جواهر الشامسي: روَّضت «جوارح الصحراء»

منذ طفولتها.. شغفت جواهر الشامسي بعالم الحيوانات والطيور؛ ما قادها إلى العمل في مهنة نادرة، صاغت بها مساراً فريداً في مهنة غير تقليدية، وفي حديقة الحيوانات بالعين، حققت حلمها في أن تكون أول إماراتية «مدربة للطيور»، حيث أظهرت براعة فائقة في عملها، ومن خلال عروضها الأصيلة المشوقة مع طيورها التي روَّضت

منذ طفولتها.. شغفت جواهر الشامسي بعالم الحيوانات والطيور؛ ما قادها إلى العمل في مهنة نادرة، صاغت بها مساراً فريداً في مهنة غير تقليدية، وفي حديقة الحيوانات بالعين، حققت حلمها في أن تكون أول إماراتية «مدربة للطيور»، حيث أظهرت براعة فائقة في عملها، ومن خلال عروضها الأصيلة المشوقة مع طيورها التي روَّضتها، قدمت سجلاً حافلاً بالنجاح، وازن بين طموحها وحبها لما تقوم به.. في حوارها مع «زهرة الخليج» عرفتنا الشامسي على جوانب عدة من مسيرتها المهنية المميزة:

• كيف أصبحتِ مدربة للطيور؟

- نشأت على حب الحيوانات الأليفة منذ طفولتي؛ فكنت لا أهاب الاقتراب منها؛ فقد كانت هوايتي اقتناء الأرانب والسلاحف والحمام الزاجل والقطط، والقيام بتربيتها في حديقة المنزل، وكنت أيضاً أحب مشاهدة البرامج الوثائقية، وبرامج عالم الحيوانات، واستمر هذا الاهتمام حتى بعد أن كبرت وتخرَّجت، وبدأت البحث عن عمل في حديقة الحيوانات بالعين؛ لأكون قريبة من هذه الكائنات التي أعشقها.. صراحةً لم أكن أتوقع أن أعمل مدربةً للطيور؛ فقد حدث ذلك مصادفة؛ بسبب وجود شاغر في هذه الوظيفة بالحديقة آنذاك، وقد تحمست لهذه المهمة، وتم تدريبي وتجهيزي بشكل جيد للقيام بها، وتدرجت فيها من مدربة إلى مشرفة تدريب الطيور والجوارح.

حب.. وصبر

• ما الذي تحتاجه هذه المهنة من تدريب؟

- تحتاج هذه المهنة إلى حب الطيور، وفهم سلوكها والعناية بها، بالإضافة إلى الصبر في تدريبها؛ حيث إنها تختلف في سلوكها من طائر إلى اَخر، كما أن حصولي على دبلوم إدارة الفعاليات ساعدني كثيراً في تأدية العروض الترفيهية والتعليمية، التي نقدمها إلى الجمهور في الحديقة.

• هل استجابت لك الطيور بسهولة.. حدثينا عن بدايتك في هذا المجال وبعض التحديات التي واجهتها؟

- هذا العمل يحتاج إلى صبر كبير بالفعل، ففي البداية واجهت صعوبة في التعامل مع الطيور، وتقبلها وجودي؛ إذ إنها اعتادت التعامل مع زملائي؛ لأنهم يرتدون ملابس العمل الرسمية، وكانت عبايتي السوداء تخيفها؛ لذا تلقيت اقتراحاً بتغيير لون العباءة، لكنني صممت على ارتدائها؛ لأنني أحببت أن تعتاد الطيور وجودي بها؛ حيث كنت أقضي ساعات طويلة معها؛ حتى أحبتني واعتادت عليَّ، وبدأت في التعامل مع الطيور الصغيرة، وتدرجت إلى الأكبر؛ حتى أصبحت أمتلك القدرة على التعامل مع العقبان والنسور والصقور والبوم.

