أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، أن مهرجان البردة يشكل دعوة للعبور إلى مناطق جديدة لم نستكشفها بعد، والخوض في نقاش فكري نقدي يواجه المألوف، ويساعد على إعادة النظر فيه، ويحرك فينا مشاعر الفضول للتعرف إلى ما نجهل، والكيفية التي يساهم بها مجتمعنا بشكل مباشر في تحقيق التغيير والتحول نحو الأفضل.

جاء ذلك خلال كلمتها في افتتاح النسخة الثانية من مهرجان البُردة الذي أقيم، اليوم، بمركز دبي للمعارض في "إكسبو 2020 دبي"، وحمل عنوان "مساحات للعبور.. عوالم للاكتشاف"، بحضور عالمي واسع، يناقش محاور متنوعة تهم الشؤون الحياتية المتعددة.

  • معالي نورة بنت محمد الكعبي

وأضافت معاليها: "يستضيف المهرجان هذا العام أكثر من 65 جلسة، و64 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، مع رؤية الإمارات للاضطلاع بدور محوري ومؤثر في الحوار العالمي للثقافات، وتكريس مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية، ومع احتفالنا بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات، تلتزم الدولة أكثر من أي وقت مضى بتعزيز دور الفنون والثقافة في الحوار العالمي لتعزيز التسامح".

وأوضحت: "هذا العام نستكشف المساحات التي تكمن في الفنون والثقافة الإسلامية من خلال البردة، فنحن معاً اليوم في هذا المسعى لجعل الفن والحضارة الإسلامية جزءاً من حاضرنا ومستقبلنا، ونقل هذه الفنون والتعريف بها في كل أنحاء العالم".

وتابعت: "تتميز الفنون الإسلامية بتعددها وتنوعها بين التصميم والشعر والأدب والطعام، والأزياء، والموسيقى، والإعلان، والسياحة، والأفلام، والتراث، ما ينعكس على غنى وتنوع وعمق الحوارات التي نتناولها، ونكتشف أن الثقافة الإسلامية جزء من حياتنا اليومية، ويمكن استخدامها أداة لإنشاء روابط جديدة، وقد كانت، ولاتزال، وسيلة قوية لمحاربة الأيديولوجيات المتطرفة، وربط الأجيال والمعتقدات للوصول إلى الهدف الأسمى، وهو إثراء تجربتنا الإنسانية".

وأضافت معالي نورة الكعبي: "الثقافة تولد التسامح، وتعزز التفاهم والتعايش، وبفضل الفنون الإسلامية بإمكاننا إعادة تصميم مستقبلنا، وإعادة كتابته من أجل خلق مستقبل خالٍ من التطرف".

وأشادت الكعبي بدور المملكة العربية السعودية في نشر الثقافة الإسلامية، لاسيما في ظل الجهود المتضافرة التي أثمرت تسجيل الخط العربي في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. وثمنت الدور الذي لعبته الدكتورة يانيك لنتز، من خلال عملها بقسم الفن الإسلامي في متحف اللوفر، لإطلاق المبادرة الحكومية التي أعلنها متحف اللوفر، بافتتاح 18 معرضاً متخصصاً بالفن الإسلامي في 18 مدينة فرنسية في محاولة لعرض الفن الإسلامي، كونها وسيلة قوية لنشر التسامح.

من جانبه، شكر معالي حامد بن محمد فايز، نائب وزير الثقافة في السعودية، دولة الإمارات على الدعوة للمشاركة بهذا المهرجان الذي يحتفي بالفنون الإسلامية، ويعزز حضورها في الممارسات والتجارب الحديثة، ويحفز إمكاناتها في بث قيم الجمال، والتواصل العالمي.

وقال حامد بن محمد فايز: "نجحت الفنون الإسلامية في تكوين هذا الحوار الثقافي الجمالي الغني. وانطلاقاً من شبه الجزيرة العربية، مهد الحضارة الإسلامية، ولد الخط العربي، ليمد الفنون الإسلامية بقيم جمالية وروحية لا تنضب، وليؤثر في تقاليد، وأشكال كتابية وفنية متنوعة، نرى أثرها في فنون العمارة والتصميم، وأثر الحضارة الإسلامية عبر التاريخ".

إقرأ أيضاً:  عدد زيارات "إكسبو 2020" يتخطى الـ6.3 ملايين زيارة حتى 13 ديسمبر
 

وأضاف: "بعد نجاح المملكة العربية السعودية، أخيراً، بالتعاون مع 15 دولة عربية، في إدراج الخط العربي ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، يرسخ الخط العربي منزلته أيقونة ثقافية عربية عالمية، ويؤكد قيمة الكلمة والفكرة والفن في التواصل الحضاري بين الأمم والشعوب".

وتابع: "حرصت السعودية، ضمن مبادرة الخط العربي التي امتدت على مدى عامين، على إبراز قيم هذا الفن العريق، وهذه المبادرة، وغيرها من المبادرات والبرامج والفعاليات حول الفنون الإسلامية بشكل عام، توفر الفرص للفنانين والممارسين والخبراء الثقافيين لاستشكاف أبعاد التلاقي والتجاور، والاستضافة والتحاور بين مختلف أشكال الفنون الإسلامية والثقافات الأخرى. لقد ساهمت تلك المبادرات في إلهامنا طرح الأسئلة حول الأطر الفكرية التي تم تشكيلها لتكوين التصورات حول الفنون الإسلامية واستقبالها في العالم المعاصر".

وأكدت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار، أنه، من خلال الثقافة، يمكننا الحصول على أفضل الحلول، وأكثرها فاعلية. وأشارت إلى أن أي شخص يعمل بمجال الثقافة تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في نشر الثقافة الإسلامية. ورأت أن التعليم والثقافة ركيزتان أساسيتان للتغيير، وضمان انخراط الجيل الجديد من الشباب في نشر الوعي على صعيد عالمي حول الثقافة الإسلامية، وقيم الفن الإسلامي والهوية الإسلامية، مشيدة بإطلاق "إعلان الإمارات للغة العربية"؛ كونه يمثل التزاماً تجاه لغتنا وهويتنا وثقافتنا.

ويضم مهرجان البردة، خلال أيام انعقاده، مجموعة من الأعمال الفنية، وعروض أداء لأبرز الفنانين من المنطقة والعالم، ممن قدموا تجارب إبداعية مبتكرة، تأخذنا إلى المساحات الجديدة في الفنون الإسلامية، كما يعرض المهرجان الأعمال الفائزة بجائزة البردة 2021، والتي تؤكد نجاح رؤية المهرجان؛ ليكون منصة لجمع العقول المتميزة، والاحتفاء بمختلف مجالات الفنون الإسلامية.