تسير الفنانة السعودية، داليا مبارك، بكل ثقة، وبخطوات متزنة ومتسارعة ومدروسة نحو القمة، زادُها في مشوارها أغنيات منتقاة بعناية، وحضور إعلامي محبب ولطيف، وحفلات تؤكد مكانتها وجدارتها بما وصلت إليه، فهي لا تفصل حياتها الشخصية عن حياتها الفنية، وتعترف بإنجازاتها وإخفاقاتها على حد سواء.. فلنرحل معها في هذا الحوار الذي تزامن مع احتفالات اليوم الوطني السعودي: 
* هناك أمور كثيرة تغيرت في حياتي، منذ أن أصبحت أماً.
تسير الفنانة السعودية، داليا مبارك، بكل ثقة، وبخطوات متزنة ومتسارعة ومدروسة نحو القمة، زادُها في مشوارها أغنيات منتقاة بعناية، وحضور إعلامي محبب ولطيف، وحفلات تؤكد مكانتها وجدارتها بما وصلت إليه، فهي لا تفصل حياتها الشخصية عن حياتها الفنية، وتعترف بإنجازاتها وإخفاقاتها على حد سواء.. فلنرحل معها في هذا الحوار الذي تزامن مع احتفالات اليوم الوطني السعودي: 
* كان فصل الصيف حافلاً في حياتك الفنية والشخصية.. فما الإنجازات الأهم بالنسبة لك؟ 
- بدأت فصل الصيف بولادة ابنتي الثانية «جاز»، ومنذ ولادتها وهذا الصيف مميز من ناحية العمل والراحة النفسية وكل شيء، وأكبر إنجاز بالنسبة لي هو ولادة ابنتي، بالإضافة طبعاً إلى الإنجازات الفنية من طرح الأغاني والحفلات.
* الأمومة للمرة الثانية ماذا تعني لك، وهل غيرت فيك شيئاً؟
- أصبحت أكثر استرخاءً بحكم خبرتي مع ابنتي الأولى، فلم أعد أحمل همّاً كما في المرة الأولى، وأتقبل المساعدة، ولا تنتابني نوبات هلع، شعرت بأن الولادة الثانية أسهل كثيراً من الأولى.
* كم ولداً تحبين أن تنجبي؟
- يكفيني ما رزقني الله به، والحمد لله ابنتاي خير وبركة. 
* ألا تريدين إنجاب صبي؟
- لا ، هما خير وبركة. 
* هل شغلتك ابنتاكِ عن العمل؟
- كثيراً، فأنا أحبهما جداً، وعاطفة الأمومة عندي قوية، فليست لديَّ مربيات، وأقوم بكل الواجبات بنفسي، وأنا مرتبطة بابنتيَّ كثيراً، ولا أشعر بالاطمئنان عليهما مع أحد غيري أو عند أمي، ولن أستطيع استيعاب أكثر من ابنتين. هناك أمور كثيرة تغيرت في حياتي منذ أن أصبحت أماً، فالآن مثلاً أحدثك ونسجل هذا الحوار وأنا عائدة من تسجيل في الاستديو، أنا منذ الصباح هناك لأعود وأقضي الوقت الكافي مع ابنتيَّ في المساء، فهما أخذتاني كثيراً، لكن يجب خلق توازن لأنجز وأستمتع بعملي، لأنه من أولوياتي، وفي الوقت ذاته لا أريد أن أضيّع اللحظات الجميلة مع ابنتيَّ، والحمد لله أجد دعماً من أمي وزوجي، وأستطيع التوفيق بين عملي وبيتي.