• هل يمكنك وصف أساليب التدريب، وما فلسفتك في ذلك؟

- تختلف أساليب التدريب بحسب الطائر؛ فبعض الطيور سريعة الاستجابة، وبعضها يحتاج إلى وقت أطول، وقد اعتمدت أسلوب التعزيز السلوكي، من خلال مكأفاتها عند الاستجابة للأوامر المطلوب منها تنفيذها في التدريبات والعروض. 

• هل كل طائر أليف يمكن تدريبه وترويضه، وما الأنواع التي تقومين بتدريبها؟

- معظم الطيور بالإمكان تدريبها، وكلما كانت صغيرة في السن يكون تدريبها أسهل، وقد قمت بتدريب أنواع مختلفة من الطيور، مثل: البوم، والعقبان، والنسور، وطيور الباز، وغيرها.

• ما روتينك اليومي في حديقة الحيوانات بالعين؟

- أعمل على رعاية الطيور وتدريبها؛ لتقديم عروض يومية داخل الحديقة، وأحياناً أشارك في الفعاليات الخارجية، ومن المهام التي أقوم بالمشاركة فيها: إخراج الطيور من الأقفاص، وتسجيل أوزانها بشكل يومي، ومراقبتها حتى يسهل تدريبها لتقديم الاستعراضات المهارية، ويلعب ذلك دوراً كبيراً في نشاطها وأدائها، فضلاً عن تقديم معلومات قيمة  للجمهور عن كل طير أثناء تأدية الفقرات التثقيفية، ونشر معلومات عن طبيعة عيش أو صيد كل طائر في طبيعته الأم، ونشر الوعي بأهمية هذه الطيور للبيئة.

• إلى أيّ مدى تشعرين بأنك مرتبطة بالطيور التي تدربينها، وهل هناك خصائص مميزة لها، وما هي؟

- لهذه الطيور التي أدربها مكانة خاصة في قلبي؛ لأنها ذكية جداً، ولها العديد من الخصائص التي تميزها عن غيرها من الطيور، فمنها ما يعتمد على حاسة البصر مثل العقبان، أو على حاسة السمع كالبوم، وبعضها يعتمد على حاسة الشم مثل النسور.

إقرأ أيضاً:  فنون نادرة تُزيّن «أبوظبي الدولي للصيد والفروسية»
 

• ماذا تعلمت من هذه الطيور؟

- تعلمت الصبر، والتأني، وفهم طبيعتها وبيئتها الجميلة.

• ما أكثر اللحظات التي تُشعرك بالسعادة خلال عملك؟

- عندما أرى الابتسامة على وجوه زوار حديقتنا، عند رؤية الطيور وهي تحلق بالقرب منهم في عرض «جوارح الصحراء».

مهنة غير مألوفة

• هل هناك ميزة؛ كونك امرأة تعمل بمجال تدريب الطيور؟

- شكلت مهنتي غير المألوفة تحدياً كبيراً؛ كوني امرأة إماراتية، لكي أثبت لنفسي ولمن حولي أنه لا يوجد مستحيل مع الإرادة والإصرار، كما أن المرأة الإماراتية أظهرت قدرتها على العمل في مختلف المجالات.

• حدثينا عن مواقف تعرضتِ لها.. طريفة أو محرجة؟

- في بداياتي.. قدمت في أحد العروض نسر الأذون «إعصار»، وكان يعتبر أكبر طائر مشارك في العرض؛ حيث يراوح طول جناحيه بين مترين وثلاثة أمتار، وكنت قد دربت هذا الطائر على قطعة عظم، ولم تكن موجودة وقت العرض، وكنت أمسك بالميكروفون لتقديم العرض، وفوجئت بـ«إعصار» وهو يطير نحوي بشكله الكبير والمخيف باسطاً جناحيه؛ فبدأت بالركض، وهو يحاول أن يأكل «المايك»، ودخلت في نوبة ضحك مع الجمهور.

• بِمَ تنصحين أيَّ شخص يريد العمل بهذا المجال؟

- أن يفهم هذه الطيور، ويعرف سلوكها جيداً؛ ليستطيع العناية بها وتدريبها، وساعتها سيكتشف مدى روعة وجمال عالمها.