يعتبر مرض سرطان الثدي من الأمراض التي تصيب النساء حول العالم من مختلف الأعمار والجنسيات، وقد تتكاسل المرأة عن عمل الفحوص الدورية المناسبة للكشف المبكر والاطمئنان على سلامتها، اعتقاداً من البعض أن الأشعة الصادرة عن "الماموغرام"، مثلاً، قد تضرهن أكثر من فوائدها، فضلاً عن الكثير من الاعتقادات والشائعات المغلوطة.. هنا التقت "زهرة الخليج" الدكتورة تغريد المحميد، استشارية الجراحة العامة في مستشفى الزهراء بدبي، لتوضح بعض المعلومات المهمة عن سرطان الثدي، وتجيب عن بعض التساؤلات التي تدور في أذهان كثير من النساء.. فكان الحوار التالي:

  • الدكتورة تغريد المحميد

أعراض الإصابة
ما أعراض الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء؟
هناك مجموعة من الأعراض منها: وجود كتلة تختلف عن نسيج الثدي، وتغير حجم الثدي أو شكله، أيضاً تغير ملمس الجلد المحيط بالثدي، ورجوع حلمة الثدي للداخل، وقد يحدث احمرار جلد الثدي أو وجود قشرة، أو خروج إفرازات وسوائل من الحلمة، فضلاً عن وجود ألم مستمر في منطقة معينة بالثدي في بعض الحالات، أو وجود كتلة تحت الإبط في حالات معينة.

متى تجب استشارة الطبيب؟ وفي أي عمر يبدأ الفحص الدوري؟
في حال ظهور أي من الأعراض أو التغيرات في شكل أو ملمس الثدي كما ذكرت، تجب زيارة الطبيب للاستشارة، وبشكلٍ عام يُنصح بعمل الفحوص المنزلية الدورية شهريًا، والفحص عند الطبيب مرة سنويًا، ابتداءً من سن 25، بالإضافة لإجراء فحص "الماموغرام" السنوي من عمر 40 فما فوق.

هل وجود كتلة بالثدي يعني الإصابة بالمرض؟
أبدًا، الكتلة لا تعني بالتأكيد وجود ورم سرطاني، فمن الممكن أن تكون الكتلة الصلبة في أنسجة الثدي مجرد كيس مملوء بالسوائل أي "كتلة حميدة"، ومن الممكن أيضًا أن تكون تليفات بالثدي، لا علاقة لها بالسرطان.

كوني مطمئنة
ما النصيحة التي توجهينها إلى المرأة التي شخصت بمرض سرطان الثدي؟
أهم نصيحة أن تكون مطمئنة، وأن تبعد الخوف عنها، وأن تحرص على اتباع نمط حياة صحي بممارسة الرياضة والأنشطة البدنية والحفاظ على نظام غذائي صحي، بتناول المزيد من الأغذية النباتية، مثل: الحبوب، والخضراوات، والفواكه، وتناول كميات أقل من اللحوم الحمراء، وتجنب اللحوم المصنَّعة، أيضاً تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية والمشروبات السكرية، والإقلال من الملح، وتجنب المواد الحافظة. فمرض السرطان لم يصبح كالسابق، ومع تطور الطب والأبحاث التي أجريت على مر سنوات أصبح العلاج متوفرًا لجميع المراحل، وكلما كانت المرأة متعاونة مع الطبيب زاد ذلك فرص نجاح العلاج.

ما صحة الاعتقاد الشائع أن مزيلات العرق تسبب سرطان الثدي؟
لا توجد دراسات علمية تثبت ذلك، فكلها نظريات تحتاج إلى إثبات علمي، وعليها الكثير من علامات الاستفهام.

ينقذ حياة الكثيرات
ماذا عن التعرض باستمرار لأشعة "الماموغرام".. هل يؤثر في أنسجة الثدي؟
ليس هناك أي قلق أو خوف من تأثير أشعة "الماموغرام" في الثدي لأنه تعرض خفيف جدًا، والفائدة منه أعلى بكثير من الخطر البسيط جدًا المحتمل أن ينتج عنه، لاسيما أن الإنسان يتعرض يوميًا لإشعاع من البيئة المحيطة أعلى بكثير من إشعاع "الماموغرام"، وأشعة "الماموغرام" تنقذ حياة الكثيرات.

هل يؤثر الضغط النفسي والتوتر في المناعة، ومن ثم الإصابة بسرطان الثدي؟
أشارت الدراسات والأبحاث، التي أجريت لمعرفة ما إذا كانت هناك علاقة بين الضغط العصبي والتوتر والقلق وتأثيرها في المناعة وزيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي، وجميعها أكدت أنه لا علاقة بينها نهائيًا، ومع ذلك تلعب الصحة النفسية دورًا مهمًا وتأثيرًا كبيرًا في جودة حياتنا التي نعيشها، ومن المهم الحفاظ عليها دائمًا.

هل استخدام الميكروويف يسبب سرطان الثدي، كما هو شائع؟
يمكننا القول بأنها مجرد إشاعات وافتراضات غير صحيحة، فالأشعة داخل الميكروويف ليست من الأشعة الضارة، وفي كل الأحوال لا تخرج هذه الأشعة من داخل جهاز الميكروويف، حيث يكون الباب مغلقاً عند تشغيله.

نمط حياة صحي
ما سبل الوقاية من سرطان الثدي؟
سرطان الثدي يُعامل مثل العديد من الأمراض، ويمكن تقليل فرص الإصابة به، من خلال: ممارسة نمط حياة صحي، والمحافظة على ممارسة الأنشطة البدنية والرياضة، واتباع حمية غذائية للحفاظ على وزن مثالي، وتجنب الوزن الزائد، أيضاً تجنب المشروبات الكحولية والتدخين بجميع أنواعه، والمحافظة على الرضاعة الطبيعية لأطول مدة ممكنة، ومن المهم أيضاً تجنب العلاجات الهرمونية في مرحلة انقطاع الطمث.