غالبًا يحمل العام الدراسي الجديد معه شيئاً من الخوف والقلق بالنسبة للطلاب، خاصة طلاب المراحل الدراسية الأولى، وينتقل خوفهم هذا إلى أفراد العائلة جميعًا، ليسود جو من التوتر والقلق في المنزل، لاسيما وقد تسبّب تفشّي فيروس كورونا بتوقف الحياة الطبيعية في ذهاب الأطفال للمدارس، نتيجة للإجراءات الاحترازية المتبعة، وبقاء الأطفال في المنازل والدراسة عن بعد.. هنا يوضح الدكتور عبدالحميد المسيري، أخصائي طب الأطفال، مجموعة من النصائح لأولياء الأمور للحفاظ على الصحة النفسية للأطفال، ومواجهة المشاعر المعقدة التي يواجهونها عند عودتهم إلى المدارس.

  • الدكتور عبدالحميد المسيري

 

مساعدة الطفل على الشعور بالاطمئنان

يمكن أن يكون الالتحاق بالمدرسة للمرة الأولى، أو بدء سنة دراسية جديدة، أمراً مقلقاً حتى في أفضل الأوقات، ناهيك عن المشاعر التي يثيرها ذلك أثناء جائحة عالمية، ويمكنك طمأنة طفلك من خلال الشروع في حوار مفتوح بشأن ما يثير قلقه، وإبلاغه بأنه من الطبيعي أن يشعر بالقلق، ويمكنك مثلاً أن تتحدث معه عن بعض التغيرات التي سيصادفها هذا العام، مثل: الالتزام بالتدابير الاحترازية، والتباعد الجسدي، فضلاً عن وضع الكمامة طوال الوقت.

التحدث عن إجراءات السلامة المتبعة

طمئن طفلك بشأن إجراءات السلامة المطبّقة للمساعدة على الحفاظ على صحة الطلاب والمعلمين، وذكّره بأن بوسعه أيضاً المساعدة في منع انتشار الجراثيم من خلال غسل اليدين بالماء والصابون، واحتواء العطس والسعال من خلال ثني الكوع وتغطية الفم بالذراع، ذكّر طفلك بالجوانب الإيجابية، مثل: رؤية أصدقائه ومعلميه وتعلّم أشياء جديدة.

تشجيع الطفل على الالتزام بالتدابير الاحترازية بأمان

لابد من تشجيع الاطفال على الالتزام بالاحتياطات في المدرسة (مثل تكرار غسل اليدين، والتباعد الاجتماعي، إلخ)، من دون إثارة مشاعر الخوف والقلق لديهم، فمثلا يمكنك أن تغنّي مع طفلك أغنيته المفضلة أو أن ترقصا معاً لتضفي المرح على التعلّم، خلال حديثك معه عن التدابير الاحترازية، وشرح كيفية وجود الجراثيم حولنا رغم أننا لا نراها، أيضاً تعليمه ضرورة إخبارك، أو طلب المساعدة من المعلمة إذا شعر بحُمى أو بدأ يسعل أو واجه صعوبة في التنفس خلال وجوده بالمدرسة.

التحدث عن كيفية لقاء زملائه واحتمالية إغلاق المدرسة مجدداً

عودة الطفل لاستئناف الدراسة قد تجعله قلقاً بسبب انفصاله عن أصدقائه لفترة طويلة ثم العودة للقائهم مرة ثانية، وكيف سيكون ذلك اللقاء للوهلة الأولى، أيضاً يفضل شرح الأمر للطفل مبكراً، وإبلاغه مسبقاً بأن المدارس قد تضطر إلى الإغلاق مجدداً، فهذا سيساعده على أن يكون مستعداً لفترة التغيير المقبلة. ومن المهم أيضاً مواصلة تذكير طفلك بأن التعليم يمكن أن يجري من أي مكان في المدرسة وفي البيت.

إقرأ أيضاً:  إعلاميو المستقبل يتحدثون إلى «زهرة الخليج».. 280 طفلاً يتدربون على مجالات الإعلام في «إعلامي المستقبل»
 

التقرب من الطفل باستمرار

من المهم أن تكون هادئاً ومبادراً في حديثك مع طفلك، كي تتعرف إلى أحواله والتغييرات المستمرة التي ستطرأ على مشاعره. وعليك أن توضح له أن هذا التغيير أمر عادي ومقبول. ويمكن تقريب وجهات النظر من خلال مشاركته أنشطة إبداعية من قبيل اللعب أو الرسم، لمساعدته على التعبير عن المشاعر السلبية التي ربما يعانيها، وذلك ضمن بيئة آمنة وداعمة، وهذا يساعده في العثور على طرق إيجابية للتعبير عن المشاعر الصعبة من قبيل الغضب والخوف والحزن.

الانتباه إلى الصحة النفسية للطفل ومراقبتها

عندما يعود الطفل إلى المنزل ينبغي عليك أن تنتبه لعلامات التوتر والقلق، فقد تؤثر جائحة "كوفيد-19" في الصحة العقلية للطفل، ومن المهم إظهار أنه من الطبيعي والمقبول أن يشعر المرء أحياناً بأن العبء كبير. وإذا ساورتك أي شكوك، فأفضل شيء هو إظهار التعاطف والدعم، والتركيز دائماً خلال الحديث معه على الأمور الإيجابية في المدرسة حتى يتحمس للدراسة والذهاب إلى المدرسة، ومن ذلك وجود أصدقاء جدد، ومدرسين جدد، فضلاً عن النشاطات المدرسية المختلفة.