تشارك الإمارات، اليوم الخميس، سلطنة عمان احتفالاتها بيومها الوطني الـ51، في تأكيد على متانة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين.
وتجمع بين البلدين علاقات تاريخية عميقة، وحاضر مشترك، ورؤى مستقبلية واعدة، وقد شهدت العلاقات الإماراتية العمانية، خلال العقود الماضية، نمواً سريعاً في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والسلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

 

 

"عمان منا، ونحن منهم"
ويحمل الاحتفال شعار "عمان منا، ونحن منهم"، حيث تشهد الإمارات مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة، احتفاءً بالذكرى الـ51 للنهضة المباركة لسلطنة عمان الشقيقة، التي تصادف 18 نوفمبر من كل عام.
وتتضمن الفعاليات إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة العمرانية بالعلم العماني، واستقبال الزوار العمانيين القادمين إلى الإمارات عبر المعابر الحدودية والمطارات بالورود والهدايا التذكارية، وتخصيص ختم خاص لجوازات سفرهم من وحي المناسبة، وتفعيل شاشات الطرق والمواصلات، إلى جانب تنظيم فعاليات خاصة للاحتفال بالمناسبة في "إكسبو 2020 دبي"، والقرية العالمية، ومراكز التسوق التجارية.

علاقات عميقة
تقوم العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وسلطنة عمان على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل، وتعد نموذجاً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء. وتعميق العلاقات مع سلطنة عمان يمثل أولوية رئيسية لدى القيادة الإماراتية، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تصريح سابق، قال فيه: "عمان منا ونحن منهم، أخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا، وعلاقات ممتدة نفخر بها وترسخها شعوبنا كل يوم".
بدوره، جسد تصريح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خصوصية العلاقات الإماراتية العمانية وعمقها التاريخي، حيث قال: "الإمارات وعمان أخوة متجذرة، وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة".

 

محطات بارزة
وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والسلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، قد عقدا لقاءً تاريخياً عام 1968.
وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
وفي السياق ذاته، شكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عمان عام 1991، منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية (الهوية)، بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.

حقائق وأرقام
وتُعد دولة الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عمان، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين، خلال عام 2020، نحو 42.3 مليار درهم.
وبلغت نسبة النمو في حجم التبادل التجاري غير النفطي، خلال النصف الأول من عام 2021، نحو 24.1%، مقارنة بنفس الفترة من عام 2020، حيث ارتفعت قيمة التبادل التجاري من 18.98 مليار درهم إلى 23.56.
أما حجم الصادرات الإماراتية إلى سلطنة عمان، فقد سجل نمواً بنسبة 18.1%، خلال النصف الأول من عام 2021، مقارنة بنفس الفترة من عام 2020، حيث ارتفعت قيمة الصادرات من 6.79 مليارات درهم إلى 8.02، وفي المقابل سجلت الاستثمارات العمانية المباشرة في الإمارات نمواً بنسبة 46.8%، مطلع عام 2020، مقارنة بمطلع عام 2019.
ويتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب، شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما، ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات، في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية.