مع زيادة شعبية "السوشيال ميديا"، والاعتماد عليها، نستعد حالياً إلى الاعتماد بشكل أوسع نطاقاً على فكرة "العالم الافتراضي"، مع تحول شركة "فيسبوك"، التي أصبح اسمها "ميتا"، من التركيز على التواصل الاجتماعي المعتاد إلى "الميتافيرس".
وفي عالم "الميتافيرس"، يتحول المستخدم إلى "أفاتار" من اختياره، ويحدد شكله بنفسه في عالم من تفاعل على نطاق أوسع، تشكل فيه الموضة والأزياء عنصراً أساسياً مثل الواقع، ما يدعو للتساؤل: هل الـ"ميتافيرس" ستحول الموضة والأزياء إلى عالم افتراضي؟!
في حين قد تبدو إجابة السؤال غير واضحة حتى الآن، إلا أن "الميتافيرس" بدأت تأثيرها في عالم الموضة بالفعل، وبدأت عدة ماركات ودور أزياء في الانتقال لفكرة عروض الأزياء والتصاميم الافتراضية، من خلال تقديم تصاميم مختلفة لأفاتار، والتي يختارها كل مستخدم، حسب رغبته.
ويوضح الخبراء أن عدة ماركات بدأت تنفيذ هذه الفكرة من خلال التعاون مع ألعاب الفيديو، وهذه الانتقالة تشكل استثماراً كبيراً لعالم الموضة في "الميتافيرس"، إذ إن ارتباط الأزياء بألعاب الفيديو يشكل سوقاً يقدر بحوالي 40 مليار دولار سنوياً.
كما أن لوباء "كورونا" دور كبير في ميل عالم الموضة والأزياء للميتافيرس، إذ تحولت رغبة المصممين والعاملين في الأزياء من الرغبة في صنع منتجات أقل في بداية الوباء، إلى التوصل لطريقة لعدم الاضطرار لصنع منتجات فعلية أو مادية على الإطلاق.
وأشار ماثيو بول، المستثمر الذي تعاون مع "فيسبوك"، في ما يخص "الميتافيرس"، إلى أن الموضة كثيراً ما تركز على ما يرغب المستخدمون في فعله عبر الإنترنت، كما أضاف أنه في عصرنا الحالي أصبح من المنطقي الاعتماد على الإنترنت، وأن تتضمن نشاطاتنا أيضاً الموضة والأزياء ثلاثية الأبعاد.
إضافة إلى ذلك، يوضح خبراء الموضة أن الاتجاه لعالم "الميتافيرس" يسمح بفرصة أكبر لإطلاق العنان للإبداع، وكسر الحواجز للمصممين والمستخدمين أيضاً، كما أنه بجانب اعتماد الماركات على فكرة التصميمات أو المنتجات الرقمية، يتاح للمستخدمين ميزة اختيار تحويل القطع التي تنال إعجابهم في العالم الافتراضي إلى قطع حقيقية يحصلون عليها.
وتأتي "بالنسياغا" بين الماركات التي قدمت تصاميم بأسلوب "الميتافيرس"، إذ تعاونت، مؤخراً، مع لعبة الفيديو الشهيرة "فورتنايت"، كما أعلنت ماركات أخرى عن مشاريع مماثلة، بما في ذلك: "بيربري"، و"ولويس فويتون"، و"ستيفان كوك"، الذي أعلن أن مجموعته الجديدة ستكون جزءاً من سلسلة ألعاب الفيديو "The Sims".