يعتبر مدير الشركة حجر الأساس الذي يبنى عليه البناء، فإما أن يكون ضعيفاً فينهار البناء، أو أن يكون صلباً فتنجح الشركة وتتميز وتحجز مكاناً لها وبقوة بين الشركات العملاقة التي تنافس في العالمية، فالمدير المتميز هو من يستطيع أن يقود مرؤوسيه بحكمة وذكاء ليصل بالشركة إلى أعلى مكانة. لذا وبحسب الدكتورة ياسمين المهيري، استشاري ومدرب حياة في العلاقات الاجتماعية بالعمل، فإن المدير الفاشل هو من يُشعر الموظفين بضغط كبير مع كل مهمة تطلب منهم، ويتعامل معهم كالآلة التي لا تشعر ولا تتأثر، والمطلوب من الموظف فقط إنجاز المهام.. في السطور التالية توضح صفات المدير الفاشل وكيفية معالجتها:

عدم التواصل

تقول المهيري: المدير الفاشل ينعزل تماماً عن حالة الموظف الشخصية مثل اهتماماته ومشكلاته العائلية، أيضاً علاقته مع زملاء العمل وما يؤرق حياته الشخصية، ويطلب منه دائماً فقط نتائج العمل وكشف إنتاجيته خلال الأسبوع الماضي مثلاً، فالموظف بالنهاية بشر قبل أن يكون تحت إدارتك.

وتشير المهيري إلى أن الصحيح هو أن تتواصل مع الموظف بشكل مباشر وتهتم بأموره الشخصية، وتُشعره بأنه ينتمي للمؤسسة التي يعمل بها، وأنها بيته الثاني الذي يجد فيه الملاذ من متاعب الحياة.

عدم التقدير

من صفات المدير الفاشل، بحسب المهيري، أنه لا يهتم أبداً بإنجازات الموظف، لا عن طريق التقدير المادي من خلال المكافآت والترقيات، ولا حتى عن طريق التقدير المعنوي من خلال المدح والثناء أمام زملاء العمل، أو حتى بشكل شخصي؛ فيشعره مهما قدم من إنجازات بأنها لا تستحق.

وتشير إلى أن الصحيح هو تقدير مجهودات الموظف ومدحه باستمرار، كلما أنجز في عمله من أجل تشجيعه، ودعمه حتى يقدم المزيد.

عدم الانتقاد

تؤكد المهيري أن من صفات المدير الفاشل انتقاد الموظف بطريقة سلبية أمام زملاء العمل، وإهانته وتوبيخه إذا أخطأ.

وتذكر المهيري أن الصحيح هو أن يحاول المدير التعرف إلى السبب الذي أدى إلى إخفاق الموظف وعدم قدرته على إنجاز المهام المنوطة به. وقبل توجيه الانتقاد، عليه أن يذكر له نقاط القوة، ويقدم له الشكر على ما قدم من عمل، خلال فترات عمله السابقة، حتى يتقبل الموظف الحديث، ولا يشعر بالإحباط نتيجة الانتقاد السلبي، وهذا هو النقد البناء.

عدم معرفة قدرات فريق العمل

وتلفت المهيري النظر إلى أن المدير إذا لم يعرف مهارات وقدرات كل موظف، فسيكلفه بأشياء لن يستطيع إنجازها، لأنها غير مناسبة له.

وتشير إلى أن الصحيح هو أن يعرف المدير قدرات كل موظف، وبالتالي يكلفه بمهام يستطيع إنجازها بسهولة، وسيضفي ذلك على جو العمل الكثير من الراحة، خاصة بالنسبة للموظف، عندما ينجز ما يتناسب مع شغفه ومهاراته، وبالتالي ستكون النتيجة الحصول على عمل بأقل جهد ممكن وعدم هدر الوقت، وبجودة عالية.

عدم الانتباه لأهمية لغة الجسد

تشير المهيري إلى أن لغة الجسد تشكل 93% من عناصر التواصل، فلابد على المدير إذا أراد أن ينجح في إدارته أن ينتبه إلى لغة جسده، خلال وجوده مع الموظفين، فمثلاً قد ينشغل المدير بالهاتف، خلال حديثه مع أحدهم، وأحياناً يمشي بتفاخر وتعالٍ رافعاً رأسه بطريقة تجعل الموظفين يهابون التحدث معه، بالإضافة إلى إيماءات وتعابير الوجه، التي قد تدل على الاستهزاء أو السخرية أو عدم الرغبة في استكمال الحديث، فقط من خلال تعبير الوجه دون أن ينطق بكلمة واحدة.

وتذكر أن الصحيح هو أن يفتح المدير أبواب مكتبه للجميع في كل وقت، ويتسم بالتواضع خلال حديثه مع الآخرين، وينظر في عينيك عندما يتحدث معك ويمنحك شعوراً بأنك زميل العمل، ولست مرؤوساً في العمل، ومن صفاته المهمة نثر السعادة في المكان، من خلال ابتسامته الدائمة، وإلقاء التحية على الجميع.

إقرأ أيضاً:  العد التنازلي.. خمسون يوماً للخمسين
 

عدم الإنصات

وتشير المهيري إلى أن عدم إصغاء المدير للمرؤوسين يجعل بيئة العمل مملة، وفيها نوع من أنواع التسلط والتحكم، فهو يرغب في فرض رأيه مهما كان خطأ، ولا يستمع لآراء الآخرين، وعدم الانفتاح خلال الحوار حتى يتم تطوير العمل.

وتلفت النظر إلى أن الصحيح، حتى ينجح المدير في إدارة الشركة أو المؤسسة، أن يستمع لأفكار الموظفين ويناقشها بحيادية وموضوعية بما يصب في مصلحة العمل، ودائماً يشجع الأفكار الجديدة والحوارات الإيجابية البناءة، ويحترم رأي الآخرين ويقدرها، حتى يشعر الموظف بالأمان العاطفي والتحدث معه بأريحية، ولا يشعر بالخوف من ردة فعله غير المتوقعة، لأنه في الأغلب لن يتقبل غير ما يدور في باله فقط، وبالتالي يفتح أبواب الابتكار والإبداع على مصاريعها.