بينما يكافح العالم لاستعادة الأنماط الطبيعية للحياة بعد نحو عامين من الإغلاق والقيود جراء جائحة كورونا، قدمت مدن أوروبية عدة في "إكسبو 2020 دبي" تجربتها في بناء مجتمعات تساعد على منح قاطنيها تجارب أفضل قوامها التشارك وبناء جسور العمل الجماعي.

واستعرضت ثماني مدن أوروبية تجاربها في محاولة تغيير الطريقة التي يحيا بها البشر من أجل مزيد من التواصل الفعلي بعد أشهر طويلة من الانعزال بفعل الإغلاق، حيث اضطر الناس خلالها للاعتماد على التكنولوجيا للتواصل رقمياً في ما بينهم.

واستضاف الجناح الإيطالي في "إكسبو 2020 دبي" ممثلين عن ثماني عواصم للثقافة الأوروبية، وبينها مدينة "ماتيرا" بوصفها عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2019، خلال العام السابق مباشرة لبدء الجائحة. وقدم ممثلوها مبادرتهم للتواصل مع الدول العربية بعد توقيع مذكرة تفاهم لهذا الغرض عام 2018.

وقالت باربرا جيسلر، مديرة وحدة أوروبا المبتكرة: "في مواجهة كل الظروف الصعبة الحالية، يجلب لنا إكسبو 2020 دبي الأمل، ويضيء لنا الطريق، من خلال جمع المشاركين من مختلف أنحاء العالم رغم الصعوبات".

وأضافت متحدثة عبر الفيديو للمشاركين في فعالية (عواصم الثقافة الأوروبية في إكسبو 2020 دبي): "لكي نبني على هذا الزخم الإيجابي، يقدم لنا إكسبو 2020 دبي منصة لنتشارك الأفكار، ونزيد الوعي لنتصدى للتحديات الكبرى التي تقف أمام العالم".

وينقسم برنامج الفعالية إلى أربعة أقسام، بينها العرض الموسيقي (صوت مفتوح)، الذي تقدمه مدينة ماتيرا كجسر بين الموسيقى المعاصرة وموسيقى عرفت في إقليم لوكانيا بجنوب إيطاليا.

إقرأ أيضاً:  افتتاح «جناح المرأة» في إكسبو 2020 دبي.. الهاشمي: مساواة المرأة وتمكينها ضرورة
 

ويقول منظمو الفعالية إنها تهدف لمشاركة مبادرة عواصم الثقافة الأوروبية التي ساهمت في تحويل مدن بعينها إلى مجتمعات أكثر استدامة وجمالاً وقدرة على استيعاب الجميع.

وسلط كارلو راتي، أستاذ التصميم بكلية ماساتشوستس للتقنية، والمصمم المشارك للجناح الإيطالي، الضوء على أهمية المدن في مساعدة البشر على العيش بطريقة فعلية، وليس رقمية.

وقال لـ"خدمة إكسبو الإخبارية": "أنظر لما حدث العام الماضي حينما قال كثيرون إنها النهاية بالنسبة للمدن وللحياة الفعلية، وتسابقت الشركات في تشجيع موظفيها على العمل من المنزل. أنظر لحجم الخطأ في هذا القول! اليوم يسعى العالم لإعادة الفتح، وأعتقد أن إكسبو 2020 دبي، بوصفه أول حدث ضخم بعد الجائحة، يظهر أهمية المساحات الفعلية".

وأضاف راتي: "من المهم للغاية أن ندرك أن في المساحات الفعلية أشياء لا يمكن أن تتوفر في المساحات الرقمية، ويجب ألا نتجاهل أهمية التواصل في ما بيننا بالطرق التقليدية والاستفادة من التجربة المهمة التي قدمتها فترة الجائحة للجميع".