تزامن التغيير الجذري بالأسبوع الذي أعلنته حكومة الإمارات بمدِّ العطلة الأسبوعية لتشمل نصف يوم الجمعة ويومي السبت والأحد، مع حلول نهاية العام 2021، وبدء العام الجديد، وبالطبع معظمنا تابع النقاشات المتعددة حول هذا التغيير الجذري في كيفية ترتيب أسبوعنا، وبناء عليه ما سيصاحبه من تغييرات في أسلوب حياتنا. وفي #رمسة_عاشة الأولى هذا العام، قررت أن أنتقل بالنقاش من أي تعليق سلبي أو متشائم إلى التفكير في هذا التغيير كهدية للعام الجديد، الذي دائماً تزدحم بدايته بأمنيات مؤجلة، ومكررة.. وأخرى جديدة.

هل تذكرون كيف كانت عيوننا تلتصق بشاشة أجهزتنا الذكية، لحظة سماعنا عن دولة غربية تُطبّق مجرّد تجربة أسبوع عمل أقصر؟ كنّا نتنهّد تنهيدة طويلة، وتنهمر الأمنيات على «السوشيال ميديا»، وبما أننا في موسم التحوّل إلى الأفضل، ولائحة الأمنيات التي تنتظر أن نعمل على تحقيقها، فها نحن نعيش، رسمياً، عطلة نهاية أسبوع أطول، فما الذي سنغيّره في أسلوب حياتنا لنلمس الفرق؟ وما الأدوار التي سنعطيها لأيام نهاية الأسبوع؟

عبر «الرمسة»، أردت أن أشارككم قائمتي البسيطة: يوم الجمعة يبقى ببركته ومكانته وبرنامجه العائلي ما بعد الصلاة، السبت للاستمتاع بجمال دولتنا ومواقعها المختلفة، وحتى التخطيط لرحلات سفر قصيرة، قد تكون بدأت مساء الجمعة، والأحد يوم اختبار كل ما كُنّا نعتقد أنه سيدخل السرور إلى قلبنا، عندما كان البعض يتثاقله كيوم العمل الأوّل في الأسبوع: فنجان قهوة بعيداً عن العمل، نزهة على الشاطئ، جولة مع أصدقاء، أو لقاء على غداء.

ولإحداث فرق جذري، لا يكفي أن نحصر قوائمنا في عنصر الاستمتاع، لكن يجب أن نُضيف إلى حياتنا عنصراً جديداً، مثل: إطلاق مشروع خاص لمن لم يتخذ هذه الخطوة سابقاً، أو حتى تعلّم رياضة جديدة، أو إخراج هواية قديمة عندنا من أدراج النسيان، وجولات التفكير الطويل، ونفض الغبار عنها، والبدء بها، مثل: الرسم، أو الطبخ، أو ركوب الخيل، وغيرها.

أتمنى أن يحمل 2022 معه كل ما تتمنون من خير، ومن «رمسة عاشة» أردت أن أهديكم أسبوعاً مختلفاً «أسبوع غير»، يجعل تحقيق أمنياتكم التي لم تكونوا وجدتم لها وقت سابقاً أمراً سهلاً، خاصة مع وفرة الوقت هذه المرة.
وأعلم أن معظم القراء لم يحظوا بهذه الفرصة بعد من أسبوع أقصر، لكن بالتأكيد هذا التحوّل في طريقه إلى حياة الناس حول العالم، إن لم يكن الآن فلاحقاً.. فماذا كان سيستفيد الذين لم يحصلوا على أسبوع عمل أقصر من الأيام الإضافية، لو حصلوا عليها؟ إجابتهم قد تكون خطة مميزة لـ«أسبوع غير» عن السابق.. وكل عام وأنتم بخير.