لطالما كانت دار كارتييه الفرنسية العريقة نموذجية في تمكين المرأة، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعيينها في مواقع قيادية، فأكثر من 50% من المديرين في دار كارتييه على مستوى العالم من النساء. وتعتبر كارولين دومون Caroline Dumont، التي عينت مديراً عاماً لكارتييه في الإمارات العربية المتحدة، مثالاً مضيئاً لنجاحات النساء، وتجسيداً متميزاً لقدرات النساء الاستثنائية في الإدارة. في حوارها مع "زهرة الخليج"، تحدثنا كارولين عن أفكارها وخططها وتطلعاتها، وعلاقة الدار الاستثنائية بالشرق الأوسط، ورأيها في إنجازات المرأة الإماراتية، فضلاً عن الساعة الحصرية التي أطلقتها الدار بمناسبة اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

 هل يمكنك مشاركتنا ببعض أولوياتك وأفكارك وخططك الجديدة لكارتييه في الإمارات العربية المتحدة؟
 كان 2021 عاماً بالغ الأهمية بالنسبة لكارتييه في الإمارات العربية المتحدة، بين إطلاق جناح المرأة في "إكسبو 2020 دبي"، بالتعاون مع كارتييه، والتجديد المذهل لبوتيك دبي مول الرائد. ونتطلع إلى استمرار هذا الزخم حتى عام 2022، وما بعده. بينما نتوسع وننمّي عملياتنا في جميع أنحاء المنطقة، فإننا نركز بشدة على دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث لدينا علاقات عميقة وطويلة الأمد مع أصدقائنا وشركائنا وعملائنا. نحن نعزز التزامنا بتجربة العميل المتميزة، ونتبع نهجاً شخصياً ومحلياً بشكل أكبر للتعامل مع مجتمعاتنا في كل إمارة. وسيؤدي هذا النهج الذي يركز على العملاء إلى خلق معايير جديدة لتجربة العملاء في المنطقة.

هل تعتبرين "كارتييه" نموذجاً يحتذى في ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين؟
كرست "كارتييه" جهوداً حثيثة لتمكين المرأة، وتحقيق المساواة بين الجنسين لعقود من الزمن، من خلال التزاماتنا المؤسسية، مثل مبادرة كارتييه للمرأة، التي توفر التمويل لرائدات الأعمال المؤثرات، وكارتييه الخيرية التي تدعم النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، ومؤخراً جناح المرأة في "إكسبو 2020 دبي"، الذي يسلط الضوء على التحديات والحلول المتعلقة بعدم المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم، ويضم النساء والرجال الملهمين، الذين قدموا مساهمات لا تصدق في هذه القضية.
أنا فخورة جداً بالقول إن الدار تجسد حقاً التزامها تجاه المرأة، وتمضي قدماً في مناقشة موضوع المساواة بين الجنسين. اليوم في "كارتييه"، أكثر من 50% من المديرين على مستوى العالم من النساء، وهذا العام عينت الدار صوفي دويرو كأول رئيسة تنفيذية في الشرق الأوسط والهند وأفريقيا. نحن جميعاً فخورون بالعمل مع واحدة من المديرات التنفيذيات الوحيدات في قطاع الرفاهية بالمنطقة. كما تم اعتماد عملياتنا في الإمارات، مؤخراً، على أنها حققت أجراً متساوياً تماماً للعمل المتساوي بين الموظفين والموظفات، ما يدل على التزام "كارتييه" بتمكين المرأة، وتحقيق المساواة بين الجنسين القوي داخلياً وخارجياً.

كيف ترين إنجازات المرأة الإماراتية في الخمسين عاماً الماضية؟
 لطالما لعبت المرأة الإماراتية دوراً محورياً في تنمية الوطن، وإنجازاتها متنوعة ومثيرة للإعجاب. من خلال الجناح النسائي، أشدنا ببعض التقدم الهائل الذي حققته نساء قويات في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمن في ذلك سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، ورزان المبارك، المدير العام لهيئة البيئة - أبوظبي (EAD)، وشما بنت سهيل فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب. كما تشرفت "كارتييه" هذا العام بالاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، من خلال استضافة حلقة نقاشية مع "The Edit by Zahra"، ضمت بعض هؤلاء النساء الإماراتيات الرائعات: هند العتيبة، سفيرة الإمارات العربية المتحدة في فرنسا، وهند العويس، نائب رئيس دائرة المشاركين الدوليين في "إكسبو 2020 دبي"، ومنال تريم، الرئيس التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية في هيئة الصحة بدبي، والدكتورة لمياء فواز، المدير التنفيذي للعلامة التجارية والمبادرات الاستراتيجية في "مصدر".

 

 ماذا عن الساعة الحصرية التي أطلقتها الدار، بمناسبة اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات؟
 صممت "كارتييه" مجموعة محدودة الإصدار، تشيد بعلاقة الدار الممتدة مع الإمارات، والتي استمرت 110 أعوام، احتفالاً باليوبيل الذهبي. فهي إصدار من الذهب الوردي لساعة "Panthère" الأيقونية مرصع بـ44 ياقوتة بقطع لامع، تتميز بميناء من عرق اللؤلؤ مزين بنقاط البانثير، ومرصع بالألماس في التاج. ويقتصر التصميم الجريء على 50 قطعة فقط، حيث يجمع التصميم الجريء باللون الأحمر الياقوتي المميز لكارتييه، جنباً إلى جنب، مع تكريم تراث صيد اللؤلؤ لدولة الإمارات، في واحد من أكثر رموز الدار تميزاً وهي "Panthère".

هل لك أن تخبرينا بالمزيد عن إلهام الفنون الإسلامية في تصاميم "كارتييه"؟
حافظت "كارتييه" على علاقة عميقة الجذور بدولة الإماراتمنذ عام 1912، عندما زار جاك كارتييه المنطقة لأول مرة بحثاً عن لآلئ رائعة، بالإضافة إلى الصداقات التي تدوم مدى الحياة، واكتشف جاك كارتييه إلهاماً جمالياً متشابكاً في فلسفة التصميم للدار منذ ذلك الحين، ما يعني أن الفن الإسلامي والأنماط كانت دائماً مصدراً عميقاً للإلهام في تصميمات "كارتييه".
في الواقع، يتم استكشاف هذا التأثير الدائم والاحتفاء به، من خلال معرض يقام حالياً في Musée des Arts Décoratifs، باريس. ويتتبع كتاب "كارتييه والفن الإسلامي: بحثاً عن الحداثة" تأثير الفن الإسلامي في لويس كارتييه والدار منذ أوائل القرن العشرين وحتى اليوم، حيث يعرض أكثر من 400 قطعة من المجموعات العالمية الكبرى. ويستكشف المعرض كيف قام مصممو "كارتييه" بتكييف الأشكال والتقنيات من الفن الإسلامي والعمارة والمجوهرات، وتحويلها إلى لغة أسلوبية حديثة تنفرد بها الدار.