رغم حداثة قطاع السكك الحديدية، في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن المرأة الإماراتية جسدت، من خلاله، مثالاً في العمل الجاد والطموح والمتميز، مسطرة بنجاحاتها قصصاً ملهمة، وتبوأت العديد من المناصب الاستراتيجية والقيادية على مستوى القطاع، متغلبة على جميع التحديات والصعوبات، لتبرهن للعالم أجمع أن ابنة الإمارات قادرة على خوض أصعب المجالات، وأكثرها تعقيداً.

تفعيل مشاركة المرأة الإماراتية

منذ تأسيسها، حرصت شركة الاتحاد للقطارات، المطور والمشغل لشبكة السكك الحديدية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، على ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة بشأن تفعيل مشاركة المرأة الإماراتية في جميع المجالات، وإبراز دورها ومكانتها المتميزة، حيث يتطلب قطاع السكك الحديدية تطويراً معرفياً وعملياً مستمراً، وكفاءات وخبرات تقنية متقدمة، الأمر الذي أسهم في تحقيق ابنة الإمارات مكانة تنافسية مهمة في الشركة، حيث تشغل العديد من المناصب المهمة، أبرزها: مراقب حركة قطارات، ومخطط شؤون الإنتاج، ومهندسة مركز التحكم في العمليات، ومخطط صيانة الأصول، وغيرها، لتسهم في مواصلة تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير.

  • خلود المزروعي

أول مهندسة إماراتية في مجال السكك الحديدية

يزخر فريق الاتحاد للقطارات بالنساء المتميزات، اللاتي لعبن دوراً محورياً في تطوير مشروع "قطار الاتحاد"، وأجمعن على اتخاذ سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، قدوة ملهمة لهن في مساعيهن لدعم مسيرة تقدم الدولة، كما يوظفن خبراتهن في دعم مساعي الدولة لتحقيق هذا المشروع الوطني الاستثنائي بسواعد إماراتية، ومنهن المهندسة خلود المزروعي، التي انضمت إلى فريق عمل الاتحاد للقطارات عام 2012، خلال الأعمال التحضيرية للمرحلة الأولى، كأول مهندسة إماراتية في مجال السكك الحديدية تنضم للشركة، وتشغل حالياً منصب نائب مدير مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية.

أكبر مشاريع البنية التحتية

حول اختيارها للمجال، قالت المزروعي، التي تحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الإمارات: "إن العمل ضمن مشروع (قطار الاتحاد) أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في الدولة، يعد فرصة ذهبية لجميع العاملين على المشروع، ويسهم في تعزيز قدراتهم التنافسية في المجال، خاصة أن قطاع السكك الحديدية يعد قطاعاً جديداً، ويتميز بالتنوع والتجدد المستمر على مستوى العالم، الأمر الذي يعزز تنوع الجوانب المعرفية العلمية والعملية في هذا المجال". وتطمح المزروعي، من خلال عملها في الاتحاد للقطارات، لأن تصبح إحدى أبرز القيادات النسائية المؤثرة في قطاع النقل والسكك الحديدية داخل وخارج الدولة.

مشروع رائد

وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية، أكدت المزروعي نجاح المرأة الإماراتية في مختلف مجالات العمل، فقالت: "هناك العديد من الفرص المتاحة لكل امرأة طموحة، تتمتع بكفاءة وشغف بالعمل، لتحتل الصفوف الأولى في جميع المجالات حتى التي لم توجد بعد، ولتعمل إلى جانب الرجل نحو بناء ونهضة المجتمع، لذلك علينا جميعاً أن نتحلى بالإصرار والعزيمة، وأن نعمل على تعزيز خبراتنا لنعكس صورة طموحة ومشرقة للمرأة الإماراتية"، معربة عن فخرها كونها تعمل ضمن فريق يضم نخبة من الخبرات الإماراتية، التي تعمل على تنفيذ تطوير مشروع رائد، يسهم في إحداث نقلة نوعية في قطاع الخدمات اللوجستية، والبنية التحتية، وقطاع النقل في دولة الإمارات.

