اعتبر الكثير من النقاد أن موسم الصيف الحالي 2021، هو من أكثر المواسم إنتاجاً للأغنيات، بعد مرحلة شحّ الإنتاج التي شهدناها طوال المواسم المتعاقبة، خلال جائحة «كورونا»، لدرجة أنَّ طرح بعض الأغنيات كان حدثاً فنياً في حد ذاته. إضافة إلى احتفال الفنانين، وما تبقى من شركات الإنتاج، بأرقام المتابعة والمشاهدة، ووصول بعض الأغنيات إلى التربع على «الترند» لساعات، وربما لأيام. لكن رغم كثافة الإنتاج، فإن الأغنيات التي حققت نجاحاً بارزاً كانت قليلة، مقارنة بتلك التي مرت مرور الكرام، أو رفضها الجمهور!

قبل أن نتوقف مع أبرز الأغنيات، ظهر - في الفترة الأخيرة - مصطلح «الأغنية الصيفية الخفيفة». وفي هذا الإطار، كتبت الناقدة اللبنانية، باتريسيا هاشم، عبر حسابها على «تويتر»، قائلة: «منذ متى هذه الموضة؟ مسموح بأن تكون الأغنية الصيفية سطحية، وبالتالي تكون الأغنية الشتوية ثقيلة؟ على أساس أن المستوى يأخذ إجازة في الصيف؟ ألا يمكن أن تكون أغنية صيفية وثقيلة؟ أم إذا كانت الأغنية صيفية؛ فيجب أن تكون (تنعش وتفرفش، وتكون فوفاش)؟». والحقيقة أن الكثير من الفنانين، وشركات الإنتاج، يطلقون أغنيات نستغرب - نحن كمستمعين - ما جذبهم إلى هذه الأعمال، فهي أغنيات ضعيفة وغير ناجحة.. فلماذا يتعبون عليها؟

أيضاً، هناك أمر آخر، كنا نتوقع أن الفنانين قد تعلموه من جائحة «كورونا»، وهو عدم ربط إنتاجاتهم بأيام محددة. ففي العيد - على سبيل المثال - تطل علينا مئات الأغاني، بينما الأسابيع التي تسبق العيد أو تليه لا توجد فيها أي أغنية. هذا الاختيار الذي سبق لأحد مديري المنصات الغنائية أن أشار إليه، فقال: إن الأغنية الجميلة، الجيدة، ستنجح حتى لو أطلقت في أي يوم على مدار العام، وفي أي ساعة على مدار اليوم.

«ضربة معلم»

ربما يحق لعشاق النجم اللبناني وائل كفوري أن يحتفلوا به هذا الصيف، فقد نفذ «ضربة معلم» بطرحه ثلاثة أعمال مميزة ورائعة، جميعها نالت استحسان الجمهور. البداية كانت مع أغنية «كلنا مننجر»، وهي شارة مسلسل «داون تاون»، التي لاقت رواجاً كبيراً، خاصة أنها أغنية اجتماعية. وقد حرص وائل على أدائها بأسلوبه الخاص المتفرد، وانتشرت هذه الأغنية في كل مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليعبر كل شخص عن نفسه باستخدامه جزءاً منها. وفي قمة نجاح هذه الأغنية، أتبعها كفوري بأغنية «البنت القوية»، التي كتبها ولحنها سليم عساف، في أول تعاون يجمعه مع كفوري، ودعمها وائل بفيديو كليب بسيط؛ لتصبح هذه الأغنية النشيد الوطني لكل من يعيش حالة حب، أو يتمنى ذلك. ولم يكتفِ كفوري بذلك، بل كان طرفاً أساسياً في «الديو» المميز، الذي جمعه مع النجمة المصرية أنغام، بعنوان «برضه بتوحشني»، وهي أغنية من أشعار المستشار تركي آل الشيخ، وقد أعادت إلى الساحة الأغنيات المشتركة الرومانسية، خاصة أن كلماتها فيها الكثير من الشجن والإحساس الرائع، وما زادها حلاوةً هو الأسلوب الرائع الذي أداها به النجمان الكبيران.

