عندما يرزق الوالدان بمولود ثانٍ، يكونان على يقين بأن هذا المولود سيثير غيرة شقيقه الأكبر، الذي يبدأ بالتصرف بغرابة، وتظهر منه بعض السلوكيات منها ما قد يكون غير مفهوم، ومنها ما يكون مزعجاً في بعض الأحيان.
وعلى الرغم من أن غيرة الطفل من شقيقه الرضيع أمر طبيعي، إلا أنه يمكن التخفيف منها، لكن قبل أن نقول لكِ عزيزتي الأم كيف تتصرفين لمساعدة طفلكِ على تخطي غيرته.. إليكِ أبرز السلوكيات التي تؤشر إلى غيرة طفلك من شقيقه:

الصراخ
قد تلاحظين أن طفلكِ الأكبر، الذي لازال طفلاً صغيراً، يصرخ بسبب ومن دون سبب، فأي أمر مهما كان صغيراً يثير غضبه، ويجعله يبدأ بالصراخ، كأن تقع من يديه إحدى ألعابه، أو قد تقولين له: "أعطني قبلة" إذ يبدأ يصرخ ويبكي.

الفوضى
مهما كان طفلكِ مرتباً، ومعتاداً ترتيب أغراضه، ستلاحظين أنه بدأ بإثارة الفوضى، كبعثرة ألعابه في أرجاء المنزل، أو بعثرة ملابسه أو ملابسكِ داخل الخزائن.

الاعتداء جسدياً
قد تحول غيرة طفلكِ من شقيقه الرضيع طبيعته الهادئة والمسالمة، فيبدأ بضرب أقرانه من الأطفال في المدرسة أو خارجها، إضافة إلى تخريب ممتلكاتهم، ككسر ألعابهم وأقلامهم، أو تمزيق دفاترهم.

العناد
من الممكن، أيضاً، أن يصبح الطفل عنيداً جداً، فيرفض أي شيء تطلبينه منه، أو تقدمينه له مهما كان يحبه.

التجسس
قد تلاحظين وقوفه خلف الأبواب ليستمع لما يدور من حديث بينكِ وبين والده، أو بينكِ وبين صديقاتكِ، وأغلب الأحيان سترينه يتجسس كيف تهتمين بشقيقه الرضيع وتقومين باحتضانه.

كوابيس
أخطر أنواع الغيرة هي الكوابيس، إذ ترين طفلكِ خلال اليوم كما تعرفينه، من تصرفات ومزاح ولعب وضحك، حتى إنه يتناول طعامه بشهيته المعتادة، لكن بعد أن يخلد إلى النوم تبدأ الكوابيس بملاحقته، فتستيقظين على صوت صراخه وبكائه، ما يؤكد لكِ أنه يقوم بكبت مشاعره الحقيقية خلال اليوم، لكنها تتفجر عندما ينام.
كل هذه التصرفات والسلوكيات تعود لسبب واحد هو أن الطفل يشعر بغيرة كبيرة من شقيقه الرضيع، إذ يعتقد أنه قد أتى ليأخذ مكانه، ويسرق والده ووالدته منه، وأنهما سيحبانه وينسيان أمره هو. فما الحل لجعل الطفل يتخلص من هذا الشعور المزعج؟

مهما كان الموضوع كبيراً، إلا أن حلّه بسيط وسهل، فكل ما عليكِ فعله عزيزتي الأم هو أن تجعلي طفلكِ يشعر بأنه يحمل بعضاً من مسؤولية شقيقه الرضيع، كأن تقولي له: "تعال ساعدني على إطعامه"، أو "ساعدني في استحمامه"، واتركي مهمة اللعب مع الرضيع على شقيقه الأكبر، طبعاً تحت مراقبتكِ.
واستغلي أي فرصة، مهما كان الوقت ضيقاً، في فتح نقاشات مع طفلكِ في أمور مختلفة، واجعليه ينتقي ألوان الملابس المناسبة في رأيه لشقيقه.
والخطوة الأهم هي أن تمنحيه الحب والحنان بوجود الرضيع، فإذا حضنتِ الصغير احضني الكبير، وإذا قبلتِ الصغير قبلي الكبير، وإياكِ أن تقولي له: "أحبك أكثر من شقيقك"، بل قولي له باستمرار: "أحبكما أنتما الاثنان كثيراً"، بهذه الطريقة ستجعلين طفلكِ يتخلص من غيرته، وستعززين في قلبه حبه لشقيقه الرضيع.