شهد موقع تصوير أميركي مأساة صادمة عندما استخدم الممثل الأميركي أليك بالدوين مسدساً مزيفاً في تصوير فيلم "راست" وأصاب المخرج جويل سوزا بجروح، وقتل مديرة التصوير هالينا هتشينز.
 وفي حين أرسل العديد من الناس التعزية والصلوات للسيدة هاتشينز البالغة من العمر 42 عاماً، عانى بالدوين صدمة، ورصدته إحدى الصحف المحلية وهو يبكي خارج مكتب عمدة مقاطعة "سانتا في".
 وفي أول تعليق له بعد الحادث، عبّر بالدوين عن صدمته الشديدة ‏وقال الممثل في حسابه على "تويتر": "لا توجد كلمات تعبر عن صدمتي وحزني على الحادث المأساوي الذي أودى بحياة هالينا هاتشينز الزوجة والأم، زميلتنا التي تحظى بإعجاب عميق". وتابع بالدوين: "أتعاون بشكل كامل مع تحقيقات الشرطة لمعالجة كيفية حدوث هذه المأساة، و‏أنا على اتصال بزوجها، وأقدم الدعم له ولأسرته، قلبي محطم من أجل زوجها وابنها، كل من عرف هالينا وأحبها".
 وعلى الرغم من أنّ هذه الواقعة صادمة ونادرة، إلا أنّها ليست فريدة من نوعها، حيث سببت هذه الأسلحة المزيفة بعض الإصابات والوفيات خلال العقود السابقة.

 ما المسدس المزيف؟
 يُستخدم الممثلون المسدسات المزيفة في الأفلام والمسلسلات لمحاكاة الأسلحة الحقيقية، وتبدو هذه الأسلحة واقعية للغاية؛ لأنّها في الحقيقة أسلحة نارية معدَّلة تستخدم رصاصاً مزيفاً يحتوي على بارود من دون قذيفة، حتى يصدر السلاح صوتاً مدوياً وارتداداً، وما يُعرف باسم وميض الفوهة أو الشرار الذي ينتج عن انفجار البارود داخل السلاح.
 
 أحداث سابقة
 لا تعد حادثة قتل أليك بالدوين لزميلته في مكان التصوير الأولى من نوعها، إذ سبق أن شهدت مواقع تصوير أفلام سينمائية عدة مثل هذه الحوادث الأليمة التي ذهب ضحيتها ممثلين عدة، أبرزهم:

 براندون لي
 توفي براندون لي، نجل أسطورة الفنون القتالية بروس لي، عن عمر يناهز 28 عاماً فقط في عام 1993 أثناء تصوير فيلم The Crow ، عندما تم إطلاق النار عليه من مسدس مزيف يحتوي على ما يُعرف بالـ dummy round ، وهو الرصاص الذي لا يحتوي على بارود، بدلاً من رصاص الصوت التقليدي.
 أدى إطلاق هذا النوع من الرصاص، والذي يُستخدم لتصوير مشاهد تكون فيها الأهداف بعيدة في مشهد كان فيه البطل قريباً، إلى مقتل براندون لي أمام الكاميرات التي استمرت في التصوير حتى النهاية، قبل أن يُدرك طاقم الفيلم أنّ النجم لم ينهض في نهاية المشهد.

 جون إريك هيكسم
 في عام 1984، بدأ الممثل الأميركي جون إريك هيكسم، المحبط من تأخير تصوير الفيلم، في المزاح في موقع تصوير برنامج تلفزيوني ووضع رصاصة مزيفة في مسدس مزيف ووضع المسدس على صدغه وأطلق النار.
 وعلى عكس لي، لم تقتله القذيفة، لكن قوة الانفجار كانت قوية بما يكفي لكسر جمجمته وتوفي بعد أيام في المستشفى.

 من المسؤول عن الأسلحة المزيفة؟
 هناك قواعد صارمة حول استخدام الأسلحة النارية والمزيفة في التصوير، وهناك مسؤولون ومختصون في مواقع التصوير عن الأسلحة المزيفة وصيانتها وتأمينها، لكن في بعض الأحيان تحدث أخطاء بشرية، والتي يُمكن أن تكون خطيرة؛ نظراً لأن الأسلحة المزيفة المستخدمة في تصوير الأفلام تستخدم باروداً إضافياً لجعل التأثير البصري أقوى.