أقامت دار المجوهرات الفرنسية العريقة "بوشرون" (Boucheron) فعالية بعنوان "لا ميزون" (La Maison)، وهي تجربة أنيقة يحتضنها غاليري "لَكُم آرتسبيس" (Lakum Artspace) بمدينة الرياض، وهو فضاء مخصّص لأسلوب الحياة العصري، أسّسته نعمة السديري، حيث تجتمع الموضة والتصميم والفنّ وفنون الطهي.
 وحظيت المدعوات لهذا الحدث الأول من نوعه لدار بوشرون في المملكة العربية السعودية، بفرصة الغوص في عالم المجوهرات، من خلال الرسوم الرقمية، وتجارب الواقع المعزّز، ومفاجآت أخرى توفّر تجربة غامرة وتفاعلية، واستعرضت الأسلوب والابتكار والتراث وفن الحياة الفرنسي، وهي أبرز العناصر المتجذّرة في فلسفة وهوية "بوشرون" (Boucheron). 

 تجربة فريدة وغامرة
 للاستمتاع برحلة شخصية، واكتشاف أسلوب "بوشرون" الخاص بكل ضيفة، كان على كل زائرة أن تدخل موقعاً مصغّراً على هاتفها الجوّال، والإجابة على بعض الأسئلة المتعلّقة بذوقها وشخصيتها، وذلك من أجل إنشاء تفضيلاتها الشخصية بأسلوب "بوشرون"، والحصول على رمز الاستجابة السريعة (QR) الخاص بها، لمسحه ضوئياً أثناء التجربة الفعليّة، ما يمكنها من الاستمتاع بمجموعة مختارة من المجوهرات الشخصية، ومشاركة تلك التوصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
 وبالإضافة إلى مبتكرات "بوشرون" (Boucheron) للخريف والشتاء، تعرفت المدعوات إلى مجموعات مجوهرات "بوشرون" الشهيرة، مثل: Quatre، وSerpent Bohème، وJack de Boucheron.
 

 عملاء مثقفون
 وفي هذا الصدد، قالت هيلين بولي-دوكان، الرئيس التنفيذي لدار بوشرون، مشيدةً بقيم المملكة العربية السعودية، التي تشكلت من خلال تراثها وتقاليدها: "الشرق الأوسط منطقة مهمّة لأعمال بوشرون. فهي واحدة من أول الأسواق التي وجدت فيها الدار - نحن في الواقع أحد أقدم صاغة المجوهرات وجوداً في المنطقة – ولاتزال تملك إمكانات هائلة، وتظلّ جزءاً بالغ الأهمية في ما يتعلّق بمحفظة عملائنا. نحن نعمل ضمن فئة نخبوية من السوق، حيث نبيع مجوهراتنا لعملاء مثقفين في مجال المجوهرات، وذوو خبرة يشترون الاستثمارات من خلال تصاميمنا، فضلاً عن الأحلام. كما أننا فخورون جداً بعملائنا المحليين، إذ لديهم فهم وإدراك أفضل للدار، من حيث قيمها وشخصيتها. لهذا اختارت بوشرون المملكة العربية السعودية لإطلاق فعالية (لا ميزون) La Maison في دول مجلس التعاون الخليجي".
 

 إحساس حيّ بالتراث
 من المعروف أن أرشيف دار بوشرون Maison Boucheron، هو من الأروع في ساحة فاندوم، وهو الذي يتيح للدار تشبّع الرؤية التاريخية والأساليب التي ورثتها، ويحثّها على تفعيل تلك الأساليب وصفلها لتقودها إلى المستقبل. وتستمرّ تلك المحفوظات الوفيرة والثمينة في إلهام الاستوديو الإبداعي لدى الدار، والتأثير في الحرفية وإتقان الصنع الكامنَيْن في مجموعات المجوهرات الرفيعة، مثل مجموعة Histoire de Style. 
 واكتشف الزائرات هذا التراث، من خلال مكتبة مطلية باللون الأحمر في "سينوغرافيا" مستوحاة من "الصالون الصيني" (Salon Chinois)، وهي خزانة سرية مستلهمة من الطراز الصيني، أوصى بصنعها فريديريك بوشرون في بداية القرن العشرين، ولاتزال موجودة في 26، ساحة فاندوم، حيث المقرّ الرئيسي للدار.
 