  • عزة السويدي

مناصب إدارية

تعد عزة السويدي، نائب مدير الحزمة (ب) من المرحلة الثانية من مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، من خيرة الأمثلة على تفوق المرأة الإماراتية في قطاع السكك الحديدية، إذ تتولى السويدي، التي انضمت للشركة عام 2019، مهام الإشراف على المقاولين ضمن الحزمة (ب)، التي تربط بين طريف وسيح شعيب في المرحلة الثانية من مشروع "قطار الاتحاد"، والتأكد من التزامهم بتنفيذ المشروع وفق الخطة الزمنية المعتمدة، وضمان توفر المتطلبات اللازمة لاستكمال الأعمال الإنشائية للجسور والمعابر والسكك الحديدية، إلى جانب متابعة إجراءات التصاريح والموافقات اللازمة لاستكمال مراحل المشروع ضمن هذه الحزمة.

وتتطلع السويدي، من خلال عملها في "الاتحاد للقطارات"، إلى تطوير مهاراتها، واكتساب المزيد من الخبرات التي تؤهلها لتولي مناصب إدارية في المستقبل، والمساهمة في إنجاز مشروع قطار الاتحاد وفق الخطة المعتمدة له.

وعن التحديات التي تواجهها خلال العمل، لفتت السويدي إلى أن أبرزها تمثلت بضرورة الوجود بشكل مستمر في المواقع الإنشائية للمشروع، والتكيف مع الظروف البيئية المختلفة للعمل، إلا أنه انطلاقاً من إيمانها بأهمية المشروع الوطني الذي تسهم في تنفيذه، تمكنت من تحويل التحديات إلى فرص وإنجازات.

  • ميثاء الرميثي

أول إماراتية مراقب لحركة القطارات

تجسد ميثاء الرميثي، مراقب عام/متعدد المهام في المرحلة الأولى من المشروع، نموذجاً مميزاً للمواطنات الإماراتيات في قطاع السكك الحديدية، إذ تعد أول إماراتية تعمل كمراقب حركة قطارات في المرحلة الأولى من مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية الممتدة من حبشان إلى الرويس.

انضمت ميثاء إلى فريق الاتحاد للقطارات عام 2017، فور تخرجها في كليات التقنية العليا بدرجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية، وبدأت مسيرتها كأول إماراتية تعمل كمراقب حركة قطارات، لتأمين سلامتها وكفاءتها، وضمان وصولها للوجهة المطلوبة في الوقت المحدد، ثم مهام الإشراف على مركز التحكم بالعمليات، وتنفيذ الخطط المتعلقة بسير القطارات والصيانة، وصولاً إلى تدريب الملتحقين الجدد بالمشروع.

وعن تجربتها في العمل ضمن مشروع "قطار الاتحاد"، قالت الرميثي: "في بداية عملي واجهت تحدي المعرفة، نظراً لحداثة القطاع في الدولة، إلا أنني تمكنت من التغلب عليه خلال فترة وجيزة، وذلك بفضل الدعم الذي تلقيته من شركة الاتحاد للقطارات، حيث حرصت على نقل المعرفة من ذوي الخبرة والكفاءات العالمية، بالطبع إلى جانب الممارسة العملية لمهام عملي".

تدريب الكفاءات المواطنة

وأضافت الرميثي: "كما مكنني شغفي بالعمل من تطوير مهاراتي وخبراتي لتعزيز مساهمتي في تطوير المشروع، والمساهمة في تدريب المزيد من الكفاءات المواطنة من الملتحقين الجدد بالقطاع، للمضي نحو تحقيق رؤية الشركة الرامية إلى الربط المتكامل للمدن والصناعات بشبكة قطارات آمنة ومستدامة، وبما يسهم في خدمة الوطن ورفعته".

وتحرص ميثاء وخلود وعزة على الانضمام للدورات التدريبية المتخصصة، التي توفرها "الاتحاد للقطارات" لموظفاتها، بهدف صقل مهاراتهن، وتمكينهن من الوقوف على عملهن بكفاءة عالية، وأفضل صورة ممكنة، وذلك في إطار حرص الشركة المستمر على الاستثمار في الكفاءات الإماراتية، وتطوير مهارات الجيل القادم من المواطنات الإماراتيات ليصبحن من خبراء قطاع السكك الحديدية وقادته.