من جهاز إنذار، وإبقاء الدلافين على مسافة آمنة من شباك الصيد، وجهاز لمساعدة الوالدين على فك شيفرة لغة الأطفال الرضع، إلى منزل نباتي مغطى بألواح شمسية، وجهاز لتوفير المياه، وغيرها الكثير من الابتكارات، تتجلى مواهب وأفكار صغار المبتكرين في جميع أنحاء الإمارات باختراعات تعرض ضمن فعاليات "إكسبو 2020 دبي"، لتسهم في جعل العالم مكاناً أفضل.

وفي إطار مبادرة لصغار المبتكرين، أطلقها "إكسبو 2020 دبي"، وبعد تلقي أكثر من 6 آلاف طلب، اختار "برنامج إكسبو للمدارس" 298 مشروعاً لعرضها في جناح الاستدامة طيلة الأشهر الستة من فترة إقامة الحدث الدولي، حيث تقدمت 563 مدرسة: 395 خاصة، و167 عامة، بطلبات للاشتراك، من جميع أنحاء الدولة.

وعلى هامش هذه المبادرة، التقى فريق خدمات إكسبو الإخبارية بعض المبتكرين الاستثنائيين الصغار في "إكسبو 2020 دبي"، لتسليط الضوء على ابتكاراتهم التي تسهم في تشكيل المستقبل، حيث أكدت لاني أفندي (عراقية الأصل)، وتدرس في أكاديمية جيمس دبي الأميركية، أن جهاز إنذار الدلافين، كان فكرة مشتركة بالتعاون مع صديقتها زوي قنديل، وهو يكرر ضوضاء الدلافين لكي تبعد عن المناطق الخطرة. ويحتوي الجهاز على مستشعر ضوئي، لذلك إذا كان الدولفين يتجه نحو مناطق الصيادين، فإن الجهاز يطلق ضوضاء عالية، ما يبقى الدولفين بعيداً.

وعبرت المخترعتان الصغيرتان: لاني وزوي، عن سعادتهما الكبيرة، وشعورهما بالفخر برؤية فكرتهما التي بدأت قبل ثلاث سنوات كرسم بسيط على منديل، تتجسد عبر طابعة ثلاثية الأبعاد في نموذج أولي ملموس. وأوضحت لاني: "أعتقد أن إكسبو 2020 دبي وسيلة رائعة لإظهار طريقة عمل عقول الأطفال، لأننا نريد أيضاً التحدث ومشاركة أفكارنا، وليس الكبار فقط من يمكنهم القيام بأشياء مذهلة".

ومن بين العديد من الابتكارات المعروضة بشكل جميل في جناح الاستدامة، أعجبت لاني، التي تطمح لأن تصبح مصممة أزياء مستدامة، بتصميم "بيت النباتات الشمسي"، الذي يستخدم الضوء الوردي لجعل الخضراوات تنمو في داخله.

ويقدم نيلز موثيدان فكرة رائدة يعرضها ضمن الابتكارات، وهو تطبيق مترجم استلهمه من شقيقه الصغير، حيث يساعد التطبيق على فك رموز لغة الأطفال الرضع، يقول نيلز: "الآباء لا يعرفون بالضبط ما يريده الأطفال عندما يبكون، وقد تكون هناك أسباب عديدة، مثل: الشعور بالجوع، أو التعب، أو الرغبة في لعبة معينة. يمكنني إدخال هذه الأصوات في المترجم، إنه يشبه إلى حد ما ترجمة (غوغل)".

إقرأ أيضاً:  كل ما تودون معرفته عن مهرجان "أم الإمارات"
 

ويعتقد المخترع الصغير، وهو بالصف الخامس في مدرسة الضيافة، أن هذا الابتكار يمكن أن يساعد الآباء في جميع أنحاء العالم، لكنه يعترف بأن الأمر معقد، ولهذا السبب التحق بسلسلة من دورات تطوير التطبيقات. ويقول: "آمل أن نتمكن من صنع الأجهزة قريباً، وإرسالها إلى جميع أنحاء العالم".

وقال سيف فقيهي، وهو طالب بالصف السابع في أكاديمية جيمس العالمية بدبي، وصاحب ابتكار "مرحبا بوت": "تقوم فكرتي على روبوت يؤدي مهمات معينة لمساعدة كبار السن وأصحاب الهمم، والعائلات التي بها أفراد كبار أيضاً في المطار، ومن هذه المهام حمل الأمتعة، وتوجيه الناس إلى الأماكن التي يحتاجون الذهاب إليها".

وأضاف أنه شعر بفخر وسعادة كبيرة لمعرفته بأن ابتكاره سيقدم في "إكسبو 2020 دبي"، مؤكداً أنه شرف مطلق أن مشاركته قد تسهم في إلهام أشخاص آخرين لصنع ابتكاراتهم الخاصة بأنفسهم، وهكذا يمكن أن يكون لدولة الإمارات العربية المتحدة مستقبل أفضل بعقول شابة أكثر إبداعاً.

أما روندا قطب، وهي معلمة الصف الخامس في أكاديمية جيمس دبي الأميركية، فقالت: "إن إكسبو 2020 قام بعمل رائع من خلال ابتكار مقاطع فيديو مقنعة، لتشجيع المبدعين وصناع التغيير في العالم على المشاركة"، وتضيف: "شجع برنامج إكسبو للمدارس الطلاب على التفكير بمساعدة العالم، والتوصل إلى أفكار أصلية لإحياء هذه الابتكارات".

وتابعت: "يحب الأطفال بطبيعة الحال الإبداع والابتكار، لذلك كانوا منخرطين جداً في تقديم أفكارهم، واستكشاف كيف يمكنهم مساعدة الناس والحيوانات والبيئة. وقد منحهم هذا أيضاً فرصة لتعلم البرمجة، والعمل مع معلمي البرمجة لجعل أفكارهم حقيقة ملموسة. لقد تأثرت كثيراً بمهاراتهم في التفكير وحل المشكلات".

ويمكن لزوار "إكسبو 2020"، من جميع الفئات والأعمار، أن يحصلوا على فرصة أن يكونوا جزءاً من مبادرة المبتكرين الصغار، عندما يزورون جناح الاستدامة. ويمكنهم رسم أفكارهم الخاصة على المناديل، إذ يمكن بعد ذلك مسحها ضوئياً، وعرضها على شاشة في المعرض الموجود بالطابق الأرضي من الجناح، والمفتوح من الساعة 10.00 إلى 22.00 بتوقيت الإمارات.