أتى يوم المعلم العالمي هذا العام، والذي يصادف الخامس من أكتوبر، في ظل ظروف استثنائية، ليثبت للعالم أجمع أن المعلم هو أيقونة خالدة، لا يمكن أن تلغيها التكنولوجيا مهما تقدمت في معطياتها اليومية، واليوم العالمي للمعلمين، الذي يُحتفى به سنوياً في 5 أكتوبر منذ عام 1994، هو بمثابة إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1966، والمتعلقة بأوضاع المعلمين.. وبهذه المناسبة، نلتقي الدكتورة نعيمة قاسم، مستشارة تربوية التي قالت:" شهدنا، منذ أيام، حدثاً مبهراً في دولة الإمارات قبلة العالم بإطلاق "إكسبو دبي 2020"، وبالطبع من صمم وفكر وأنجز هذا الحدث العظيم هم تلاميذ المعلم، ممن تخصصوا في هذه المجالات، ومن ثم عرجنا على التعلم عن بُعْد، وما أدخلته الأجهزة الذكية من تقنيات في هذا المجال، وظن البعض أن المعلم قريباً مهنته إلى زوال، وأن التكنولوجيا ستحل محله!! لكن لو فكرنا لثوانٍ معدودة، سنجد أن من اخترع هذه الأجهزة هو العقل البشري، الذي تغذى بالعلم، وتسلح بثوابته، ثم من يزود الجهاز بالمادة العلمية؟ أليس المعلم؟ ونعود من طريق اختلت فيه المفاهيم، وتاهت فيه الحقائق إلى نقطة الصفر، ونبدأ نسلط الضوء على هذا الإنسان، الذي يقضي عمره بين الدفاتر والأوراق وبين تلاميذ هم بذور مستقبل أوطانهم، لنقول بفخر واعتزاز إن منابر العلم ومشاعله يقودها المعلمون الأوفياء المخلصون لمهنتهم، التي تعد رسالة الأنبياء".

الحارس الأمين
وتؤكد قاسم أن العلم هو أغلى المكاسب، وأعلى المطالب، وأرفع المواهب، فهو الذي ينتفع به في الدنيا والآخرة، وكفى أهله شرفًا أن يُرفع قدرهم عند الله (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، وتضيف قائلة: "سيظل المعلم هو الحارس الأمين لبوابة التعليم المطلة على المستقبل، وسيظل المعلمون صناع المستقبل، وصناع التغيير الحقيقي في حياة الأجيال والأمم، لأغلى مورد تراهن عليه الدول، وهو الإنسان الذي يعد القوة البشرية القادرة على الإبداع والابتكار والإنجاز، ومواصلة التقدم الحضاري، وتحقيق الغايات والأحلام والأمنيات العظمى، مثل: الوصول للمريخ، واكتشاف الأدوية الشافية، والأجهزة الميسرة".

جائحة "كوفيد-19"
وتتابع الدكتورة قاسم قائلة: "اليوم في يومهم العالمي، تُرفع لهم القبعة فقد كانوا في الصفوف الأولى وخط الدفاع الأول مع الطلبة على مدار عامين أمام جائحة "كوفيد-19"، ومازالوا، وليس هناك أثمن من كلمات رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، قال: (إنما بُعثت معلماً)، والقائد الحقيقي المسؤول عن رعيته لا يكون قائداً إلا إذا كان معلماً، والأم التي صاحبت أبناءها عن بعد، أعظم وأحن معلمة، ونتذكر بفخر واعتزاز كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قوله: "نقدر عطاءهم ورسالتهم السامیة، ودورهم في صنع التقدم، وغرس القیم النبيلة في نفوس أبنائنا". 
وتختتم الدكتورة نعيمة قاسم، قائلة: "سنظل مؤمنين بأن المعلمين هم بوصلة المستقبل لأجيال الخمسين، ورفقاؤهم الذين يحملون مصابيح النور لمحو ظلام الجهل بتفانٍ كبير، عبر رسالتهم النبيلة، ومهنتهم الشريفة، فهم دعامة ممكنة لاستراتيجية دولة تحترم العلم، وتعزز كيانه بمبادرات لا نهاية لها، وإحضار تكنولوجيا التعليم من كافة أنحاء العالم، ليكون المعلم والمتعلم في أمان.. شكراً لكل معلم يدرك رسالته، ولا يتوقف عن مواصلة تحقيقها بشرف المهنة وسموها".