إنفاق‭.. ‬ادخار‭.. ‬استثمار‭.. ‬كلمات‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلكها‭ ‬الحياة‭ ‬المالية‭ ‬للفرد،‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يبسط‭ ‬يده‭ ‬ويتعثر،‭ ‬أو‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬وينجو‭. ‬فالاستهلاك‭ - ‬بشكل‭ ‬عام‭ - ‬يعكس‭ ‬ثقافة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يملك‭. ‬فقد‭ ‬يتصدر‭ ‬أولويات‭ ‬البعض‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬المأكل‭ ‬والمشرب‭ ‬والسفر،‭ ‬والسيارات،‭ ‬والملابس،‭ ‬والهواتف،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الاستهلاكية‭. ‬أما‭ ‬البعض‭ ‬الآخر،‭ ‬فيميل‭ ‬إلى‭ ‬الإنفاق‭ ‬باعتدال،‭ ‬وادخار‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬بغرض‭ ‬الاستثمار،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬قيم‭ ‬تربوا‭ ‬عليها،‭ ‬أو‭ ‬اكتسبوها‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬عملية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬دراسة‭ ‬حديثة،‭ ‬أجرتها‭ ‬كلية‭ ‬ميتشيغان‭ ‬للأعمال،‭ ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬أن‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬المالية‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬أسباب‭ ‬‮«‬عاطفية‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬تربية‭ ‬وتنشئة‭ ‬الفرد‭ ‬هما‭ ‬سبب‭ ‬ميوله‭ ‬إلى‭ ‬الإنفاق‭ ‬أو‭ ‬الادخار‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬نحتاج‭ ‬جميعاً‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬مالية‮»‬‭ ‬ذكية‭ ‬لتجنب‭ ‬الأزمات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الآمان‭ ‬الاقتصادي‭.. ‬ولعل‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬جديد‭ ‬تكون‭ ‬فرصة‭ ‬لبداية‭ ‬‮«‬مالية‮»‬‭ ‬جديدة‭ ‬تنتهي‭ ‬بتحقيق‭ ‬الأمنيات‭.‬

.‬

 

دروس من «الجائحة»

الخبير المالي والمدير العام لموقع «بيزات دوت كوم»، صلاح الحليان، يشير إلى أنه بسبب الحجر، وعدم القدرة على التسوق، نتيجة جائحة «كوفيد - 19» اكتشف الكثير من الناس أنهم قادرون على العيش دون المزيد من الصرف على السلع الاستهلاكية.

ويضيف، في حواره مع «زهرة الخليج»، أن «الجائحة» علمتنا الكثير من المهارات الحياتية الإيجابية، مثل: ترشيد الاستهلاك، واكتسب البعض مهارات عدة، وظهرت قدرتهم على الإبداع والابتكار، واتجه الكثيرون إلى إطلاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة الخاصة بهم، والبيع من المنازل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي الذي سهل التجارة في السلع، وتقديم الخدمات. وأصبح من السهل - على أي إنسان - إدارة مشروعه، وهو في المنزل ببساطة ويسر.

ضبط الإنفاق

لكن الحليان يقول: في مرحلة التعافي العالمي من «الجائحة»، وعودة الحياة إلى طبيعتها، بالتزامن مع بداية عام جديد، أصبح من الضروري - على الجميع - توفير على الأقل 20% من الدخل الشهري، وعلى كل شخص أن يضع ميزانية لكل أفراد الأسرة، ويكون ذلك من خلال التطبيقات المنتشرة على الإنترنت، التي يمكن تحميلها ببساطة والاستعانة بها، إذ تساعد في وضع ميزانية محددة، وتحتوي على كل المعلومات الخاصة بالأمور المالية، وعمليات الصرف؛ لمعرفة المبالغ المالية المصروفة، وتحديدها.

خطة مالية

ويطالب الحليان ربَّ الأسرة بوضع خطة مالية لاستقبال العام الجديد، أهم بنودها عدم التداين أو الاقتراض إلا للضرورة، ثم حل مشكلة الديون السابقة، والتخلص منها قدر المستطاع، ثم البحث عن عمل إضافي لجلب المال، فضلاً عن كتابة الأهداف المالية التي يحتاج إليها، والاقتصاد في الإنفاق، وتجنب هدر الطعام، إذ إن الدراسات أوضحت أن الطعام المهدر يمثل 20% من الذي يتم استهلاكه.

تنويع الاستثمار

ويؤكد الحليان ضرورة الاستثمار، موضحاً أن الخطر الشائع، الذي يقع فيه البعض، هو عدم التنويع في الاستثمار. ويستكمل: من شروط نجاح الاستثمار عدم وضع كل الأموال التي يملكها المستثمر في مجال استثماري واحد، بمعنى ضرورة تنويع الاستثمار، مثل: الاستثمار العقاري، والاستثمار في الذهب لكن بحذر؛ إذ إن أسعاره ترتفع وتنخفض وغير ثابتة، ويمكن أيضاً الاستثمار في محافظ استثمارية، وسندات، وصكوك.

ولنجاح الاستثمارات والمشاريع، يلفت الحليان إلى ضرورة دراسة السوق، وعدم اتباع الموضة الرائجة، أو تقليد النجاح، فلا يجب أن تستثمر في أشياء فقط؛ لأن الجميع يفعلون ذلك؛ فما يناسب غيرك ليس بالضرورة مناسباً لك.

عدم الاقتراض

وأخيراً.. يؤكد الحليان أن التوفير وعدم الاقتراض وجهان لعملة واحدة، لاسيما أن كل إنسان يستطيع أن يطلب من البنك تحويل جزء من الراتب الشهري، يتم تحديده حسب احتياجات كل فرد الشهرية، إلى حساب آخر (حساب توفير) مباشرة، وبشكل تلقائي، وبالتالي سيتوفر مبلغ مالي، يسهم في أن يتجنب الشخص الاقتراض، والوقوع في الأزمات المالية.