منذ إنشائها، عام 1932، على يد الملك عبدالعزيز آل سعود، وخلال عقود قليلة، وبخطى ثابتة؛ أصبحت المملكة العربية السعودية عَلَمَاً ومثالاً عالمياً؛ حيث خططت لعمارة أرضها وبشرها، بروية وتعقل وحكمة؛ فولجت فضاءات الحداثة وهي تأتزر المثابرة والتصميم والعلم؛ لتحسين حياة مواطنيها، باستخدام الثروة المتولدة من الموارد الطبيعية للمملكة؛ لتمويل مشاريعها، حتى باتت في مصاف أكثر الدول تقدماً، بمقاييس التنمية البشرية؛ لتشهد على تحول المملكة من أرض صحراوية إلى واحة مزدهرة، ومجتمع عصري حديث، ورقم لا يمكن تجاوزه على الصعيد الدولي.

الاستثمار في الإنسان

بدأ تطوير التعليم في المملكة العربية السعودية، بعد زرع البذرة الأولى من قِبَل الملك المؤسس، وإلى العهد الحالي، بدعم من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،؛ حيث شهد التعليم تطوراً سريعاً ونمواً كبيراً؛ فقد أحدثت الطفرة النفطية تطوراً في مختلف البنى بالدولة السعودية، والتي من ضمنها التعليم، الذي ظل يتقدم بخطى حثيثة؛ ليواكب التطورات العالمية. وقد رافق التعليم تطور المملكة، في المجالات: الاقتصادية، والسياسية، والعمرانية، وغيرها؛ فكان من الإنجازات التربوية أن صار التعليم مجانياً في جميع مراحله؛ حتى بلغت نسبة الملتحقين بالمدارس الابتدائية الـ99%.

كل ذلك صاحبه تطور في الجوانب التعليمية والتربوية، من خلال الارتقاء بالمناهج؛ لتواكب التطور في هذا المجال، مع استخدام سياسات تقويم تركز على الكفاية الأساسية مع زيادة المدارس النموذجية المتطورة المزودة بأحدث الوسائل، كما تم الاهتمام بالمعلمين من حيث معايير اختيارهم، وتحسين البيئة التعليمية، وجعل رواتبهم تكفي متطلبات الحياة المتجددة، ومساواة المعلمين والمعلمات.. كل ذلك أسس لرؤية متكاملة لإدارة العملية التعليمية بحسبان اقتصاد المعرفة، الذي يجعل التكنولوجيا عاملاً مهماً لإنجاز مقومات المواطن الصالح.

التطور الصحي

قهر المرض، وصحة الإنسان، والاحتفاء بالحياة، هي من أكبر الإنجازات التي حققتها المملكة، خلال عقود تطورها. ومن أكثر المؤشرات دلالة على ذلك، تلك المتعلقة بميزانية الصحة لعام 2019، والتي بلغت 15,6%، وبذلك تكون ثالث أكبر ميزانية في الدولة، حيث تم بموجب هذه الميزانيات تدعيم البنية التحتية للقطاع الصحي، وبناء مراكز الرعاية الصحية الأولية في مختلف المناطق بالمملكة.

كما تم رفع نسبة النفقات المخصصة للقطاع الصحي الخاص من 25 إلى 35%، وزيادة عدد المنشآت الصحية، وتحسين جودة الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية. وقد شهد القطاع الصحي في المملكة تطوراً مطرداً؛ فقد تم الانتهاء من حوالي 30 مستشفى في عام 2020، وهو ما نسبته 70% من عدد المستشفيات المخطط تنفيذها خلال 5 سنوات، وتبلغ سعة هذه المستشفيات 6950 سريراً. وتم، أيضاً، توسيع مظلة التأمين الصحي، الذي صار موحداً وإلزامياً، ومن المستحدثات توسّع وزارة الصحة السعودية في مجال الاستشارات الطبية؛ لتكون عبر الصوت الصورة؛ ليتمتع بها كل المواطنين. 

 

 

شريكة الرجل

مستظلةً بثقة القيادة، اخترقت المرأة السعودية مجالات عدة، مؤكدة حضورها الفاعل؛ فكانت ذات سبق، وهي تتقلد مواقع قيادية في جميع مؤسسات الدولة، وكذلك المؤسسات الثقافية التي استحدثتها وزارة الثقافة دعماً لمدخلات جودة الحياة. ولم يقف الأمر عند الثقافة، بل شهدت الرياضة النسوية، كذلك، تطوراً لافتاً، فكانت النجاحات المتواترة في المنافسات الرياضية النسوية من نتائجه. ولم تكن مفاجأة إصدار مرسوم بمنح المرأة السعودية الحق في قيادة السيارة، ذلك أن قيادة المملكة الحكيمة ظلت مهمومة بتفعيل إمكانات نصف المجتمع، وهو جانب النساء اللاتي منحتهن المملكة دوراً أساسياً في عملية التنمية. كل ذلك أكدته المبادرة السعودية بجعل الرياض عاصمة للمرأة العربية، تحت شعار «المرأة وطن وطموح»؛ فكان ذلك مؤشراً إلى المكانة الرفيعة، التي تتمتع بها المرأة في سباق الخطط التنموية، خاصة «رؤية 2030»، وأن تكون شريكاً جديراً بالتنمية المستدامة للمملكة، مثل الرجل. 

