بفضل فرحه بالحياة وصدقه وشغفه بمهنته ورؤيته الابتكارية لعالم المجوهرات، أضحى فريد سامويل صانع مجوهرات رائداً ورجلاً محبوباً من قبل الجميع. وجذبت جرأته الإبداعية، وكرمه، وحرصه على تقديم الأفضل، إليه زبائن أوفياء من كافة أقطار العالم، انطلاقًا من المشاهير، ووصولاً إلى كبرى العائلات الملكيّة، خاصة أولئك الآتين من الشرق الأوسط، فصمّم لهم جواهر وقطعاً استثنائية. واليوم، تعود دار فريد إلى المنطقة هذه من العالم، لتفتتح أول بوتيك لها في دبي. يقول: "كنت أعلم أنّ بريق الأحجار، الذي أحببته إلى هذا الحدّ، سيساعدني على شقّ طريقي في العالم".
ولد سامويل في الأرجنتين عام 1908، واكتشف جمال الأحجار الكريمة، سائرًا على خطى والده في تجارة هذه الروائع. وفي وقتٍ لاحق، أيقظت باريس عين هذا الشاب، فهناك خطا خطواته الأولى في عالم المجوهرات بصفة متمرن على يد تجار شهيرين. وسرعان ما أصبحت الأحجار الملوّنة واللآلئ، التي أضحى بها خبيرًا اكتسب شهرةً عالمية، أسرارًا مكشوفة بالنسبة له. ومتسلّحًا بجرأته وبإيمانه الوطيد بمصيره، افتتح داره في باريس عام 1936. 

 

فريد والشرق الأوسط.. رواية عنوانها الحب والإبداع
بصفته مسافراً شغوفاً، يحب الاطلاع على كافة الثقافات، ويعشق البشرية، احتضن مصمّم المجوهرات هذا العالم، وجعل منه أكبر مصدر وحي له. فتشكّل إبداعه من حياته ومزاجه ورحلاته ولقاءاته. ووضع فريد سامويل الدار التي أسسها في وسط خارطة التأثيرات العالمية. وبموقعه في شارع Royale الباريسي منذ عام 1936، شارك في عدد كبير من معارض المجوهرات، فيما نظّم بعضًا منها في: كان، وموناكو، وسان تروبيه، وميجيف.
وتسمح هذه الأحداث الحصرية للمصمم بلقاء أهمّ هواة المجوهرات والأحجار الكريمة، وإقامة علاقات مميّزة مع العائلات الملكيّة والأميريّة، وبشكلٍ خاص مع الشرق الأدنى والأوسط. وتتواصل الطلبات الخاصّة لهذه الفئة الراقية من الزبائن: أطقم كاملة من المجوهرات الراقية، وتيجان وساعات فاخرة وأطقم من الساعات والإكسسوارات الرجالية المرصّعة. فحبّ فريد سامويل للأحجار الملوّنة وخبرته بها الشهير، سمحا له أيضًا بإنجاز تاج عام 1984، مرصّع بحجر "Blue Moon" الشهير، وهو عبارة عن حبّة ياقوت زرقاء سيلانية استثنائية عيارها 275 قيراطاً، حصلت عليها الدار قبل 4 أعوام، وتم بيعه لأمير عربيّ.

بوتيك فريد الجديدة.. واحة من الريفييرا الفرنسية في قلب الصحراء 
"غالبًا آمنت بأن العيش بالقرب من الضوء، وبعلاقة يومية مع الشمس، لا يحول دون أن يغذي فينا عطشًا أعظم للنّور"، ومن الطبيعي أن يملي هذا النور هندسة البوتيك الجديدة لدار فريد في دبي، الشبيهة بواحة من الريفييرا الفرنسية في قلب الصحراء، واستراحة ممتعة في أجواء دافئة تملأ منزلاً عائلياً. فعلى واجهة من الحجر الرملي اللون، يكسو الذهب الزهري ثلاثة أقواس ضخمة، مستوحاة من أسلوب البحر الأبيض المتوسط. وتلهم خطوطها الواضحة نمط فريد الجديد، الذي يزيّن مدخل هذه الخلجان: مصغّرة ومصطفّة في مجموعة من خمسة، تكشف الأقواس عن أشجار نخيل ومشاهد غياب الشمس على البحر، فتشكل نمطاً بأسلوب الآرت ديكو.

