أعلنت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤخراً، عن إطلاق البرنامج الحكومي لدعم القطاع الخاص، لاستيعاب 75 ألف مواطن، خلال الخمس سنوات القادمة (نافس)، حيث وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص 24 مليار درهم، لتنفيذ مشاريع ومبادرات البرنامج، الذي يؤسس لشراكة هي الأكبر من نوعها بين الحكومة والقطاع الخاص، لإعداد وتأهيل خبرات وكفاءات وطنية، تشكل قيمة مضافة في قطاع التوظيف بمؤسسات القطاع الخاص في الدولة.

  • محمد المهري

 

وفي ذلك، يقول الخبير الاستثماري المستشار محمد المهري: "يعتبر برنامج نافس، البرنامج الذي من خلاله ستتغير معادلات السوق، ومنهجياته، وسوف نشهد التحاماً وطنياً في القطاع الخاص، وهو برنامج ذكي مواكب للعالمية، ما يضفي صبغة وطنية حقيقية على شركات القطاع الخاص التجارية والصناعية والخدمية، ولن تكون شركات إماراتية بالرخصة التجارية فقط، وإنما وطنية حتى في كوادرها الإدارية العليا والوسطى وحتى الفنيين فيها. وسوف نشهد تغييراً في ثقافة الجيل الإماراتي نحو القطاع الخاص، وخير من يحمي القطاع الخاص ومفاصله وينميه هي سواعد أبناء الوطن".

جودة ومهارات خلاقة
ويشير المهري إلى أن أبناء الإمارات قد أثبتوا تنافسيتهم وجودة أعمالهم في القطاع العام، بل ونافست مؤسسات الحكومة القطاع الخاص في جودة مخرجاتها بسواعد أبنائها، وهذا ما سوف نلاحظه في السوق الإماراتي في أيامنا المقبلة، إذ أثبتت جائحة "كورونا" أن الاقتصاد يجب أن يدار بتفاصيله بعقول وكوادر وطنية، ذات مهارات خلاقة مبتكرة ومواكبة لتكنولوجيا المستقبل.

بناء اقتصاد وطني
وعن قرار الحكومة دعم شركات القطاع الخاص بـ24 مليار درهم، يقول المهري: "القيمة الحقيقية هي في القيمة المعنوية والتنفيذية والتخطيطية، والتي تشرف عليها الحكومة، والتي ستكون كل الأطراف فيها شريكة نجاح، من حكومة وشركات وأبناء الوطن. قديماً كنا نشهد تنافسية سوقية تركز على الربحية وليس على الجودة والإنتاجية، والهدف هو المال، أما برنامج نافس، فيركز على بناء اقتصاد وطني آمن ذي جودة وتنافسية عالمية، وما يحدث في هذا البرنامج هو بناء جيل إماراتي يعمل محلياً لينتج منتجاته واحتياجاته لرفاهية حياته أولاً، وبعدها يسهم في تعزيز اقتصاد العالم. والمرحلة المقبلة بعد الخمس سنوات، سنرى فيها قيادات إماراتية لاقتصادات عالمية، الهدف ليس فقط توفير وظائف بقدر ما هو فتح آفاق أوسع في أسواق متنوعة عالمية تقودها عقول إماراتية".

بصمة إماراتية
ويلفت المهري النظر إلى أننا قديماً كنا نشاهد مختلف التجار من مختلف الدول تستثمر في الإمارات، واليوم سنشاهد مختلف التخصصات الصناعية المتقدمة بعقول إماراتية توجد في أسواق العالم، ببصمتها الإماراتية ذات الجودة والسمعة العالية. وبرنامج نافس يضمن بقاء المال والعوائد داخل السوق المحلي بنسبة أعلى، ويقلل هجرتها إلى الخارج، وذلك من خلال الرواتب التي ستمنح للمواطنين في القطاع الخاص، وأيضاً الدعم الحكومي مرتبط بدعم شركات ذات إسهام وطني في تبني أبنائها في شركاتها، ولن يكون الدعم لشركات أجنبية لا تسهم في تنمية وطنية شاملة.

برنامج تنموي
ويؤكد الخبير الاستثماري، محمد المهري، أن برنامج نافس، هو برنامج تنموي بشري اقتصادي بامتياز. لاسيما أنه عندما يكتسب أي اقتصاد صبغته الوطنية، يصبح اقتصاداً أكثر أماناً وجذباً، فيقول: "تخيلوا معي دولة ما ويدار اقتصادها من جنسيات خارجية غير وطنية، ما هو الشعور، وما هو الانطباع؟ أميركا، روسيا، كندا والهند والصين، كلها اقتصادات تشغلها عقول وأيادٍ وطنية، والإمارات دولة تنافسية بعقول وطنية، إنها دولة الإمارات العالمية المتحدة".