في تمثيل عربي هو الأول من نوعه في المكسيك، تسلَّمت إمارة الشارقة، رسمياً، راية ضيف شرف الدورة السادسة والثلاثين من معرض المكسيك الدولي للكتاب (فيل) 2022، لتحتفي المكسيك بالثقافة الإماراتية والعربية، ورموزها من الأدباء والمبدعين والفنانين، من خلال تكريم مشروع الشارقة الثقافي والحضاري.

راية ضيف الشرف

وتسلم سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، خلال حفل خاص عقد في ختام الدورة الخامسة والثلاثين من "معرض المكسيك للكتاب"، راية ضيف الشرف من سعادة مانويل جيراردو تالافيرا، سفير دولة بيرو لدى المكسيك، ضيف الشرف (فيل) هذا العام، بحضور راؤول باديلا لوبز، رئيس معرض المكسيك للكتاب، وماريسول شولز مانوت، مديرة معرض المكسيك للكتاب، وجمع من كبار المسؤولين والدبلوماسيين والناشرين والإعلاميين.

عقد من الزمن

ويعد معرض المكسيك للكتاب الأكبر في القارة اللاتينية، حيث يحضره سنوياً جمهور واسع من مختلف المدن المكسيكيّة والبلدان المجاورة، ويستقبل مئات الآلاف من الزوّار، وتشارك فيه الشارقة بشكل متواصل منذ عقد من الزمن، حيث تعد الإمارة الممثل الوحيد للثقافة العربية في المعرض والقارة الأميركية الجنوبية.

الحوار الأدبي

وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري: "تقود إمارة الشارقة بتوجيهات ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مسيرة الحوار الأدبي العربي مع الأمم، وجهود التعريف بالكتاب الإماراتي عالمياً، وهو ما نفخر ونعتز به في كل محفل ثقافي عالمي، إذ بات يكفي أن نقول: نحن من الشارقة، فهي مرادف الكتاب والأدب والمعرفة على مستوى العالم، وهذا ما يجعل حضور الإمارة ضيف شرف معرض المكسيك للكتاب محطة جديدة لتعميق معرفة القارة اللاتينية بالثقافة الإماراتية والعربية، خاصة أننا لمسنا رغبة الجمهور اللاتيني في التعرف عن قرب إلى الأدب العربي ورموزه".

جماليات التراث

وحول برنامج فعاليات الشارقة ضيف شرف المعرض، أوضح العامري أن هذه المشاركة ستأخذ شكلاً متفرداً، يقدم المشروع الثقافي الرائد لدولة الإمارات وإمارة الشارقة، وجماليات التراث والثقافة الإماراتية والعربية من خلال الجناح، والأنشطة والفعاليات والندوات المتنوعة والغنيّة، إضافةً لمجموعة من الاحتفاليات والاستعراضات التراثية، وعروض الفنون المرتبطة بالحضارة العربية والإسلامية. 

التنوع العالمي

بدوره، قال راؤول باديلا لوبز، رئيس معرض المكسيك للكتاب (فيل): "نتطلع من خلال اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف معرض المكسيك الدولي للكتاب، إلى إبراز كنوز الثقافة الإماراتية والعربية التي تعد واحداً من أهم عناصر التنوع العالمي، وإننا على يقين أن الشارقة هي خير ممثل لهذه المساحة الكبيرة من العالم، وسيكون لحضورها تأثير في إغناء فعاليات المعرض، والإسهام في دعم أواصر التواصل بيننا وبين العالم العربي، وفتح أبواب الحوار البناء بين كبار المثقفين والكتاب المكسيكيين والعرب".

الثقافات العالمية

وتابع سعادته: "فخورون باستضافة الشارقة، ونحن نعلم تماماً ونشهد ما تقوم به من جهود عالمية كبيرة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث تمثل معارض الكتب فرصة قيّمة لتلاقي الثقافات العالميّة مع بعضها وفتح أبواب التواصل بين شعوب العالم، وصولاً إلى التلاحم الإنساني الذي يوحد البشر على قيم العلم والمعرفة، ويسهم في جعل الثقافة عنصراً رئيساً في نشر المحبة والسلام في العالم".

من جانبه، قال سعادة مانويل جيراردو تالافيرا، سفير بيرو لدى المكسيك: "سعداء أن نلتقي مع الشارقة على أرض المكسيك، ونلمس على أرض الواقع حجم الجهد الذي تقدمه، والمكانة التي تحتلها بين عواصم الثقافة العالمية، فنحن متابعون جيدون لمبادراتها، وندرك أثر ما تقوم به من عمل لتعزيز التبادل الثقافي".

وأهدى سعادة أحمد العامري، في ختام الحفل، سعادة مانويل جيراردو تالافيرا، سفير بيرو لدى المكسيك، تذكاراً يعبر عن الثقافة والتراث الإماراتيين، مقدماً من "مركز إرثي للحرف المعاصرة"، ويجسد دلة القهوة الإماراتية مع فناجينها، مزينة بمُطرزات "التلي".

وتحقيقاً لهدفها بمد جسور التواصل بين الحضارات، تعقد الشارقة خلال استضافتها ضيف شرف على معرض المكسيك الدولي للكتاب 2022، جلسات وحوارات فكرية وأدبية مع نخبة من أبرز المفكرين والأدباء المكسيكيين، وتنظم لقاءات مشتركة مع صنّاع النشر في القارة اللاتينية، بهدف تبادل الخبرات في حقل صناعة المعرفة وتطوير أدوات ارتقائها، سعياً لتكريس معارض الكتاب منطلقاً للتلاقي المعرفي بين شعوب العالم.