تنوُّع المصادر

في إطار خطط المملكة لزيادة مصادر الدخل وتنوعها، وأيضاً لوضع الدولة على الخريطة العالمية للمهرجانات والفعاليات الرياضية والترفيه العائلي، برزت الثقافة والسياحة والترفيه كأكبر العوامل لتحقيق ذلك؛ حيث اضطلعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمهمة النهوض بالقطاعين السياحي والترفيهي في المملكة، وأنشأت لها فروعاً في عدد من المدن السعودية بلغت 16 فرعاً. ويزور المملكة العربية السعودية، سنوياً، ما بين 15 إلى 20 مليون شخص. ووفقاً للمجلس العالمي للسفر والسياحة، من المتوقع أنّ يزداد الوافدون الدوليون إلى المملكة؛ ليصلوا إلى 22.1 مليوناً بحلول عام 2025

سياحة وترفيه

وتعد المدن الكبرى وجهات للعديد من السياح، مثل: جدة، والرياض، وينبع، والجبيل، والخبر، والدمام، إلى جانب قائمة بالمواقع التاريخية، مثل: «مدائن صالح»، والمدينة المنورة، والدرعية، والإحساء. كما يمكن للزوار زيارة متاحف التاريخ العالمية، والفنون التقليدية، والفولكلور، في تلك المدن، وغيرها مثل عنيزة والطائف وبريدة وتبوك ودومة الجندل. كما أنجزت الهيئة عدداً من الفعاليات، مثل: المهرجانات التسويقية والتراثية، والمسرحيات، والحفلات الغنائية، فاستضافت المملكة عروضاً عالمية كوميدية، وأعمالاً موسيقية كبيرة، ومشاهير، مثل: جانيت جاكسون، و«50 سنت»، وكيبوب سينسيشن، إضافة إلى خطط لافتتاح 40 دار سينما في 15 مدينة بالمملكة على مدى السنوات الخمس المقبلة. وبحلول عام 2030، سيتم تشغيل ما بين 50 إلى 100 دار سينما في 25 مدينة، فضلاً عن افتتاح حلبة المصارعة العالمية، وإنشاء أكبر مدينة ترفيهية في العالم (القدية)، وافتتاح مدينة ألعاب مائية، ولم يتخلف القطاع الخاص عن مواكبة هذه النهضة السياحية؛ فقد كان الشريك الموثوق ممثلاً في قطاعَي: النقل والمواصلات، والمطاعم والفنادق.

«رؤية 2030».. طموح وطن

تشكل «رؤية 2030» للمملكة العربية السعودية، والتي وافق عليها مجلس الوزراء السعودي في 25 أبريل 2016، الخطة الاقتصادية للمملكة لما بعد النفط، والتي تركز على الإصلاحات الهيكلية، والخصخصة، وتطوير المشاريع الصغيرة، والمؤسسات المتوسطة الحجم، بهدف زيادة الصادرات غير النفطية للمملكة، وبالتالي زيادة الصادرات، وخلق فرص عمل للمواطنين.

وقد حققت «رؤية 2030»، خلال الخمسة أعوام الأولى، نتائج ملموسة، ونجاحات ملحوظة، على صعيد ثلاثة محاور:

•  مجتمع حيوي:  تقدم هذا المحور؛ نتيجة تبني أنماط حياة صحية، وخدمة ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى الاهتمام بالمواقع الأثرية، وتضمينها لدى مؤسسة اليونسكو العالمية.

اقتصاد مزدهر: حقق هذا المحور «مستهدف 2030»، لمشاركة المرأة في القوى العاملة عام 2020، كما نمت أصول صندوق الاستثمارات العامة بشكل كبير، وارتفع إسهام المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي.

وطن طموح: حقق هذا المحور تقدماً في ركيزتَيْ: «حكومته فاعلة»، و«مواطنه مسؤول»؛ حيث ارتفعت الإيرادات غير النفطية بشكل ملحوظ عام 2020، كما تضاعف عدد المتطوعين سنوياً؛ ليبلغ 409 آلاف متطوع عام 2020.