يواجه الكثيرون ممن يعانون الأمراض أو الأعراض النفسية، صعوبة كبيرة للغاية في الذهاب للطبيب النفسي، من أجل الحديث عن المرض أو المشكلة ومحاولة علاجها، لأن الفضفضة أو الخوض في تفاصيل دقيقة عن الحياة أمر ليس سهلاً على الإطلاق.
ووفق دراسة حديثة، أجرتها جامعة إديث كوان الأسترالية ECU، أوضحت أن نسبة 30% من الأشخاص يفضلون الحديث عن مشاكلهم السلبية والضغوطات النفسية التي يعانون منها مع البوت أو الشات الافتراضي كبديل عن الأشخاص الحقيقيين.


وقارن الباحثون والعلماء في مجال الطب النفسي، منهم الدكتور شين روجرز، الباحث في مجال التواصل وعلم النفس، النتائج الخاصة بتفاعل الأشخاص مع الواقع الافتراضي في مجال التحدث عن المشاكل النفسية، وبين نتائج التفاعل مع الأطباء والأشخاص الحقيقيين في الواقع، ووجدوا أن الواقع الافتراضي يساهم بشكل كبير في نجاح العلاج النفسي، وذلك لإقبال الكثيرين عليه ممن يشعرون بعدم الارتياح عند التحدث وجهاً لوجه مع الأطباء والمعالجين.


ويرى الأشخاص أن الواقع الافتراضي لا يختلف بشكل كبير عن الواقع الحقيقي من حيث الفهم والحركة، وشعور الأشخاص بأنهم يفصحون بأنفسهم عن معلومات خاصة بهم، ووجه الاختلاف بين الواقع الافتراضي والفعلي هو مدى القرب أو الوجود عن قرب عند لقاء الطبيب أو المعالج النفسي وجهاً لوجه.

إقرأ أيضاً:  هل تخيلت ترك وظيفتك والعيش حراً.. 10 دول رخيصة يمكنك الانتقال إليها في 2022
 

ويرى العاملون في مجال الطب النفسي أنه بالرغم من وجود تقنية الواقع الافتراضي منذ فترة قصيرة، فإن تقنية تتبع والتقاط الحركة والتعديلات على الصور الافتراضية ستمكن الأطباء والمعالجين من تعزيز خطط العلاج بشكل أكثر فاعلية، لأن المريض يتمكن من الجلوس وهو داخل منزله مع الطبيب في الواقع الافتراضي، أي أن الأمر يصبح أكثر راحة بكثير، ولا يتطلب العناء أو التردد قبل طلب العلاج أو المشورة النفسية.


ويرى الطبيب روجرز أن أجهزة الكمبيوتر وسماعات الرأس الافتراضية، أصبحت أكثر تطوراً وفي متناول الكثيرين والخطوة القادمة تتمثل في كيفية الاستفادة من تقنيات العالم الافتراضي في تحسين الوسائل والخطط العلاجية، وتطوير الصور الرمزية لإضفاء التقدم والتحسين على تجربة المستخدمين.
وأشاد الطبيب النفسي روجرز بتعدد المجالات التي يمكن لتقنية الواقع الافتراضي تسهيلها، والتي لا تقتصر فقط على العلاج النفسي، لكن في مجال الأعمال التجارية والسياحة والتعليم.