في بيئة مشجعة على التطوّر أكاديمياً وشخصياً ومهنياً، نشأت مستشارة المظهر السعودية، وفاء الدخيل، حيث كان والدها مستشاراً اقتصادياً بوزارة المالية السعودية، وعملت والدتها في مجال التعليم. وقد تخصصت الدخيل في تنسيق أزياء جلسات التصوير وكبار الشخصيات في جامعة لندن للأزياء والفنون، ومعهد «مارانغوني باريس» للأزياء، وامتهنت هذا المجال لتصبح من «الستايليست» الشهيرات في السعودية، وقد تركت بصمتها الراقية على إطلالات المشاهير محلياً وعالمياً.. في لقائها مع «زهرة الخليج»، كشفت وفاء الدخيل جوانب عدة من حياتها وتجربتها:

• حدثينا عن بداية شغفك بعالم الأزياء؟

- بدأ شغفي منذ الصغر، حيث كنت أستمتع بمشاهدة مظهر والدتي وثيابها، عندما كانت تستعد للعمل كل صباح، وتحول ذلك إلى مهارة لديَّ، من خلال اختبار وتطبيق التنسيق على نفسي، ومن هم حولي من أقارب وصديقات، ثم عززت ذلك بالعلم والخبرة حتى حققت هدفي، وأصبحت أخصائية تنسيق أزياء، تقدم استشارات إلى جهات عدة، وعملاء وشخصيات ووسائل إعلام.

أسابيع الموضة

• ما باكورة أعمالك في مجال الموضة والأزياء؟

- أول تجربة لي في هذا المجال كانت قبل 9 سنوات، بافتتاح بوتيك «اختياراتي» للأزياء، وذلك بمشاركة خبرتي بتقديم الاستشارات في تنسيق الأزياء لكل عملائي، بما يناسب كل عميل على حدة. كما بدأت حضور أسابيع الموضة في مدن عدة، مثل: باريس، ولندن، ونيويورك، وسيؤول، وبرلين، وميلانو، ومنها اتسعت دائرة علاقاتي، وتوثقت معرفتي في مجال أعمال الأزياء على المستوى الدولي، ثم تعمقت أكثر في اختصاص تنسيق الصورة والمظهر لأغلفة المجلات العربية والعالمية، وجلسات التصوير الخاصة بها.

• أنت صاحبة مؤسسة تجارية، وخبيرة تنسيق المظهر.. فأيتهما تأتي أولاً؟

- الاثنتان تستحوذان على كل تركيزي، حيث إنهما تحتاجان إلى إدارة وريادة وعمل نابع من شغف واهتمام.

• ما حقبة الموضة المفضلة، التي تعتمدين أزياءها في إطلالاتك الشخصية؟

- أفضل حقبة الخمسينات، التي تطغى عليها الأنوثة والرقي والإبداع في التصاميم، أما حقبة السبعينات فتميزت بالتطور السريع، سواء في الألوان المبهجة أو التنوع الكبير في التصاميم، وذلك يعود إلى التغيرات الكبيرة في مجال الموسيقى والسياسة والاقتصاد.

• ما تقييمك لخيارات الأزياء المتاحة حالياً في السعودية؟ وكيف ترين تطور مشهد الموضة؟

- تطور مشهد الموضة من جميع زواياه بشكل سريع في المملكة العربية السعودية، والعالم العربي أيضاً، بل أرى أنه بدأ ينافس عالمياً في إنتاجات المبدعين من حيث تصميم الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والإبداع الفني، وتنسيق المظهر بكل مجالاته، حتى أصبح المستهلك يعي، تماماً، كل ما هو جديد ومناسب له، وأصبحت الذائقة السعودية على مستوى عالٍ ومميز، لدى النساء والرجال أيضاً.

• ما الأمور الأساسية، التي تضعينها في الاعتبار، عند تنسيق إطلالة لشخصية نسائية ما؟

- هناك عوامل وجوانب عدة، يجب أخذها بعين الاعتبار عند تنسيق المظهر لكلا الجنسين، منها: الفئة العمرية، والمجال المهني، والوضع الاجتماعي، وشكل الجسم، ولون البشرة، والمناسبة المراد تنسيق المظهر لها، وبالطبع شخصية الفرد نفسه، وما يستهويه من ذوق. ففي مجال تنسيق المظهر، من الضروري التركيز على ذائقة العميل؛ لإبراز بصمته في مظهره. وبالنسبة للتنسيق في مجال الإعلانات وجلسات التصوير لدور الأزياء العالمية، ينصب التركيز هنا على المنتج، والرسالة المراد إيصالها من الصورة أو الإعلان.

 

مهرجان «كان»

• حدثينا عن مشاركتك في مهرجان «كان» هذا العام؟

- أتيحت لي فرصة المشاركة في مهرجان «كان» لهذا العام؛ لتنسيق المظهر لنساء ورجال عديدين، ما زاد خبرتي وفتح أمامي آفاقاً عالمية، وفضلت أن أستعين بمصممين سعوديين، مثل: «بيوندري» لبدلات «البيسبوك» الرجالية الرسمية، و«إيمان العجلان» لفساتين «الهوت كوتور»، وذلك لإيجاد بصمة سعودية كاملة من تصميم إلى تنسيق الأزياء، وهذه البصمة لاقت نجاحاً كبيراً من جميع الجهات. 

• تنسقين إطلالات المشاهير رجالاً ونساءً.. فما الأصعب فيهما؟ 

- كلا النوعين له مزايا ومصاعب، لكنها بسيطة ويمكن التعامل معها. بالنسبة للرجال، خيارات الأزياء محدودة، مقارنةً بخيارات الأزياء النسائية، لكنهم أكثر مرونة في التنسيق، وشغوفون بكل ما هو جديد ومميز.

• من موقع خبرتك.. صفي لنا ذوق المرأة السعودية؟

- المرأة السعودية تتميز بذائقة فريدة، فهي ذات طابع رفيع في الأزياء، متطلعةً إلى كل ما هو جديد، وتحب اقتناء الأفضل دائماً. 

• ماذا يعني لك اليوم الوطني السعودي؟ 

- اليوم الوطني هو يوم كل مواطن سعودي، وبداية كل نجاح لمستقبلٍ مقبل. أفخر بكل ما مرَّ به وقدمه بلدي لي كمواطنة، وما قدمته إلى العالم. 

• كيف توصّفين واقع المرأة السعودية حالياً؟ 

- المملكة العربية السعودية أعطت المرأة حقوقها كاملة من تعليم وعمل، وحقوق خاصة وأخرى عامة، وهذا يدعو إلى الفخر والاعتزاز؛ كوني امرأةً أنتمي إلى هذا الوطن المعطاء.