 

44 مليون مشاهدة
* طرحت، مؤخراً، أغنية بعنوان «يمكن»، لكن ما الأغنية الأهم هذا الموسم؟
- أغنية «اللي يمشي» بكل تأكيد، فقد حققت 44 
مليون مشاهدة منذ إطلاقها قبل شهرين، وهذا إنجاز كبير، أصدرتها بعد ولادتي بأسبوعين، وهي أول عمل لي باللهجة المصرية، وحققت هذا النجاح. اليوم صباحاً كنت أسجل ثاني عمل مصري ومتفائلة بأن يحقق النجاح ذاته، من كلمات الشاعر عمرو المصري الذي كتب «اللي يمشي»، والأغنية اسمها «اللي ذاكر» كلامها يشبه الناس، جملة بسيطة سهلة، تستطيع أن تطرب عليها.
* كيف استقبل الشارع المصري «اللي يمشي»؟
- أتوقع، بل أنا متأكدة أنَّ ما يكون من القلب يصل إلى القلب، والمصريون من الصعب إرضاؤهم كجمهور، ومن الصعب أن يصدقوك، لكنني أعتقد أنهم صدقوني؛ لأنني عملت من قلبي على الأغنية، وشعرت كأنني ابنتهم، وأتقنت اللهجة، وكنت حريصة على ذلك.
* هذه الأغنية بلونك الرومانسي والشبابي.. ألم تخافي من المغامرة في ظل انتشار أغاني المهرجانات؟
- لا.. لم أكن خائفة من هذا الأمر، على فكرة هذا أكثر كلام قيل لي قبل الإصدار، وقالوا لي إنها كئيبة، وستضيع بين زحمة أغاني المهرجانات الإيقاعية والسريعة، لكن في كل مكان الناس يسمعون الذي يشعرون به، وأنا لا أهتم بأن يرقص الناس على أغنيتي، بل أقيس اختياراتي بإمكانية غناء هذا العمل بعد 20 
عاماً مع جمهوري الذي تابعني، إذا سمعت العمل وكنت واثقة بأنني سأعيد غناءه بعد عشرين عاماً، فأعرف أنني على الطريق الصحيح. لا أهتم بأن يكون اللحن سريعاً، لا أراه هكذا، أنا أختار إحساسي والكلمة القريبة من القلب، ورغم أن اللحن طربي، فإن الأغنية قريبة من الناس.
* وبالنسبة للحفلات؟
- شاركت مؤخراً في أوبريت اليوم الوطني السعودي، وعندي مجموعة حفلات أخرى، تتم جدولتها في أكثر من مدينة بالمملكة، ولديَّ حفل في «إكسبو 2020 
دبي» نهاية العام.
* كفنانين شباب ما الدعم الذي تحصلون عليه، وما الذي تحرصين على تقديمه للجمهور السعودي؟
- أولاً أنا سعيدة جداً بدعم حكومة بلدي وهيئة الترفيه، فنحن كفنانين شباب نحظى بدعم كبير من القيادة، وأنا أحاول أن أكون - قدر المستطاع - عند حسن الظن، وأمثّل جيلي خير تمثيل. بالتأكيد يشرفني، دائماً، أن أكون الاسم الأكثر تأثيراً كفنانة سعودية على مسارح السعودية، وأتمنى أن أكون على قدر هذه الثقة.

 

أغانٍ لا تموت
* ظهرت في حفلاتك السابقة مع فنانين عديدين، مَن الفنان الذي تسعدك مشاركته أكثر؟ ولماذا؟
- كلهم أحب مشاركتهم على المسرح، لكن الأحب والأقرب إلى قلبي هو الفنان ماجد المهندس، فأنا أحب إقامة الحفلات معه، وجمهوره ممتع.
* ما أكثر أغنيات ماجد التي تحبينها؟
- كثيرة بصراحة، لكن هناك أغنية كما قلت تستطيع سماعها بعد 20 
عاماً، وهي أغنية «والله واحشني موت»، وهي من الأغاني التي لن تموت.
* هذه الأغنية من كلمات مدير أعماله فائق حسن، فهل باركت له زواجه من أصالة؟
- كنت قد سمعت الخبر، لكن لم أعرف هل هو صحيح أم لا، وأصالة حبيبتي، وفائق أيضاً غالٍ عليّ، وطالما أنت من تقول فالخبر مؤكد إذاً، وبكل تأكيد أبارك لهما عبر صفحات «زهرة الخليج»، فائق إنسان راقٍ ورائع، وهنيئاً له أصالة، ودائماً يقولون الأرواح الطيبة تلتقي، وأتمنى لهما الاستمرارية والحب الدائم.
* تحدثنا عن الإنجازات.. فهل أخفقتِ هذا العام؟
- لا أراه إخفاقاً، ولست وحدي، نحن نمر بوقت صعب ما بين ظروف «كورونا» وآثارها، وأشعر بأنني أصبحت أكثر نشاطاً بعد منتصف العام، قبل ذلك كان حملي يؤخر إنجازي. ربما هناك انتقادات وصلتني على أغنيتي «يمكن»، ولكن لا أراها إخفاقاً أيضاً، فرغم كل شيء فإن الأغنية وصلت إلى مليون مشاهدة في أقل من أسبوعين، وهذا أعتبره نجاحاً وليس إخفاقاً. وعلى الصعيد الشخصي أيضاً، لم تكن هناك أي مشاكل.

