استطاع الشاعر السوداني المخضرم، محمد الفيتوري، أن يكون محور اهتمام الجمهور، بعدما ظهرت صورته العامة في محرك البحث بالموقع العالمي "غوغل"، الذي احتفل اليوم بعيد ميلاده عن طريق تغيير واجهة بحثه لصورة كاريكاتيرية.

وظهر الشاعر السوداني البارز محمد مفتاح الفيتوري، الذي ولد في 24 نوفمبر 1936، ورحل عن عالمنا في 24 أبريل عام 2015 في المغرب، وهو يجلس ممسكاً أوراقه يكتب الشعر وحوله بعض الحروف الأبجدية التي هي لغته الأم في الوصول إلى مريده.

وفي السطور التالية، نرصد أبرز المعلومات عن الشاعر السوداني محمد الفيتوري، الذي يعد من رواد الشعر الحر الحديث، ويلقب بشاعر أفريقيا والعروبة، وتم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية بمصر في ستينات وسبعينات القرن الماضي، كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان.

مولده ونشأته

ولد الشاعر السوداني محمد الفيتوري، واسمه كاملاً محمد مفتاح رجب الفيتوري، في 24 نوفمبر عام 1936 بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور الحالية بالسودان، ووالده هو الشيخ مفتاح رجب الفيتوري وهو مواطن ليبي، وكان خليفة صوفياً في الطريقة الشاذلية، العروسية، الأسمرية.

ونشأ محمد الفيتوري في مدينة الإسكندرية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى، ثم درس بالمعهد الديني وانتقل إلى القاهرة، حيث تخرج في كلية العلوم بجامعة الأزهر الشريف.

حياته العلمية

بدأ محمد الفيتوري عمله كمحرر أدبي في الصحف المصرية والسودانية، ثم عُيّن خبيراً للإعلام في جامعة الدول العربية بالقاهرة في الفترة ما بين عامي 1968 و1970، ثم عمل مستشاراً ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا، كما عمل مستشاراً وسفيراً بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان، ومستشاراً للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب.

وسقطت عنه الجنسية السودانية من جانب حكومة بلاده عام 1974، وسحب منه جواز السفر وتبنته الجماهير الليبية حتى حصل على جواز سفر ليبي، ثم سحب منه إبان سقوط نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

وأقام محمد الفيتوري بعدها في المغرب مع زوجته المغربية رجات في ضاحية سيدي العابد، جنوب العاصمة المغربية الرباط، وفي عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسياً.

أعماله الأدبية

يعد محمد الفيتوري جزءاً من الحركة الأدبية العربية المعاصرة، وهو من رواد الشعر الحر الحديث، حيث تحرر في قصيدة "تحت الأمطار" من الأغراض القديمة للشعر كالوصف والغزل، وهجر الأوزان والقافية، ليعبر عن وجدان وتجربة ذاتية يشعر بها، وغالباً يركّز شعره على الجوانب التأملية، ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله، مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية.

 وتعد أفريقيا مسرحاً أساسياً في نص محمد الفيتوري الشعري، إذ شكلت فيه محنة الإنسان الأفريقي وصراعه ضد الرّق والاستعمار، ونضاله التحرري الذي كان أهم الموضوعات التي تناولتها قصائده.

وقام محمد مفتاح الفيتوري بتأليف عدة دواوين، منها ديوان "أغاني أفريقيا" الصادر عام 1955، و"عاشق من أفريقيا" وصدر عام 1964، و"اذكريني يا أفريقيا" ونشر عام 1965، وديوان "أحزان أفريقيا" الصادر عام 1966، حتى أصبح الفيتوري صوت أفريقيا وشاعرها.

جوائزه

حصل محمد الفيتوري على "وسام الفاتح" الليبي، و"الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب" بالسودان.

وفاته

غيب الموت محمد الفيتوري، عن عالمنا، يوم الجمعة 24 أبريل عام 2015، في المغرب التي كان يقيم فيها مع زوجته المغربية، وذلك عن عمر ناهز الـ85 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.