عانيت ضيقاً وانزعاجاً كبيرين، فشعرت بأن جسدك لم يعد يتسع لكمية الحزن؛ ففاضت عيناك بالدموع، وأجهشت ببكاء مرير لوقت قصير، وفجأة تشعر بأن هناك راحة غريبة تسللت إلى قلبك، كأنك أزحت ثقلاً كبيراً عن صدرك! نعم، فالبكاء يؤدي إلى الراحة النفسية، والمفاجأة أن البكاء، إلى جانب تحسينه الصحة النفسية، لديه أيضاً تأثير إيجابي في العقول والأجسام، وهذا ما تم إثباته علمياً.. إليكم هنا الأسباب التي تجعل البكاء مفيداً وضرورياً لكل شخص:

للعينين:

هناك ثلاثة أنواع للدموع، ولكل نوع مهمة خاصة لحماية العين: الأول: الدموع القاعدية، التي تفرزها العين بانتظام، ودورها تغذية وتنظيف العين من البكتيريا. الثاني: الدموع الانعكاسية، التي تتشكل كرد فعل لا إرادي عند التعرض لبعض الأمور، مثل الدموع التي تحدث نتيجة تقطيع البصل، أو دخول حبيبات الرمل في العين، وغيرها. أما الثالث: فهو الدموع العاطفية، التي تنتج استجابة للعواطف، وهي فريدة من نوعها، إذ تحتوي على بروتينات وهرمونات لا تفرزها الدموع القاعدية، ولا الانعكاسية، كما تحتوي على 1500 بروتين مختلف، ومادة كيميائية مضادة للبكتيريا وتحارب الالتهابات واسمها "الليزوزيم"، وبحسب طبيبة العيون ديان هلال كامبو، فهذه الدموع تحمل خصائص تساعد على الاسترخاء، وإعادة توازن حالة الجسم العاطفية، كما أن هذه الخصائص تسكّن الآلام.

مفيد للصحة النفسية والعقلية:

البكاء رد فعل طبيعي للتعبير عن العواطف، أو التخلص منها، فالإنسان يبكي بسبب الغضب أو الحزن أو الفرح. وتشير الأبحاث والنظريات إلى أن تثبيط التعبير وعدم البكاء، أي الكبت، قد يعززان مشاكل عقلية صحية، وقد يؤدي إلى أمراض، فهي مثل وعاء مغلق فيه ماء يغلي، فإما أن ينسكب الماء خارجاً (الأمر الطبيعي)، أو أن النتيجة ستكون تلف الوعاء. وما أثبتته الدراسات أن ترك الدموع لتنهمر نتيجة الطاقة العاطفية المفرطة، يقلل التوتر والمشاعر السلبية، بغض النظر عما إذا كان المسبب قد زال أم لا.

إقرأ أيضاً:  حِيل نفسية تجعل أطفالكِ يستمعون إليكِ
 

البكاء طبيعي بكميات صحية، لكن ما الكمية الصحية؟

على الرغم من عدم وجود أرقام ثابتة حول عدد المرات التي يجب أن نبكي فيها، فإن الجمعية الأميركية لعلم النفس تنص على أن النساء يبكين عاطفياً بمعدل 30 إلى 64 مرة في السنة، بينما يبكي الرجال عاطفياً بمعدل 5 إلى 17 مرة في السنة، هذا يعني أن المرأة قد تبكي عدة مرات في الشهر، بينما قد يبكي الرجال مرة في الشهر أو كل شهرين. ومع ذلك، فإن مقدار بكاء الإنسان يعتمد على شخصيته وظروف الحياة التي يتعامل معها. إضافة إلى أن البكاء المفرط قد يكون في بعض الأحيان بسبب الإصابة بالاكتئاب، وفي هذه الحالة من الضروري استشارة طبيب مختص.

وفي النهاية نقول لك: دع دموعك تنهمر.. فالبكاء صحي.