في الداخل، تتبلور كافة معايير فريد وتاريخها الكامل على مساحة 115 متراً مربعاً. وينقسم المكان إلى جزأين: الأول مخصّص للمجوهرات النسائيّة، والآخر للمجوهرات الرجالية، فيستقبل الزبائن، ويقدّم لهم مجموعات أيقونية وأحجاراً كريمة ملوّنة في تلاعب على الأحجام وتبادل الوظائف، ليجسّد جوهر الأسلوب الذي لطالما تميّزت به الدار. ومن خلال لوحات من الخشب الفاتح اللون، أو من الجص المنمّق بطبعة الحبال، وسجادة يزيّنها نمط زبد البحر، ومنضدات ذات أرجل من الخزف بتدرّجات الأزرق المائي والأخضر، يعكس الديكور شغف الإبحار الذي اشتهر به فريد سامويل، ونجلاه: هنري وجان، اللذان جعلا الدار تتألّق أكثر بعد في عالم المجوهرات.
وتنفتح تصوينتان من المعدن الزهري منمّقتان بنمط فريد على صالون يمزج بين الفن والتكنولوجيا، ممدودًا بالأزرق الذي تشتهر به الدار، وبأرضيّته الرخامية الرملية المكسوّة بسجادة تجسّد أشعة الشمس، ويتزيّن هذا الجزء بعمل فنّي أصلي لمهندس الديكور والفنان فانسان داريه. فرسم هذا الصديق لدار فريد سامويل مبحرًا في خليح "Baie des Anges" في نيس. مخبّأة في قبوة، تسمح مرآة تفاعلية ومتّصلة، أيضًا، باستكشاف المجموعات من خلال تجربة رقمية لعبية: فتدعو الزبائن إلى اختيار عام "Pretty Woman" أو منظر طبيعي من الريفييرا الفرنسية، وتشخيص تصميمهم برسائل أو لصاقات أو وجوه والتقاط صورة بمجوهراتهم المفضّلة ومشاركتها لاحقًا، إذا أرادوا، كذكرى تجسّد لحظات سعيدة وقيّمة. 
ويمتدّ البوتيك ليكشف، لاحقًا، عن صالوني "Soleil d’Or" و"Par Amour" مخصصين تباعًا للمجوهرات الراقية، وتلك الخاصّة بالخطوبة والحب بكافّة أشكاله، يتزيّنان برسومات أنجزها فانسان داريه، مستوحاة من كنيسة "Chapelle de l’Amour"، الشهيرة لجان كوكتو، صديق فريد سامويل. وأخيرًا، كفصل يخبر عن مهارة مصمّمي المجوهرات الحرفيّين، يستقبل البوتيك قطعاً حرفيّة استثنائية، فسيفساء تصور مغيب الشمس على البحر، أو مرآة حراشف، أو قطعة أثاث مزخرفة بأوراق ذهبية في غرفة نوم سرية، حيث تجتمع بعض التصاميم التاريخية، بالإضافة إلى صور لأفراد العائلة، أو لأصدقاء الدار.
إنّها رحلة إلى عالم فريد، تتخلّلها محطّات مستوحاة من حياة مؤسس الدار، وتكشف أيضًا عن رؤية جريئة للمجوهرات، من خلال مجموعات Force 10 وPretty Woman وChance Infinie بالتحديد.  