 بين الماضي والحاضر
 في هذه المكتبة، وجدت الزائرات مجموعة مختارة من القطع من مجموعة المجوهرات الراقية الجديدة Histoire de Style، التي أُطلِقَت في يناير 2021. ولتصميم هذه المجموعة، عمدت كلير شوان، المديرة الإبداعية لـ"بوشيرون"، إلى البحث في الأرشيف حول حقبة الفنّ التزييني "آرت ديكو"، واستخراج نقاء الخطوط والبساطة الجذرية، لتشكيل جسر بين الماضي والحاضر، وإظهار الجوهر الخالد للمجوهرات الراقية. وأحيط الزوار بشاشات رقمية بثت مقاطع فيديو وصور المجموعة، كما أتيح لهنّ تجربة القطع في الواقع المعزّز على الموقع المصغّر.
 بالإضافة إلى ذلك، اكتشفت الزائرات مجموعة من القطع التراثية من فترة "آرت ديكو"، مثل: السوار الماسي المزيّن بالمينا الأسود منذ عام 1920، وساعة اليد الماسية والبلاتينية منذ عام 1929. وهاتان القطعتان اللتان كُشَف عنهما لأول مرة في المملكة العربية السعودية، هما دليل ساطع على الخبرة والإبداع المميّزين لإبداعات الدار من تلك الحقبة. 
 

 ابتكار في خدمة الشِعر والعاطفة
 وتماماً كما في التعبير، الذي تنقله مجموعة Carte Blanche للمجوهرات الراقية من "بوشرون" (Boucheron)، فإن الابتكار يسترشد دائماً بحلم إبداعي. فالبحث والتطوير هما في صميم قيم "بوشرون"، ومنذ عام 1858، عملت الدار على ترسيخ مكانتها كاسم مرادف للابتكار والرؤية. وإلى ذلك، فإن بوشرون هي دائماً في بحث مستمرّ عن تقنيات فنية وجمالية جديدة، وعلى مدى السنوات الـ163 الماضية، أصدرت الدار أشكالاً وتصاميم جديدة وثورية من المجوهرات، من خلال ابتكار طرق جريئة لارتدائها، وإدخال مواد غير عادية، وكلها كان لها تأثير دائم في تاريخ المجوهرات الفرنسية.
 وفي غرفة الابتكار، اكتشفت الضيفات كيف جمعت دار بوشرون Maison Boucheron بين التقنيات العلمية المتطوّرة، وخبرات الأجداد في ورش العمل الخاصة بها لإنشاء قطع مجموعة Carte Blanche للمجوهرات الراقية، والتي تسخّر الابتكار والإبداع لخدمة الشِعر والعاطفة.
 وقامت كل مدعوة بمسح رمز الاستجابة السريعة الخاص بها عند مدخل غرفة الابتكار. واعتماداً على ملامحها، تم غمرها إما بأجواء وردية اللون أو زرقاء سماوية، بمحيط مخصّص لقطع المجوهرات الراقية المبتكرة، ألا وهي خواتم "Fleurs Éternelles"، وسوار "Goutte de Ciel". 

 مقدمة في فنّ الحياة الفرنسي ART DE VIVRE
 مقرّ "ميزون بوشرون" الرئيسي في ساحة فاندوم الباريسية الشهيرة، هو أكثر بكثير من مجرد بوتيك، حيث تم تصميم هذا المنزل الرائع في 26، ساحة فاندوم – وهو قصر بوشرون الخاص - ليشعر الزائر كأنه في منزله الخاص. وهذا الشعور بالترحيب كان في صميم قيم فريديريك بوشرون، الذي لطالما اعتبر عملاءه أصدقاء له، وتظلّ هذه الرؤية محورية بالنسبة إلى الدار حتى يومنا هذا.
 
 ومع أخذ هذا المعنى بعين الاعتبار، تنتهي التجربة مع لحظة من فنّ الحياة الفرنسي Art de Vivre في حديقة بوشرون الشتوية (Boucheron Jardin d’Hiver) المستوحاة من الدار الواقعة عن 26، ساحة فاندوم. ففي هذا المكان المفعم بالأجواء الدافئة وسط الأشجار، تمت دعوة الحضور لاحتساء القهوة وتذوّق مجموعة مختارة من المعجّنات الفرنسية النموذجية. كما عرضت مبتكرات من مجموعة الحيوانات "Animaux"، وإبداعات أخرى مستوحاة من الطبيعة.