انطلقت مسابقة "جنك كوتور"، المتخصصة في الأزياء المستدامة لجيل الشباب رسمياً في الإمارات، حيث تقدم مفهوماً فريداً لتشجيع الطلاب من الإمارات والشرق الأوسط على تعزيز الاستدامة، وتمكينهم من صنع أزياء مدهشة من مواد وعناصر قابلة لإعادة التدوير، والتي غالباً يتم تصنيفها على أنها "مواد خردة" (جنك). 

تهدف المسابقة لاكتشاف المهارات الإبداعية للمواهب العربية، وعرض أعمالهم على شريحة واسعة من الجمهور في الإمارات، والشرق الأوسط والعالم.

وحول أهمية هذه المسابقة في دعم الشباب واكتشاف مواهبهم لخلق أزياء من المهملات، كان لـ"زهرة الخليج" حوار مع تروي أرمور، الرئيس التنفيذي لـ"جنك كوتور" في أبوظبي.

*أخبرنا عن أهداف "جنك كوتور" في الإمارات؟

- عندما أجرينا أول بحث شامل عن دولة الإمارات العربية المتحدة، وشاهدنا كيف كانت تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وجدنا أيضاً أن رؤيتها للخمسين عاماً القادمة تستند إلى التطور والإلهام والإنجاز. لقد أسعدنا أن نرى هذه الرؤية الفريدة التي تتماشى تماماً مع روح "جنك كوتور". نريد نحن والإمارات إنشاء مجتمع أكثر شمولًا وإبداعاً لدى الشباب والتأكيد على الاستدامة، لذلك قررنا أن الإمارات هي المكان الأمثل بالنسبة لنا لإطلاق "جنك كوتور" في منطقة الشرق الأوسط.

من خلال جولة "جنك كوتور" العالمية، نريد تثقيف الشباب في الإمارات بخصوص تغير المناخ والاستدامة، وتعزيز التعبير الإبداعي بين الشباب، وإحداث تغيير إيجابي دائم للمساعدة في معالجة القضايا البيئية.

* كيف تساهم "جنك كوتور" في تطوير مواهب مصممي الأزياء، خاصة الطلاب في الإمارات؟

- تسعى "جنك كوتور" إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها الشباب اليوم إلى المواد القابلة لإعادة التدوير (المهملات)، وتوضيح كيف يمكن تجديد الأشياء غير المرغوب بها وتحويلها إلى أزياء غاية في الروعة. وبالتأكيد سيتمكن طلاب المدارس من الوصول إلى مجموعة من الأدوات التعليمية والفصول الدراسية وخطط التوجيه لمساعدتهم على بناء مهاراتهم واتخاذ خطواتهم الأولى في عالم التصميم المستدام وإحداث فرق على هذا الكوكب، بالإضافة إلى تكوين صداقات جديدة واكتساب مهارات بناء الفريق وسيتمكن المشاركون أيضاً من اكتساب المنح الدراسية وخبرات السفر التي لا تقدر بثمن.

* ما أهم تصاميم الأزياء المطلوبة؟ ومن أين توفرون مصادر مواد الخردة (الجنك)؟

- إن نمط الأزياء المطلوبة مستوحاة من فكرة "جنك كوتور" نفسها، وعلى الطلاب استلهام خيالهم لإبهار لجنة الحكام. إنها تجربة مغايرة لهم من أجل التعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي ورواية قصصهم من خلال تصميم الأزياء المستدامة، وأدائهم في النهائيات المقرر عقدها في سبتمبر 2022.

وبالتأكيد نشجع الطلاب على ابتكار العديد من تصاميم الأزياء المبهرة مثل ميت غالا، وأيضاً من الهندسة المعمارية المثيرة للاهتمام والفنانين واللوحات وثقافتهم الشخصية. ويمكن أن يساعد ذلك في تحديد نمط ملابسهم والمواد التي يريدون جمعها ودمجها.

وفي ما يتعلق بمصادر المواد، فإننا نحث الطلاب على إيجادها من طبيعة مجتمعهم المحلية، في حين يتواصل العديد من المصممين مع الشركات المحلية لجمع العناصر المهملة لهم، على سبيل المثال المقاهي والمطاعم لجمع أغطية الزجاجات، وغيرها الكثير. من جهة ثانية، من المهم بمكان إشراك العائلة والأصدقاء والجيران للحصول على المواد من النفايات، فمثلاً يمكن التفكير في عدد كبسولات القهوة التي تستخدم مرة واحدة، والتي يتم التخلص منها يومياً، لذلك هناك مصادر متعددة للمهملات يجب البحث عنها وإعادة تشكيلها لتصبح أزياء ذات قيمة جمالية وفنية.

* ما عدد طلاب المدارس المستهدفين في المسابقة القادمة؟

- يمكن التسجيل في "جنك كوتور" بشكل مجاني لجميع الطلاب الذين تراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً، والذين حالياً في مرحلة التعليم الثانوي، وسيُطلب من المشاركين تصميم ملابسهم المبتكرة، وإنشاؤها ونمذجتها في محاولة لتأمين مكان لهم في نهائيات "جنك كوتور وورلد"، المقرر عقده في سبتمبر 2022.

إقرأ أيضاً:  «ديور» تكشف النقاب عن متجر مؤقت بمفهوم فريد.. بالتعاون مع «WASP»
 

وهناك الطلاب الذين أكدوا مشاركتهم من عدة مدارس، بما في ذلك جميس فريست بوينت، والصفا كوميونيتي سكول، وجيمس ويلنجتون أكاديمي في دبي، فضلاً عن مدرسة أسبن هايتس البريطانية، ومدرسة الخُبيرات البريطانية، ومدرسة المجتمع الأميركي في البطين بأبوظبي.

* حدثنا عن دور "جنك كوتور" في تعزيز الابتكار المختلف في تصميم الأزياء عند الجيل الجديد؟

- يحفز "جنك كوتور" على الابتكار من خلال تقديم مسابقة سنوية تدفع الشباب إلى تصميم أزياء مذهلة تماماً، كما فعل الفائزون في الإصدارات السابقة.

من أجل تحقيق النجاح، نقترح أن ينظروا إلى النماذج السابقة، ويسألوا أنفسهم: "كيف أفعل شيئاً مختلفاً، وحتى أكثر إبداعًا؟".

ومن منصة "جنك كوتور"، سيشرعون في رحلة التطوير الذاتي والاكتشاف، التي تمكن إبداعاتهم عبر الأنشطة المختلفة وبرامج التوجيه.

تأسست "جنك كوتور" في أيرلندا عام 2010، وقد شارك خلالها حتى الآن 100 ألف مشارك، وأنتجت 15 ألف تصميم مميز، وأذهلت الجماهير عبر 60 عرضاً متحفاً.