لا يولد الأطفال وبحوزتهم دليل تربوي واسترشادي لكيفية التعامل معهم، والتعرف إلى شخصياتهم المختلفة، لذلك الأبوة والأمومة ليست بالمهمة السهلة على الإطلاق، بل يلجأ الآباء للتجربة ومعرفة أطفالهم عن قرب، من أجل تربيتهم بشكل صحيح، وليس مثالياً، فجميعنا نُخطئ ونصيب.

ومع ذلك، هناك بعض المعتقدات التربوية التي عفى عليها الزمن، ويجب ألا نستخدمها في تربية أطفالنا بعد الآن؛ لأنها على المدى الطويل تُشكل خطراً جسيماً على شخصية الأطفال، ونستعرضها من خلال التقرير التالي، ونُعطى الآباء والأمهات بدائلها، ومنها:

الصراخ وسيلة النفوذ والسلطة

لايزال الكثير من الآباء والأمهات من مختلف الثقافات والجنسيات يستخدمون الصراخ كوسيلة لإرهاب الأطفال وفرض سيطرتهم ونفوذهم عليهم، والصراخ من وجهة نظرهم هو الأداة القوية لتنفيذ مهمة التربية، ومنهم من يرتكب خطأ أكبر مع الصراخ وهو العقاب البدني والإساءة اللفظية، التي لن تُجدى نفعاً على الإطلاق، لكن تُصيب الأطفال بصدمات نفسية وعصبية، وتجعل سلوكياتهم سيئة للغاية، وتنحدر أكثر مع مرور الوقت.

ويمكن استبدال الصراخ بالمناقشة والتفاهم واللجوء للاتفاقيات، على سبيل المثال لو أنجزت هذه المهمة المنزلية أو المدرسية سوف أسمح لك بالخروج مع أصدقائك أو التنزه أو فعل النشاط الذي يحلو لك.

كن أفضل صديق لطفلك

اتجه بعض الآباء لاستبدال الصراخ وفرض القيود والسُّلطة على أطفالهم بالبدء في مصاحبتهم، وأن يصبحوا أصدقاءهم المقربين، وهذه الطريقة ليست جيدة على الإطلاق أيضاً، لأن التشدد والتساهل الشديد لا يُفيدان في تربية الأطفال. كن قدوة، اتبع القواعد بنفسك أمام أطفالك قبل إلزامهم بها، استخدم أسلوب المناقشة لغرس القيم والأخلاقيات التي ترغب لأطفالك أن يتحلوا بها.

المقارنة بين الأشقاء

لا يؤدي استخدام أسلوب المقارنة بين الأشقاء لأي شيء إيجابي في شخصيات الأطفال، بل على العكس تتفاقم حدة المشكلات السلوكية والنفسية لديهم، وعلينا تقبل شخصيات أطفالنا كما هي وفهم احتياجاتهم المختلفة، لأنهم لن يتشابهوا أبداً، فلكل منهم أسلوبه وشخصيته التي تميزه.

إقرأ أيضاً:  مهرجان الشارقة يسهل التخاطب مع ذوي الإعاقة السمعية
 

يجب ألا يرى الأطفال مشاعر الآباء الحزينة

لا تذهبوا للبكاء أو التعبير عن الحزن داخل الغرف المغلقة بعيداً عن أطفالكم، لأن المشاعر الإنسانية المختلفة ومنها الحزن، على طفلك إدراكها جيداً، والعلم بأنك تواجه أوقاتاً صعبة وحزينة في بعض الأحيان، حينها سيتعلمون الاهتمام بالأمر وعدم التقليل منه.

النوم بجانب الأطفال ضرورة للشعور بالأمان

لا تصلح هذه الطريقة دائماً، فمن الأفضل أن ينفصل الطفل عند نومه في سرير خاص به، حتى لو كان بجانب سرير الوالدين، فيجب أن تكون له مساحته الخاصة خلال النوم، فهذا يُشعره بالأمان والخصوصية أيضاً.

 الكثير من الأنشطة يُسهل عملية التعليم

يتجه الكثير من الآباء والأمهات لوضع أطفالهم تحت ضغط هائل من الأنشطة والرياضات بجانب الدراسة، حيث يعملون على بقائهم منشغلين طوال الوقت، معتقدين أن ذلك يفيد تطورهم الدراسي، وهذه الوسيلة تتحول لأداة هدم لو كانت خالية من أوقات الترفيه والمرح، فالتعلم والنشاط لا يعنيان الحرمان من المرح والاسترخاء.