مجوهرات مبهجة ومشرقة كالشمس ذات روح أنيقة وعصرية
بالنسبة لفريد، المجوهرات تجربة تُعاش يوميًا، بروحٍ من الأناقة والعفويّة والبهجة والإشراق. وترمز مجموعة Force 10 الأيقونية بشكل مثالي إلى هذه الفلسفة.  
محدثًا ثورة في مفهوم المجوهرات منذ ولادته عام 1966، من خلال اتّحاد سلك فولاذي مجدول بمشبك ذهبي، يشكل سوار Force 10 قطعة المجوهرات الأولى المتّسمة بالأسلوب الرياضي، وبالسحر غير الرسمي. وبتجسيده شغف الإبحار الذي مرّره فريد سامويل لابنيه، بطلي أوروبا في هذا المجال، إنّه رمزٌ للجرأة والشجاعة والمثابرة وتحسين النّفس. ومن خلال اعتماده من قبل النساء والرجال على حد سواء، وتعدّد أساليبه وتركيباته التي لا تحصى، أصبح سوار Force 10 القابل للتمديد تصميماً أيقونيًا عالميًا ذا طابع عصري خالد. ومن الجوهرة الأصلية ولدت مجموعة كاملة من الأساور والخواتم والأقراط والعقود أفخم وأنقى من ناحية التصميم ومرصّعة بأكثر الأحجار الكريمة تألّقًا.

وتتعزز هذه الاستراتيجية الفريدة كلّ مرّة بحرفية مصونة في مجال صناعة المجوهرات. تبصر المجموعات النّور تحت أيادي الحرفيّين الذين يزدادون ابتكارًا لاقتراح مجوهرات قابلة للتحوّل وللتشخيص بحسب الرغبة. وكتوقيع يشكّل أحد أسس أسلوب فريد، منح هذا الحب للتحول للحياة  لمجموعة Pretty Woman. مستوحاة من العقد المرصّع بالياقوت الأحمر والماس من إبداع فريد الذي لا يغادر ذاكرتنا والذي ارتدته جوليا روبرتس في فيلم Pretty Woman. وتحتفل مجموعة المجوهرات اليومية والراقية هذه بالحبّ وبأوجهه المختلفة. 
ولتجسيدها، أتت فاليري سامويل بمجموعة من المجوهرات الراقية ترفق تصاميمها بتصاميم أخرى وبطرق متفاوتة، ترتكز على جمالية "القلب داخل القلب" المتّسمة بالقوّة والعصريّة. وهكذا، انطلاقًا من عقد واحد ولدت سبع قطع مجوهرات متنوّعة، ومن زوجٍ من الأقراط نشأت تركيبات مختلفة من الأقراط الصغيرة والقلادات، ومن خاتم توجد طرق متعدّدة لارتدائه.. وتكمن خلف هذا الإبداع تقنيات عدّة في الترصيع والرصف، وتشكيلة غنية من حبات الماس ونجوم الروبليت التي تتميّز بها هذه المجموعة، إلى جانب حرفيّة ورش عمل مصمّم المجوهرات العصري هذا كنوز البراعة التي تتباهى بها من خلال هذه التصاميم. 

أحجار كريمة كمواشير من النّور، وغيرها بألوان متألّقة: كان فريد سامويل خبيراً مشهوراً وشغوفاً حقيقياً بهذه الروائع الطبيعية. وفي عالمه، يتجلّى هذا الشغف في مجموعات مشرقة، مثل "Pain de Sucre" وأحجارها الكريمة التي تتزيّن بألوان شهيّة كالحلوى، أو أيضاً مجموعة "Belles Rives"، وحصاتها ذات الألوان المائية والباستيل التي توجد على ضفاف الريفييرا... إنّها كنوز ينطبع إبداعها في روح فريد وتاريخها إلى ما لا نهاية. 
وعلى صورة هذا المصير الجميل، تستكمل دار فريد هذه السنة رحلة انطلقت منذ 85 عامًا. وتجعل من هذا البوتيك الجديد في دبي محطّة قيّمة، وفصلاً مفعماً بالبهجة، يضيء لحظات الحياة.. البسيطة منها والمهمّة.