يفتخر الساحل الجنوبي لآيسلندا ببحيرة جوكولسارلون الجليدية المتغيرة باستمرار، حيث تتحول الجبال الجليدية المخططة بالأزرق والأبيض والفيروزي والأسود، ويعود جمالها إلى العديد من القطع الجليدية التي يبلغ عمر بعضها 1000 عام، والتي تطفو في البحر، وتنفصل وتجتمع في منظر رائع ومتحرك شبيه بالرقص.

أصبحت جوكولسارلون، مؤخرًا، أعمق بحيرة في آيسلندا، بارتفاع يزيد على 248 مترًا، وهي جزء من حديقة فاتناجوكول الوطنية الرائعة، الواقعة في الجنوب الشرقي من البلاد.

البحيرة الغامضة كانت مسرحاً للعديد من الأفلام والبرامج الشهيرة، بما في ذلك "بداية باتمان"، وآخرها "لعبة العروش".

وتتجمد خلال فصل الشتاء، وتظل الكمية الهائلة من الجبال الجليدية العائمة في مياهها محاصرة في الجليد، ما يخلق تباينًا لا مثيل له في الأشكال والألوان. وظلال الساعات الأولى من الفجر تضيء الخليج بألوان وردية ناعمة، ثم تنتقل إلى ألوان غروب الشمس الأكثر دفئًا وإشراقًا، وتنتهي بدرجات اللون الأخضر والأرجواني الرائعة لشفق "أورورا بورياليس". وتتألق كتل الجليد هذه مثل الأحجار الكريمة الكبيرة، وتستغرق ما يصل إلى 5 سنوات، للوصول إلى المحيط الأطلسي. وقطع تذوب ببطء، وتغير شكلها وموضعها وحجمها، وانعكاس الشفق القطبي على كتل الجليد في هذه البحيرة بلا شك من أكثر التجارب إثارة للذكريات في آيسلندا. وتهدي للحياة مشهداً مختلفاً وفريداً من نوعه، تهيمن عليه واحدة من أجمل الظواهر الطبيعية المضيئة.

ويعد هذا المكان المهيب أيضًا مكانًا مثاليًا لاكتشاف مستعمرات كبيرة من الفقمة، وعدد كبير من الطيور البحرية التي تبحث عن الطعام في البحر. وكل ذلك يوحي بالانسجام التام للمكان، وتعد البحيرة الآن وجهة سياحية تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ويمكن زيارتها من خلال الرحلات والجولات المنظمة.