لايزال يمثل فيروس "كورونا" مصدر قلق كبيراً لنا جميعاً، حتى مع تخفيف الإغلاق في العديد من الأماكن، إذ إننا لانزال نتوخى الحذر عند الخروج، ونقلق عند زيارة المستشفيات والأماكن العامة ودور السينما، وغيرها، اعتقاداً أنها تزيد فرص الإصابة بـ"كورونا"، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن التسوق يمثل خطراً أكبر للإصابة بالفيروس.

ففي أحدث الدراسات على يد خبراء أميركيين، كانت النتائج صادمة، إذ وجد الخبراء أن التسوق يزيد خطر الإصابة بـ"كورونا"، أكثر من المسارح ودور السينما ووسائل النقل العام، وغيرها.

كما وجدوا أن المتاجر تشكل مصدراً لأكبر عدد من حالات الإصابة بـ"كورونا"، سواء اتبعت القواعد الاحترازية أم لا، أي أنه حتى مع اتباع القواعد، زاد التسوق خطر الإصابة بـ"كورونا".

وقال كل من البروفيسور أندرو هايوارد، وسوزان هوبكنز، من جامعتي إمبريال وكوليدج لندن، إنه خلال فترة زيادة القيود وتخفيفها، كان التسوق يمثل أعلى نسبة لإصابات "كورونا".

واعتمدت الدراسة على فحص بيانات أنشطة خارج المنزل لـ10849 شخصاً أكبر من 16 عاماً، خلال الموجة الثانية للوباء، من أكتوبر 2020 إلى أبريل 2021، عندما كانت هناك قيود كبيرة في المكان، وخلال شهرَيْ سبتمبر ونوفمبر 2021، عندما كانت القيود أخف.

وكشفت النتائج أنه، خلال الفترة الأولى متشددة القيود، ساهم التسوق أكثر من مرة في الأسبوع في زيادة خطر الإصابة بكورونا بنسبة 69%، بينما أدى استخدام وسائل النقل العام أكثر من مرة في الأسبوع إلى زيادة الخطر بنسبة 82%، والعمل في المكاتب زاد من الخطر بنسبة 20%.

أما خلال فترة تخفيف القيود، فكان التسوق مسؤولاً عن زيادة الخطر بنسبة 218%، بينما أدى استخدام وسائل النقل العام أكثر من مرة في الأسبوع، خلال تلك الفترة، إلى زيادة الخطر بنسبة 28%، والعمل من المكاتب زاد الخطر بنسبة 20%.

كما وجد الفريق أنه مقارنة بالتسوق، كان خطر الإصابة بـ"كورونا" أقل في المطاعم والمقاهي عند زيارتها مرة في الأسبوع، إذ بلغت النسبة 29%.

وأشار الفريق إلى أن التسوق يمثل خطراً أكبر للإصابة بـ"كورونا" عكس المتوقع، في حين أنه من ناحية أخرى، ليس هناك دليل حتى الآن على ارتباط زيادة خطر الإصابة وزيارة المسارح ودور السينما والحفلات، وغيرها من مناسبات وأحداث.