لطالما مثّلت الفعاليات الرياضية، على مر التاريخ، فرصةً فريدةً لجمع وتقريب الأشخاص مهما كانت اختلافاتهم، وبالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي مرّ بها العالم خلال العام الماضي، تزايدت الحاجة إلى الفعاليات التي تقرّب الناس من بعضهم، وتخفف تأثيرات التباعد الاجتماعي ولو على الصعيد المعنوي. إلا أن تجربة سكان الإمارات عامةً، وأبوظبي خاصةً، اختلفت عن تلك التي شهدها معظم سكان العالم، إذ وظّفت الإمارة الفعاليات الرياضية لرفع الروح المعنوية لجميع السكان في هذه المرحلة الاستثنائية. وكان لاتحاد الإمارات للجوجيتسو حصة الأسد من هذه الجهود، فإلى جانب المبادرات والحملات الافتراضية التي نظمها للترويج للرياضة وتشجيع السكان على ممارستها في المنزل، كان اتحاد الإمارات للجوجيتسو من أولى الجهات التي تمّكنت من استضافة البطولات العالمية مع الحفاظ على صحة وسلامة اللاعبين، وفقاً لأعلى المعايير العالمية.

وانطلقت بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو في نسختها الـ12 في أبريل الماضي، لتكون أضخم تجمع لرياضيي الجوجيتسو من جميع أنحاء العالم منذ بداية الجائحة، لتسهم في ترسيخ قدرة أبوظبي على استضافة الفعاليات الرياضية العالمية في بيئة آمنة كلياً. ويترقّب عالم الجوجيتسو، اليوم، انطلاق النسخة الـ13 من البطولة، التي من المقرر أن تستضيفها العاصمة الإماراتية مُجدداً في شهر نوفمبر من العام الجاري، حيث لعب تنظيم بطولات الجوجيتسو المحلية دوراً محورياً في نجاح استضافة النسخة الـ12 من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو. ونجح اتحاد الإمارات للجوجيتسو، على مدار العام الماضي، في تنظيم العديد من البطولات والمعسكرات التدريبية، وفقاً لأعلى معايير الصحة والسلامة، فضلاً عن تطوير مجموعة من البروتوكولات المُجربة والموثوقة، لضمان تطبيقها عند انطلاق بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو. ونتيجة لجهود التعاون بين مُختلف الهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة، استطاع اتحاد الإمارات للجوجيتسو استضافة إحدى أبرز فعاليات الجوجيتسو العالمية، ما منح هذه الرياضة فرصةً للمضي قدماً رغم التحديات التي فرضتها الأزمة الصحية العالمية.

وتصدّرت دولة الإمارات، مؤخراً، قائمة الدول الأكثر تطعيماً لسكانها ضد "كوفيد-19" على مستوى العالم، الشهر الماضي، مع تلقي أكثر من 80% من سكانها جرعة واحدة من اللقاح على الأقل، ما أسهم في استقطاب الرياضيين من جميع أنحاء العالم لزيارة الإمارات، والمشاركة في البطولة العالمية، في ترجمةٍ واضحة لمستويات الثقة الكبير بالبيئة الآمنة التي توفرها أبوظبي بفضل تدابير السلامة الاحترازية.

ولم يقتصر نجاح أبوظبي الرياضي على رياضة الجوجيتسو، بل امتد هذا النجاح ليشمل رياضاتٍ عالمية أخرى، إذ كان سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 في أبوظبي 2020، من أهمّ الفعاليات الرياضية التي استضافتها جزيرة ياس خلال أزمة "كوفيد-19"، إلى جانب ثلاث من فعاليات جزيرة النزال من "يو إف سي"، والتي شهدت التطبيق الناجح لنموذج المنطقة الآمنة التي لعبت دوراً محورياً في تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة رياضية موثوقة وآمنة لاستضافة أبرز الفعاليات الرياضية.

إقرأ أيضاً:  «إكسبو 2020 دبي» يعلن تعيين «طلبات» مزوداً رسمياً لخدمات توصيل الطعام
 

كما من المقرر أن تستضيف "الاتحاد أرينا" بطولة العالم للسباحة فينا 2021، في ديسمبر المقبل؛ حيث ستثري البطولة المرموقة برامج عروض أبوظبي الفريدة، وتعزز حضورها كوجهة رياضية رائدة عالمياً.

وهكذا أثبتت أبوظبي، خلال أزمة "كوفيد-19"، قدرتها على استضافة الفعاليات الرياضية بمختلف أنواعها، سواءً في رياضة الجوجيتسو، أو الفنون القتالية المختلطة، أو السباحة، أو غيرها، لتوفر مكاناً متنوعاً يرحب بالعالم في بيئةٍ صحية وآمنة للجميع.