العالم بين أيدينا، من الأول من أكتوبر، وحتى نهاية مارس 2022، و6 أيام عطلة للموظفين فرصة لاستكشافه مع الأسرة والأصدقاء. 

سنحت لي فرصة زيارة إكسبو هانوفر - ألمانيا 2000، وأيضاً إكسبو شنغهاي 2010، وكانت من أروع التجارب، حيث اطلعنا على ثقافات عدة، ودول لم أكن أعلم بوجودها أصلاً. أما شنغهاي، فقد كانت كأنها رحلة عبر آلة الزمن إلى المستقبل؛ فقد تعرفت - لأول مرة - إلى السيارات الطائرة، وعجائب الذكاء الاصطناعي.

وكلي فخر بزيارة الجناح الإماراتي في كلا البلدين، وأسعدني اهتمام وإقبال الضيوف على التعرف إلى ثقافتنا المحلية. ودهشة الشعوب من احترافية جداتنا في (سف الخوص)، وأجدادنا (في صناعة الليخ والقراقير)، في حين تعتمد هذه الدول الصناعية الكبرى على المصانع. وأذكر أن الجناح الإماراتي في هانوفر قد خصص يوماً للمأكولات البحرية، وقد وجه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، بإرسال طائرات خاصة مشحونة بأصناف مختلفة من الأسماك الطازجة، التي تم طهيها على الطريقة الإماراتية لجميع ضيوف الجناح مجاناً. 

إقرأ أيضاً:  د. عائشة بن بشر تكتب: العقول والمستقبل
 

حصل الجناح الإماراتي في هانوفر، حينها، على جائزة أفضل جناح من بين 159 دولة مشاركة، وبلغ عدد الزوار أكثر من 5 ملايين زائر، ما يقارب الـ30% من إجمالي زوار المعرض. 

أحياناً.. نكتشف شيئاً لم يكن في الحسبان، مثل تحية الأنف الموجودة منذ القدم في شبه الجزيرة العربية، فهي - أيضاً - موجودة في القطب الشمالي (الإسكيمو)، وأيضاً عند قبائل الماوري في نيوزيلندا. 

قال تعالى في كتابه العزيز (في سورة الحجرات 49، الآية 13): «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا»؛ فلنجعل «إكسبو 2020» فرصة للتعرف إلى 192 دولة، ونحيي التقدير والإعجاب بالاختلافات أيضاً، وليس فقط بالعادات المتشابهة.