«ارقص» تعيد «الذهبية»

لم تغب النجمة «الذهبية» نوال الزغبي، يوماً، عن إنتاج الأعمال الفنية، والأغاني الجديدة، وتصوير الفيديو كليب. لكن، وللأمانة، هناك مجموعة من الأغنيات أطلقتها، خلال الفترة السابقة، كانت كلها متوسطة أو متواضعة المستوى، أو بتعبير أدق كانت من أغنيات إثبات الحضور. واليوم، تعود الزغبي إلى تألقها بعمل مصري مميز، يذكرنا بأغنياتها القديمة، التي أوصلتها إلى الشهرة والنجومية، الأغنية حملت عنوان «ارقص»، وما دعمها هو تصوير الكليب الذي أشرف عليه المخرج فادي حداد، وهذه الأغنية رغم أنها من النوع «الخفيف» والراقص، فإنها مليئة بالحيوية والمرح، ما جعلها تنافس في خانة أفضل أغنيات الموسم.

نجاحات متتالية

تحصد الفنانة بلقيس، نجاحاً تلو آخر. فبعد أن قلبت الدنيا في ديو «ممكن»، ورغم حملة الانتقادات الكثيرة التي واجهتها، فإنه من الغبن ألا نعترف بنجاح هذا العمل؛ حتى أصبحت المقاطع المصورة من الجمهور على هذه الأغنية ممتدة من أقصى العالم العربي إلى أقصاه. وكعادتها، قامت بلقيس بحملات ترويجية مميزة لكل أغنياتها المتتالية، التي تطرحها تباعاً من ألبومها الأخير، فقدمت - بعد ذلك - أغنية «انتهى»، التي لعبت فيها على قضية انفصالها عن زوجها، دون أن تنفي أو تؤكد ذلك صراحة، تاركة للجمهور تقدير الحالة كما يرغب، وألحقتهما بأغنية «جبار»، التي لا تقل جمالاً وروعة عن الأغنيتين السابقتين، ولايزال هناك الكثير في جعبتها سيرى النور، خلال الأسابيع المقبلة.

إنتاجات كبيرة

النجوم الكبار لم يغيبوا عن سباق أغنيات الصيف، فالنجم الكبير حسين الجسمي أراد أن يؤكد - مرة جديدة - نجاحه باللون المصري، فقدم بعد «بالبنط العريض» أغنيته الجديدة «حتة من قلبي»، ويرى البعض أن الأغنية ليست بقوة سابقتها، لكن أداء الجسمي وقدراته الفنية وإحساسه المميز جعلت الأغنية تقفز إلى مصاف الأغنيات الأكثر استماعاً عبر «يوتيوب». وقدم «برنس الأغنية»، ماجد المهندس، أغنية «كيف اخليك»، التي أسعد بها جمهوره. بينما اختار «السوبر ستار» راغب علامة أغنية «فوراً غرام»؛ لتكون أيقونته الصيفية، وهي أيضاً باللهجة المصرية. فيما «الهضبة» عمرو دياب قدم أغنية «الدنيا بترقص». ولاتزال نانسي عجرم مستمرة في طرح أغنياتها الجديدة، بعد أن غنت عدداً منها في حفل الرياض، الشهر الماضي. بدورها، قدمت النجمة القديرة «الديفا» سميرة سعيد أغنية بعيدة عن الأغنيات السائدة؛ فاختارت اللون «الفرانكوفوني»، عبر أغنيتها «مون شيري»، لتحصد من خلال الأغنية والكليب إعجاب الجمهور. وقد حصد «ديو» عاصي الحلاني ونجله الوليد، والذي حمل عنوان «حبيبي» نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى أغنيات ألبومه الأخير «كل الفصول».

إقرأ أيضاً:  عاصي الحلاني يحتفل بعيد ميلاد زوجته.. والوليد وماريتا يشاركان
 

هذا الحب

الفنان العراقي، مصطفى العبدالله، استطاع أن يحجز المقعد الأول في «الترند»، لأيام متتالية، بعد أن طرح أغنيته الجديدة «هذا الحب»، وهي بالشراكة مع مغني الراب، دافي، ومن كلمات علي الشيخ، وألحان علي جاسم، وإخراج عبدالله العبدالله. ولم تفوت الفنانة رحمة رياض الفرصة، فأطلقت أغنية «الكوكب» من كلمات محب الراوي، وألحان علي صابر. فيما قدمت المطربة الكويتية شمس أغنية «أطين عيشته» من ألحان الفنان نور الزين، وحققت هذه الأغاني الجزء الأكبر من نجاح الأغاني العراقية، ولم تستطع أغانٍ كثيرة غيرها أن تترك بصمتها، باستثناء أغنيتي الفنان محمد الفارس، اللتين أطلقهما تباعاً.