"نحت الجسم" عملية جراحية تجميلية، انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، خاصة بين الأشخاص الذين يسعون لامتلاك جسم رشيق ومثالي، حتى من لا يريد الخضوع لها، أصبح يتكلم عنها.
لكن ما تفاصيل هذه العملية التجميلية؟ وهل لها مضاعفات؟ ومتى تظهر النتيجة النهائية؟.. وغيرها من الأسئلة المهمة التي يجيب عنها الدكتور عدي يوسف، أخصائي الجراحات التجميلية والترميمية، الذي كان لنا معه الحوار التالي:

  • الدكتور عدي يوسف

* ما الفرق بين عمليتَي النحت وشفط الدهون؟
- من يخضع لعملية النحت مريض انتقائي قريب من الوزن المثالي ومشدود الجلد. أما من يخضع لعملية الشفط فهو مريض بدانة معتدلة إلى بدانة مفرطة، والفرق بين العمليتين هو أن النحت يستهدف منطقة محددة، ويعيد رسم شكلها الخارجي، أما الشفط فهو التخلص من كمية الشحوم والدهون الزائدة في الجسم، حتى لو كانت هناك ترهلات.

* ما المناطق التي يستهدفها النحت في الجسم؟ وما المنطقة التي تظهر فيها أفضل النتائج؟
- يمكننا نحت جميع المناطق في الجسم بحسب رغبة المريض وحاجته، والمناطق التي نقوم بنحتها بالترتيب بحسب الأكثر شيوعاً هي: البطن والخصر والظهر، أو ما نطلق عليه "النصف العلوي من الجسم"، تليها الذراعان، ثم الفخذان، ثم ربلة الساق. أما أكثر المناطق التي تظهر فيها أفضل النتائج فهي النصف العلوي من الجسم، لكن بشرط أن تكون هذه المنطقة خالية من الترهلات.

* هل من الضروري أن يخضع المريض للتخدير العام؟ أم من الممكن إجراء العملية تحت التخدير الموضعي؟
- نوعية التخدير تقررها المنطقة المستهدفة في عملية النحت، ورغم أنه يفضل أن يخضع المريض للتخدير العام، فيمكننا أن نجري العملية بتخدير موضعي في حال كانت المناطق المستهدفة هي الذراعان فقط، أو الساقان فقط.

* ما مدة عملية النحت؟
- مدة عملية النحت تراوح بين نصف ساعة و3 ساعات، بحسب المناطق المستهدفة، إذ تبدأ العملية بتجهيز المريض، مروراً بحقن السوائل، وإزالة الدهون.

* كم يوماً يجب على المريض أن يبقى في المستشفى بعد العملية؟
- بشكل عام هذه العملية نطلق عليها اسم "عمليات اليوم الواحد"، إذ نبقي المريض في المستشفى 24 ساعة بعد العملية، للاطمئنان على توازن السوائل والشوارد في جسمه.

* هل عملية النحت مؤلمة؟ ولأي درجة؟ وما نوع هذه الآلام؟
- نسبة الألم تختلف بحسب كل شخص، لكن بشكل عام مدة الألم تراوح بين 3 و5 أيام، ومعظم المرضى يعانون ألماً في الظهر عند الحركة، وهذا الألم بسبب الوزمة المتشكلة إثر النحت، ويشبه ألم التعضيل بعد ممارسة الرياضة، والمريض الأكثر نحافة هو الأكثر تعرضاً للألم.

* كم يوماً يمكن للمريض الاستحمام بعدها؟ ومتى يستطيع ممارسة حياته الطبيعية من جديد؟
- يسمح بالاستحمام لأول مرة بعد مرور أسبوع على العملية، من دون التدليك أو الضغط على المناطق المنحوتة، و99% من المرضى يعودون لممارسة حياتهم الطبيعية بعد أسبوع واحد فقط من العملية، لكن مع استمرار ارتداء "المشدّات".

* هل عملية النحت فقط لمن يعانون السمنة، أم يمكن لأصحاب الجسم النحيل إجراؤها؟
- "عملية النحت للأشخاص البدينين"، مفهوم خاطئ. وأهم الأمور في عملية النحت التأكد، من خلال التحاليل، أن المريض قابل صحياً للخضوع لعمل جراحي، وأن يكون هناك تناسب بين وزنه وطوله وعمره، وأن يخلو جسمه من الترهلات. إذن الشخص الأقرب من الوزن المثالي هو المرشح الأفضل لعملية النحت، فالهدف من هذه العملية ليس تخليص الجسم من الدهون والوزن الزائد، بل رسم شكل الجسم وتزويده بالمنحنيات.

