط تلوث التربة في إمارة أبوظبي إلى تسليط الضوء على المناطق التي تحتاج إلى معالجة أو تعافٍ أو حماية للوصول إلى بيئة مستدامة.

مرحلة تجريبية

تم تصميم برنامج مراقبة التربة، الذي تم إطلاقه عام 2018، لتقييم مستوى الملوثات. وفي عام 2020، بدأت هيئة البيئة - أبوظبي تنفيذ مشروع رائد لتوسيع البرنامج الحالي، وتحسين أدائه باستخدام أحدث التقنيات. وقد تم اختيار موقعين في مصفح بمدينة أبوظبي لتنفيذ المرحلة التجريبية لهذا المشروع، الذي يهدف إلى قياس مستوى المعادن الثقيلة عن طريق الاستشعار عن بعد باستخدام الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار والمقاييس الطيفية المحمولة باليد، حيث يتم التحقق من صحة هذه البيانات من خلال عينات التربة التي تم جمعها ميدانياً.

حماية البيئة

يسهم الاستشعار عن بُعْد في تمكين هيئة البيئة - أبوظبي من اكتشاف ورصد الخصائص الفيزيائية والكيميائية لمنطقة ما من مسافة بعيدة. كما يسهل استخدام الاستشعار عن بعد، وكذلك معالجة البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، اكتساب فهم أفضل لصحة التربة. وتُقدم صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة من الفضاء أدلة تتسم بالموضوعية والشفافية والقابلية للتكرار، الأمر الذي سيعزز جهود الهيئة لحماية البيئة ومراقبتها بشكل أكثر كفاءة.

بيانات ميدانية

قامت هيئة البيئة - أبوظبي بدمج استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي في عملية تحليل البيانات للمساعدة في إيجاد العلاقات والأنماط، وتحديد وتوقّع السيناريوهات المتعلقة بجودة التربة. كما تم استخدام طرق التحليل القائمة على الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة لأتمتة عملية ربط البيانات المتحصّلة من أجهزة الاستشعار عن بُعد مع "البيانات الميدانية"، ما يوفر كفاءات محسّنة عند العمل مع مثل هذه المجموعة الكبيرة من البيانات.

إقرأ أيضاً:  «أبوظبي للطفولة المبكرة» تفعّل مجموعات الابتكار المعرفي لمبادرة «ود»
 

لأول مرة في العالم

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: "تماشيًا مع استراتيجيتنا المؤسسية الجديدة التي توضح الحاجة إلى مراقبة جودة التربة والحفاظ عليها في إمارة أبوظبي، فقد وضعنا تصورًا لمشروع شامل لمراقبة التربة. سيسهل هذا المسعى جمع البيانات العلمية ذات الصلة باستخدام أحدث التقنيات حتى نتمكن من وضع سياسات للحفاظ على صحة التربة. عادةً ما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في البيئات الخاضعة للرقابة داخل المختبرات البحثية، ولكننا ابتكرنا استخدام هذه التقنية لمعالجة البيئات الخارجية لأول مرة في العالم. نحن نتبع عملية صارمة للغاية لضمان دقة البيانات من خلال الجمع بين الاستشعار عن بعد والبيانات التي يتم جمعها في الميدان. علاوة على ذلك، من خلال الذكاء الاصطناعي، نحن قادرون على استخدام خوارزميات موجزة للغاية لإنتاج بيانات دقيقة وصحيحة من شأنها أن تساعدنا على فهم الصورة الكبرى بشكل كامل، حتى نتمكن من الحفاظ على صحة تربة أبوظبي للأجيال القادمة".