تستعرض تجربة "مدن المستقبل"، وهي واحدة من تجارب الزائر التي ينظمها "إكسبو 2020 دبي"، التطورات التي تغير نمط حياتنا في المستقبل، وتوفر جولة على أجنحة الدول التي تظهِر كيف تساهم المواد المتطورة، والتقنية الذكية، والبيانات الضخمة، في جعل المواطنين أكثر أمناً، وصحة، وسعادة، وإنتاجية.

وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.8 مليارات نسمة، منهم 6.7 مليارات نسمة تعيش في مناطق حضرية، ما يعني أن مدن المستقبل لا يمكنها أن تتشكل عن طريق الصدفة. وستكون مدن المستقبل المستدامة أحد الموضوعات، التي يجري بحثها في أسبوع التنمية الحضرية والريفية، المقام من 31 أكتوبر إلى 6 نوفمبر، ويبحث "كيف يتعين علينا تغيير أساليبنا في التنقل، والبناء، والاستهلاك، والعيش في موائل المستقبل".

ويحظى زوار "إكسبو 2020 دبي" بفرصة مشاهدة عدد من أحدث الابتكارات عبر تجربة الزائر "مدن المستقبل". ومن المباني التي تضم عناصر طبيعية إلى الأماكن التي يمكنها التغير بسرعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكن أو الأعمال، تثبِت أجنحة الدول هذه كيف يمكننا الازدهار على الرغم من التحديات والتغييرات الحاصلة.

ومن ضمن هذه الأجنحة، يدعو جناح فرنسا الزوار لاستكشاف رؤية الدولة لمدن المستقبل، ويستعرض مشروعات ومجالات تساهم في تطور المدن، من تصميم وسيلة النقل الجماعية التالية إلى تقديم حلول متقدمة، والوصول إلى المناطق النائية.

ويركز جناح بلجيكا على التنقل الذكي، ويبحث كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للمساهمة في حل قضايا عصرنا الأكثر إلحاحاً. ويجسد الجناح روح بلجيكا وهويتها، ويظهِر كيف تشق الدولة طريقها نحو المستقبل، بفضل مهاراتها الصناعية، والتقنية، والعلمية.

ويتألف جناح بولندا، الذي يتمحور حول الطبيعة، من هيكل خشبي يشبه الشجرة، إلى جانب منحوتة حركية تمثل طيوراً محلقة. وفي الداخل، يمكن للزوار التعرف إلى سياسة البلدية، ومشاهدة عرض عن الحلول الحديثة في مجالات التخطيط والتحول الحضري.

وسيكون بانتظار الزوار حلول جديدة في البناء والتخطيط عند زيارتهم جناح إستونيا، وذلك ضمن معرض مميز. وهنا، تقدم عاصمة تالين الإستونية، وثاني أكبر مدن إستونيا "تارتو"، وجامعة "تالتيك" حلولاً للمدن الذكية والمعيشة المستقبلية.

أما جناح ماليزيا، فيسلط الضوء على مدن المستقبل، وكيف تحتاج إلى اعتماد استراتيجيات الحد من البصمة الكربونية مع جميع الفرص والتحديات التي تطرحها. وتحت شعار "تعزيز الاستدامة"، يقدم الجناح نفسه تجربة حية لبيئة خالية من الانبعاثات، إذ سعى مصمم الجناح إلى الحد من الانبعاثات الكربونية في فترة البناء، والعمليات، والمواد المستخدمة.

التشارك في الإبداع

يقع جناح السويد الابتكاري، والتفاعلي، والتعاوني، المعروف باسم "الغابة"، في منطقة الاستدامة، ويحيي منظومة بيئية متنامية ومتوازنة بشكل مثالي. وتحت شعار "التشارك في الإبداع من أجل الابتكار"، تستعرض مجموعة من نماذج أفضل الممارسات عن المدن الذكية، ووسائل نقل الجيل المقبل، والاقتصاد الحيوي الدائري.

وفي جناح غينيا، يمكن للزوار استكشاف كيف يمكن لمبادرة "رؤية 2040" للدولة أن تكون نموذجاً لمدينة المستقبل الأفريقية، مع طرق جديدة لتطوير مساكن مستدامة تكون أكثر تكيفاً ومرونة مع التغير المناخي، وتدمج وسائل قديمة بالتقنية الحديثة.

ويمكن للزوار اختبار مدن الحاضر والمستقبل في مختبر "مدينة المستقبل" داخل جناح ألمانيا، فيما يستكشفون معارض تفاعلية للتعرف إلى آلية عمل المدن في العقود المقبلة.

الذكاء الاصطناعي

ويستعرض جناح الهند "مهمة المدن الذكية"، وهو برنامج حضري يجعل المدن أذكى، وأكثر استدامة في أنحاء القوة الاقتصادية الواسعة بجنوب آسيا.

ومن المنازل الذكية إلى الزراعة الذكية، يضم جناح الصين الكثير من الابتكارات غير المسبوقة، إذ يدعو الزوار لاختبار أحدث تقنيات الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي، والسفر الذكي.

ويعتبر التطوير والبحوث المتقدمة التي تساعد في تصميم مدن المستقبل سمة رئيسة لجناح بادن-فورتمبيرغ، وهو "منزل خشبي هجين" يجسد الابتكار والاستدامة في المنطقة الألمانية.

إقرأ أيضاً:  «إكسبو 2020 دبي» يستقطب 2.35 مليون زائر خلال أكتوبر
 

يذكر أن "إكسبو 2020 دبي" أول الأحداث الضخمة العالمية، التي تُقام منذ بداية جائحة "كوفيد-19"، وقد انطلقت فعالياته في 1 أكتوبر 2021، وتمتد حتى 31 مارس 2022، ويدعو الزوار من جميع أنحاء العالم لنصنع معاً عالماً جديداً، وليخوضوا تجربة من الإبداع البشري، والابتكار، والتقدم، والثقافة تمتد ستة أشهر.