 

انتقاد منطقي
* ما أكثر نقد شعرت بأنه صحيح لأغنية «يمكن»؟
- الانتقاد الوحيد حينما تم وصفها بأنها أغنية خفيفة، أتت بعد أغنية «ثقيلة»، فأغنية «اللي يمشي» عيارها ثقيل، وعندما تصدر بعدها أغنية خفيفة تصبح المقارنة صعبة بين العملين، وشعرت بأن هذا الانتقاد منطقي.
* هل تهمك أخبار وسائل التواصل الاجتماعي، سواء معك أو ضدك؟
- عندما أتصفح «إنستغرام»، وصفحات الفضائح والثرثرة التي تبحث عن «ترند»، أرى أن هذه الجهات تعتبر هذه الموضوعات مصدر رزقها، وأكبر دليل عندما يصدر لقاء كامل لا يؤخذ منه إلا فقرات تحتوي على فتنة ومشاكل، ما يمكن أن يصنع بلبلة. في البداية لم أكن أفهم هذا، أما الآن فأراها وأفهمها، وأعتقد أن محتواها يفيد الفنان كما يضره، لأن الناس تبحث عن فضائح وثرثرة لينفسوا عن غضبهم وهذا لا بأس به.
* هل تتعرضين للتنمر؟
- ليس كما في البداية، وبقدر ما يتنمرون لي أكبر وتزيد ثقتي بنفسي، وهناك أناس مشهورون يتنمر لهم من المشاهير، يبدون ردود فعل حزينة، وهذا ما يستغله الناس وتزيد المضايقات. أما ما لا يعرفه الناس عني فهو أن لديَّ ثقة بنفسي، لا أحد يستطيع تخيلها، وعندي تصالح مع نفسي، وهناك أمور لا أدع للناس مجالاً للتعليق عليها، حيث إنني أقوم بالتعليق على نفسي شخصياً، وأسلط الضوء على عيوبي، ولا أملك حساسية من الناس، ولا أمانع حديثهم، فأنا إنسانة ناجحة في عملي وحياتي الزوجية. كإنسانة أرى محبة الناس فلماذا أفقد ثقة أو أهتز بسبب تعليق على مواقع التواصل؟ الناس يهتمون بردة الفعل، وأنا لم أغذِّ يوماً ردود الفعل لدى المتنمرين، ومازلت ماضية، والغلطة الوحيدة التي عملتها خلال فترة «كورونا» أنني أصدرت أغنية ناجحة كسرت الدنيا، والناس نسوا الموضوع، ولا يوجد وقت أضيعه أو أسمع للمتنمرين.
* أخيراً.. احتفلت المملكة باليوم الوطني، كفنانة سعودية كيف مرت بك هذه المناسبة؟
- كلي فخر، ودائماً الناس يرون حبي لبلدي، وأنا فخورة بإنجازات بلدي. اليوم السعودية هي حديث العالم والوطن العربي، سواء بسرعة الإنجاز أو تصاعد الخطوات. أنا فخورة كوني سعودية، وفخورة كوني فنانة سعودية، فخورة بالدعم الذي أحظى به من بلدي.. أقول: الله يديم الأمن والأمان والنجاح، ونبقى في القمة، وكلَّ عام وبلدي والشعب السعودي بألف خير.