يأتي يوم المرأة الإماراتية، الذي يوافق 28 أغسطس، هذا العام؛ ليضيف صفحات جديدة من البطولة والتميز إلى مسيرة بنت الإمارات، التي سطر التاريخ قصة تمكينها وريادتها بحروف من نور في سجل حافل بالإنجازات، لاسيما وقد أضحت تنافس عالمياً في دولة آمنت بالمرأة، ووفرت لها سبل الدعم، وسخرت من أجلها الإمكانات كافة. يوماً ما، قال مؤسس الدولة وباني نهضتها، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إن «أملي في اليوم الذي أرى فيه الطبيبة والمهندسة والدبلوماسية، بين فتيات الإمارات»؛ فقدم إليها الدعم والتشجيع المتواصلين غير المسبوقين، وإلى جانبه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، رائدة العمل النسائي، ونصيرة المرأة.. فكان له ما تمنى. واستطاعت المرأة الإماراتية أن تتبوأ - بفضل رعاية «أم الإمارات»، وإيمانها بالمرأة وقدراتها - مناصب عدة، محلياً وإقليمياً وعالمياً، بعد أن حصلت على الدعم في الجانب التعليمي، ومحو الأمية، ثم تمكينها بجميع المجالات؛ فاستطاعت أن تحقق نجاحات متتالية، وتثبت تفوقها.. بجدارة.

  • الإماراتية اقتحمت كل المجالات وحققت ما أدهش العالم.

الحياة البرلمانية

حصلت المرأة الإماراتية على حق التصويت والترشح للمجلس الوطني الاتحادي، منذ 2006، وهو عام بدء التجربة الانتخابية، وزادت فاعلية المشاركة السياسية للمرأة بإصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قراراً بتخصيص 50% من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي للمرأة. 

مناصب وزارية

حافظت الإماراتية على وجودها في التشكيل الوزاري، الذي تم إعلانه في يونيو 2020، وتبوأت 9 مناصب وزارية، بنسبة مشاركة في الحكومة تصل إلى 27%، ما يضعها بالمرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية بهيئات صنع القرار، والمراكز القيادية.

والوزيرات هن: معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، ومعالي جميلة بنت سالم المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ومعالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، ومعالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة.

المرأة والدبلوماسية

يبلغ عدد الإماراتيات العاملات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، والبعثات التمثيلية 587 امرأة، بمن في ذلك الدبلوماسيات اللواتي يصل عددهن إلى 275، وبنسبة تصل إلى 50% من الموظفين. فيما تستحوذ النساء على أكثر من 30% من التمثيل الدبلوماسي، و65% من خريجي أكاديمية الإمارات للدبلوماسية.

وتبوأت الإماراتية مكانة مميزة في العمل الدبلوماسي لتشكل إضافة حقيقية، وتسهم بفاعلية في نسج شبكة العلاقات الواسعة للدولة، وتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية. كما تم تعيين ثماني سيدات سفيرات ودبلوماسيات لتمثيل الدولة ووجهها الحضاري المشرق في المحافل الدولية.

خط الدفاع الأول

استطاعت المرأة الإماراتية أن تقف في الصفوف الأمامية من خط الدفاع الأول؛ لتتصدى لجائحة «كورونا»، وتبذل قصارى جهدها للحفاظ على الوطن، وكل من يقيم على أرضه، وتحت سمائه؛ فاستحقت التكريم والتقدير لما بذلت من تضحيات وقدمت من بطولات في هذا الصدد.

  • المرأة الإماراتية تمثل 50% من المجلس الوطني.

مساواة في التعليم

تمكنت الإمارات من تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في التعليم، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نحو نصف الطلبة في كليات الهندسة من النساء، كما أن 46% من خريجي كليات: العلوم، والتكنولوجيا، والرياضيات، هم من النساء. وفي ما يتعلق بالتعليم ما قبل الجامعي، ارتفع عدد الطلبة الملتحقين بالمراحل التعليمية جميعها إلى أكثر من مليون طالب وطالبة، نسبة الطالبات منهم 49%.

المرأة والاقتصاد 

تمكنت المرأة الإماراتية من العمل في القطاعات الاقتصادية كافة بلا استثناء، ووصل عدد المسجلات في غرف التجارة والصناعة إلى نحو 25 ألف سيدة أعمال، يملكن 50 ألف رخصة، ويدرن استثمارات يتجاوز حجمها الـ60 مليار درهم، كما تشغل النساء 15% من مناصب مجالس الغرف التجارية والصناعية. 

وفي القطاع المصرفي، تصل أعداد النساء العاملات إلى نحو 37.5%، كما تشغل المرأة 75% من القوى العاملة بقطاعي التعليم والصحة.

وتشغل النساء 66% من وظائف القطاع العام، وهي واحدة من أعلى النسب في العالم، بما في ذلك 30% من المناصب القيادية العليا، المرتبطة بأدوار صنع القرار، و15% بالأدوار التقنية والأكاديمية.

  • نورا المطروشي

نورا في الفضاء

يعتبر قطاع الفضاء أحد أبرز مجالات العلوم المتقدمة، التي سجلت بنت الإمارات حضوراً فاعلاً فيها؛ حيث بلغت نسبة مشاركتها في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ 50% من الفريق القيادي، و34% من العلماء المتخصصين والعاملين على «مسبار الأمل». ومؤخراً، أصبحت الإماراتية، نورا المطروشي، أول رائدة فضاء عربية تنضم إلى برنامج «ناسا» لرواد الفضاء.