أظهر استطلاع رأي، أجراه "إكسبو 2020 دبي" أن أغلبية كبيرة ترى أن العالم يحتاج إلى الاتحاد والتعاون بصورة أكبر، فيما أكد معظم المشاركين في الدراسة ضرورة مشاركة الابتكارات والخبرات، لكي يتسنى للبشرية النجاح في التصدي للتحديات الأكثر إلحاحاً.

وقالت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لمكتب "إكسبو 2020 دبي": "في الوقت الذي نحاول فيه أن نتعلم كيف نتعايش مع عالم متغير، ونُعيد البناء بعد جائحة (كوفيد-19)، فإن هناك أشياء لا تتغير، بينها رغبتنا في التواصل مع بعضنا بعضاً، بين المجتمعات وعبر الحدود، من أجل التقدم عن طريق تبادل المعرفة والأفكار والرؤى. نتطلع بشغف إلى أن نرى حقبة من التعاون الدولي، حقبة تتطلب منا جميعاً التعامل مع تحديات يواجهها العالم بالفعل، في ظل السعي لتحقيق رخاء مستدام لنا جميعاً".

واستكشف الاستطلاع، الذي أُجري هذا العام، وشمل أكثر من 22 ألف شخص في 24 دولة، مشاعر الناس وآراءهم في عالم طرأت عليه بفعل جائحة "كوفيد-19" تغييرات لا رجعة فيها. وبالتعاون مع مؤسسة يوجوف، اتبعت الدراسة الاستقصائية هذه نهج دراسة سابقة، أجريت عام 2019، أي قبل تفشي الجائحة.

وزاد عدد المتفائلين من المستطلعة آراؤهم إزاء مستقبلهم في ما يتعلق بموضوعات إكسبو الفرعية: الفرص والتنقل والاستدامة، لتصل إلى 65%، مقابل 60% في استطلاع 2019.

وكان من الملاحظ قول 86%، من المشاركين في الاستطلاع، إن التعاون الدولي يمثل أمراً حيوياً لحل المشكلات، بما فيها الجائحة الصحية العالمية على سبيل المثال، بينما قال أكثر من النصف إن مشاركة الخبرات والابتكارات، والتعاون بين الأفراد والمجتمعات، أمران حيويان أيضاً لكي يتجاوز الجنس البشري ما يواجه من عقبات، وللمساعدة على بناء مستقبل أكثر رخاء.

وأضافت معالي ريم الهاشمي: "وضعنا هذه الدراسة لنفهم بشكل أفضل كيف يمكن للبشرية أن تشكل مستقبلاً أكثر إشراقاً للجميع. نتائج هذه الدراسة تتسق مع برنامج الفعاليات الذي وضعناه في إكسبو، والذي يلتزم بضرورة ترك أثر في الحياة الواقعية بموضوعات أساسية، مثل: المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، وإلهام الشباب وتمكينهم، والاستفادة من التقنية والابتكار والإبداع في السعي لغَدٍ أكثر نظافة وأمناً وصحة".

ولدى سؤال المشاركين عن ترتيب أولوياتهم للمستقبل، جاءت زيادة الفرص للشباب في الصدارة، تلت ذلك المشاركة الهادفة من الناس جميعهم في ما يتعلق بالقوانين والسياسات البيئية (العدالة البيئية)، ثم التشارك الدولي.

لكن الآراء جاءت متباينة باختلاف المناطق، فالمشاركون من المنطقة وأفريقيا وأميركا الجنوبية وضعوا زيادة الفرص للشباب، بوصفها الأكثر أهمية لتحقيق تقدم؛ بينما احتل توفير فرص مساوية للنساء والفتيات صدارة أولويات المشاركين من أستراليا وأميركا الشمالية؛ ورأى المشاركون من أوروبا أن التعاون الدولي هو الأكثر أهمية للمستقبل.

ورغم أن 32% فقط من المشاركين متفائلون بقدرة الإنسانية على التصدي للتغيّر المناخي، فإن ثلاثة من كل خمسة (61%) قالوا إنهم متفائلون بشأن المستقبل المستدام في العالم.

وبمقارنة الدول، أصبح التفاؤل أكبر حيال المستقبل المستدام في دول، مثل: إندونيسيا (82%)، والهند (72%)، ودولة الإمارات (72%)، ونيجيريا (69%)، مقابل نسب أقل في: كندا (42%)، وألمانيا (36%)، وفرنسا (35%)، والمملكة المتحدة (30%)، والسويد (30%)، وهي نتائج قريبة مما جاء في استطلاع 2019.

وبرز التحرك في ما يتعلق بمستقبل أكثر استدامة، عبر تكامل ممارسات أكثر صداقة للبيئة ودعم شركات محلية، بوصفه من الاعتبارات المهمة بالنسبة للمشاركين في الاستطلاع. وتبين أن الناس في: بولندا (54%)، والصين (49%)، وفرنسا (48%)، هم الأكثر ترجيحاً لتقليل استخدام البلاستيك الأحادي الاستخدام، متفوقاً على إجراءات أخرى، مثل تزويد منازلهم بالطاقة المتجددة، أو تبني عادات سفر أكثر مراعاة للبيئة.

إقرأ أيضاً:  جامعة الإمارات تكشف عن جناحها في «إكسبو 2020 دبي»: محاكاة المستقبل
 

ويتناول الاستطلاع مجموعة من الموضوعات، التي تشمل، أيضاً، الصحة والرفاهية، والسفر المستدام، وسلاسل توريد الغذاء الفعالة، وتطوير المجتمعات الحضرية والريفية، وكلها ستكون نقاطاً للتركيز في برنامج فعاليات "إكسبو 2020".

وضمن برنامج الناس وكوكب الأرض، ستتعاون الدول والمنظمات المشاركة في "إكسبو 2020"، إلى جانب الشركات والزوار، لمناقشة حلول دائمة لأبرز التحديات العالمية.

وسيكون "إكسبو 2020" من أول الأحداث العالمية الضخمة، التي تقام منذ تفشي جائحة "كوفيد-19"، وسينطلق في 1 أكتوبر 2021، ويستمر حتى 31 مارس 2022، ليدعو الزوار من مختلف أنحاء العالم إلى المشاركة لنصنع معاً عالماً جديداً، في احتفال بإبداع البشر وابتكاراتهم، وبالتقدم والمستقبل، يدوم لمدة ستة أشهر.