* كيف تتم عملية النحت بالتفصيل؟
- أولاً يتم التأكد من أن تحاليل المريض خالية من أي مشاكل صحية، والاستقصاء عن جميع التفاصيل الصحية بحسب المنطقة المرغوب نحتها. قبل بدء العملية، نرسم على المناطق المستهدفة الشكل الذي يطمح له المريض، وما إذا كان يريد إزالة دهون من منطقة وزرعها في أخرى، ثم يتم تخدير المريض، وتحقن المنطقة المستهدفة بسوائل خاصة من أجل تفكيك الخلايا الدهنية وتفتيتها، ثم يتم سحبها بسهولة وبطريقة مدروسة.
وفي المرحلة الأخيرة من العملية، وبعد الانتهاء من سحب الدهون، نقوم بتدليك خفيف للجلد بهدف تخفيف الوزمة، وإخراج السوائل من الثقوب، وبعد العملية بثلاث ساعات تقريباً يستطيع المريض أن يمشي، ويبدأ بشرب السوائل، ثم تناول المأكولات تدريجياً.

* ما المضاعفات التي من الممكن أن تصيب المريض؟
- هذه العملية تعد آمنة بشكل كبير، لكن مضاعفاتها مثل مضاعفات أي عمل جراحي، كالغثيان والدوخة، أو أن يحدث التهاب بالجروح (ثقوب)، لكن هذه المضاعفات نادرة جداً في عملية النحت، طالما تقوم بها يدٌ خبيرة. وبعض المرضى، وبحسب حالاتهم الصحية، قد يعانون نقص الحديد في الدم (هبوط خضاب الدم)، وهذا يتم تعويضه من خلال نقل دم للمريض، يقرر الطبيب كميته، بحسب نسبة الحديد قبل الخضوع للعملية.
وإذا لم تدرس حالة المريض جيداً قبل العملية، فثمة احتمال أن يعاني، مثلاً، التهاب وريد خثري في الساقين، أو مضاعفات رئوية، لكن هذه المضاعفات ترافق عملية الشفط مع الشد، وليس عملية النحت. تجدر الإشارة إلى أن نسبة حدوث جميع المخاطر والمضاعفات المحتملة تقل بحسب التحاليل والفحوص المطلوبة من المريض قبل الخضوع للنحت.

* ماذا عن جرح العملية؟ وهل يختفي أثره تماماً أم يترك ندبة؟
- جروح عملية النحت عبارة عن ثقوب صغيرة يراوح مقاسها بين 2 و5 ملم. ونسبة الندوب والآثار التي تتركها هذه الثقوب تعود لطبيعة جلد المريض، أي أن الجلد الأسمر تزول عنه الآثار الواضحة بشكل سريع، أما الجلد الأبيض فمن المحتمل أن تظهر عليه آثار ندب تبقى بين 6 إلى 8 أشهر، ثم تختفي مع مرور الزمن، ويصبح أثرها بسيطاً جداً.

* هل من الضروري ممارسة الرياضة بعد العملية؟
- نوصي بممارسة التمارين الرياضة بشكل خفيف جداً، بعد مرور 6 أسابيع على عملية النحت، بغرض شد المناطق المستهدفة، مثل البطن والفخذين، أو إبراز المنطقة المراد إبرازها كممارسة تمارين "سكوات"، في حال زرع خلايا دهنية بالخلفية.

* هل تحتاج عملية النحت إلى عملية أخرى داعمة (رتوش)؟
- لن يحتاج المريض إلى عملية أخرى داعمة، إلا في حال عدم ثبات النسبة المزروعة من الدهون كاملة، وثبات نسبة خفيفة منها، عندها نقوم بحقنها مجدداً، وهذا يحدث بحسب طبيعة الجسم، لكن نسبة حدوث ذلك لا تتعدى الـ10%. ونقوم بإجراء عملية "رتوش"، أيضاً، في حال كان المريض يرغب بزيادة كمية الدهون المزروعة لتكبير منطقة ما، أو يرغب بتنحيف مناطق معينة أكثر، كنحت الخصر بشكل أكبر.

* بعد كم شهر من الخضوع لعملية النحت تظهر النتيجة النهائية؟
- تظهر بشكل تدريجي، أي بعد العملية مباشرة. ففي اليوم الأول يلاحظ المريض الفرق بنسبة 60%، لكن خلال الأسبوع الأول يتعرض الجسم لوزمة وورم نتيجة السوائل التي تم حقنها، وخلال الشهر الأول يتخلص الجسم من هذه السوائل، أما في الشهر الثاني فيبدأ الجسم بإعادة شد الجلد، وبعد مرور شهرين يظهر 95% من النتيجة النهائية.

* أخيراً السؤال الذي يشغل بال الكثيرين.. هل من الممكن أن تتموضع السمنة في المناطق المنحوتة من جديد؟ وفي حال زيادة الوزن، أي المناطق المعرضة للسمنة؟
- من الممكن أن تتموضع السمنة في الأماكن المنحوتة، لكن في حال زيادة الوزن تتوزع الدهون المكتسبة وسيكون بشكل متناسق، بحيث يبقى الشكل الخارجي محافظاً على تناسقه، كما تم رسمه في العملية.